القدس - خاص ل"مصر الجديدة" - أنهت الدول الكبرى (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة، إضافة إلى ألمانيا)، اليوم في كازاخستان، جولة محادثات إضافية مع إيران بشأن المسائل العالقة المتصلة ببرنامجها النووي، من دون نتائج ملموسة. وبموازاة ذلك تواترت التقارير في الصحافة الإسرائيلية عن مسار جديد تتبعه إيران للوصول إلى قنبلة ذرية، أطلق عليه مسار "البلوتونيوم"، معتمدة على الصور التي نشرتها "ديلي تليغراف". وعقّب مسؤول إسرائيلي من وزارة الشؤون الاستراتيجية، فضّل عدم الإفصاح عن اسمه، اليوم في حديث مع دبلوماسيين أجانب، على نتائج المحادثات قائلا: "لا توجد مفاجأة كبيرة، فقد أسفرت المحادثات عن المزيد من المحادثات"، وأردف "إيران لم تقدم تنازلات ملموسة، خاصة فيما يتعلق بمحطة آراك، والمنشأة في فوردو". وأشار المسؤول إلى أن إيران "بحاجة إلى هذا الوقت لكي تركب المزيد من أجهزة الطرد المركزي". وأضاف أن إيران تتبع استراتيجية جديدة تهدف إلى تقصير مدة "الاختراق" النووي، حسب وصفه، من خلال تطوير منشآتها الحالية. وتحدث المسؤول عن الموقع في آراك قائلا إن "هنالك محطة تتعلق بمشاريع الماء الثقيل، وكذلك مفاعل نووي لإنتاج البلوتونيوم"، مشيرا إلى أن إيران تحذو حذو باكستان وكوريا الشمالية، واللتان اتخذتا المسارين لإنتاج الأسلحة النووية، مسار إثراء اليورانيوم، ومسار البلوتونيوم. وأشار المسؤول المختص بالشؤون الإيرانية إلى أن إيران تخوض مصاعب اقتصادية جرّاء العقوبات الدولية المفروضة عليها، ومصاعب سياسية قبل الانتخابات "غير الديموقراطية"، حسب وصفه، وتابع قائلا "إنها فرصة جيدة لدول الغرب بأن تمارس المزيد من الضغط على القيادة الإيرانية لكي تغيّر من نهجها". وقد نشرت الصحيفة البريطانية "ديلي تليغراف" أمس صورا التقطتها أقمار اصطناعية، الشهر الماضي، من موقع آراك، تظهر المحطة المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني وهي تنتج الماء الثقيل، المستخدم لتبريد البلوتونويم، والذي يمكن صنع قنبلة نووية. وركزت الصورة التي نشرتها "ديلي تليغراف" على البخار المتصاعد من مداخن المحطة، في إشارة إلى أن إيران لم تعلّق مشاريعها المتصلة بالماء الثقيل. ولاحظت الصحيفة وجود صواريخ في محيط الموقع وحراسة كثيفة، قائلة إنها تدل على نشاط مشبوه وغير معلن من جهة إيران. وقال مطّلعون على الشأن الإيراني في إسرائيل إن الصور التي نشرتها الصحيفة البريطانية لم تجدد كثيرا، وإنه أمر معلوم أن إيران تستمر بأنشطتها النووية من دون انقطاع. وصرّح نائب وزير الخارجية الروسي، عقب المحادثات في كازاخستان، لوسائل إعلام أجنبية، بأن الدول الكبرى قدمت لإيران مقترحا جديدا، ودار الحديث في الإعلام حول اقتراح يشتمل على تخفيف العقوبات المفروضة على إيران، مقابل وقف إثراء اليورانيوم إلى نسبة 20 بالمئة في منشأة فوردو. وصرحت إيران من جهتها أنها لن تغلق المنشأة في فوردو، مؤكدة على حقها بإثراء اليورانيوم على أرضها. واتفق الطرفان على الاجتماع في اسطنبول على مستوى الخبراء، ومن ثم استئناف المحادثات الرسمية في كازاخستان في بداية أبريل (نيسان