كشفت صحيفة الديلى تليجراف، عن أن صورا ملتقطة بالقمر الصناعى تظهر لأول مرة أن إيران تعمل على تطوير مسار ثانى لإنتاج أسلحة نووية من خلال تشغيل محطة يمكنها إنتاج اليورانيوم، وهو ما وصفته الصحيفة بالخطة "B". وتكشف الصحيفة عن تفاصيل نشاط نووى داخل منشأة إيرانية خاضعة لحراسة مشددة، تم منع المفتشين الدوليين من الوصول إليها على مدار 18 شهرا. الصور التى جرى التقاطها فى 9 فبراير عبر الأقمار الصناعية التجارية، تظهر أحدهم أن إيران تعمل على تنشيط العمل بمحطة أراك لإنتاج الماء الثقيل. وهذا النوع من الماء ضرورى لتشغيل المفاعل النووى لإنتاج البلوتونيوم الذى يمكن استخدامه عندئذ لصنع قنبلة نووية. وتظهر الصورة علامات على نشاط نووى فى أراك، حيث تحلق سحابة كثيفة من البخار مما يشير إلى العمل على إنتاج الماء الثقيل. ورفضت إيران طلبات متكررة من قبل مفتشى الوكالة الدولية للطاقة بالحصول على معلومات عن موقع أراك الذى يبعد 150 كيلو متر عن جنوب غرب العاصمة طهران. كما تم منعهم من زيارته منذ أغسطس 2011. وجمعت الحكومات الغربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية معلومات عن نشاط أراك، لكن الصور التى حصلت عليها التليجراف تمثل أو دليل حقيقى على نشاط المنشأة. وتظهر الصور الجديدة أيضا تفاصيل مجمع فوردو، الذى تم بناءه تحت سطح مستوى الأرض وسط الجبال بالقرب من مدينة قم المقدسة. ورغم إصرار إيران على أن منشآتها النووية للاستخدامات السلمية فإن صورة سحابة البخار فوق منشأة أراك لإنتاج الماء الثقيل، تعد دليل واضح على أن النظام الإيرانى يمتلك أكثر من مسار لإنتاج أسلحة نووية. وتسلط الصور الجديدة الضوء على التقدم الذى أحرزته إيران على صعيد المنشآت التى قد تسمح لها بإنتاج البلوتونيوم، مما قد يعطى البلاد خيار ثانى فى تطوير سلاح نووى. وتقول الصحيفة أن امتلاك إيران لقنبلة نووية قد يسمح للنظام فى طهران بمواجهة أى تحد غربى كما سيعمل على توسيع نفوذها فى الشرق الأوسط. وتظهر صور أخرى للمنطقة المحيطة بمنشأة أراك، وجود العديد من الصواريخ المضادة للطائرات ومواقع مدفعية للتأمين المنشأة، بشكل يفوق تأمين أى موقع نووى أخر فى البلاد. وفيما لا تزال إيران تفتقر للتكنولوجيا اللازمة لإنتاج البلوتونيوم واستخدامه فى الأسلحة، فإن كوريا الشمالية استطاعت بنجاح تطوير هذه التكنولوجيا، وهو ما يتوقع المحللين أن تصل إليه إيران لاسميا فى ضوء تعاون البلدين معا فى هذا المجال. وحذر مارك فيتزباتريك، المسئول السابق بالمعهد الدولى للدراسات الإستراتيجية التابع للخارجية الأمريكية، أن منشأة أراك قد تكون جزءا من عملية من شأنها أن تثير شن ضربة غربية على إيران. وفيما قد تحصل إيران على التكنولوجيا اللازمة لإعادة إنتاج اليورانيوم من كوريا الشمالية، فإن الخبير الأمريكى قال: "فى ذلك الوقت، فإن خيار توجيه ضربة عسكرية لمفاعل تم تشغيله بالفعل سيطرح تعقيدات مضاعفة بسبب الإشعاع الذى سينتشر عنه". ووفقا لمعهد العلوم والأمن الدولى، فى الولاياتالمتحدة، فإنه إذا ما وصلت الماء الثقيل بالمنشأة إلى كامل طاقتها الإنتاجية، فإنها ستكون قادرة على إنتاج الكمية الكافية من البلوتونيون لتصنيع أثنين من الرؤوس النووية خلال عام.