القدس، 20 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2012- صرّح مسؤولون إسرائيليون، مقربون من دائرة صنع القرار، بأن الحكومة الإسرائيلية قررت أن تستنفد الجهود الديبلوماسية المبذولة في القاهرة، والتي تشترك بها أطراف دولية عديدة، قبل الإقدام على عملية برية في قطاع غزة. ودخل إلى صورة الجهود المبذولة للتوصل إلى تهدئة لاعبان دوليان مهمان، هما الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، ويتوقع أن يصل الزعيمان إلى إسرائيل اليوم لنقل الرسائل من مصر. ونوه بعض الوزراء في إسرائيل أن الحكومة لم تسحب عن الطاولة إمكانية اجتياح القطاع بريا، واصفين الوضع بأن الرهان على التهدئة هو 50 بالمئة، مقابل 50 بالمئة على عملية برية. وقال مصدر سياسي لموقع "والا" الإخباري، إن إسرائيل تمنح الجهود الديبلوماسية فرصة لأنها تعلم أن عملية برية ستزيد من الضحايا في صفوف المدنيين من كلا الجهتين، وأيضا لأن المساهمة من جهة إسرائيل في المساعي الديبلوماسية ستضفي على خطوات إسرائيل القادمة، لا سيما عملية برية في غزة، شرعية أكبر. وأوضح المصدر أن إسرائيل تطالب بتهدئة تتم عبر مرحلتين، الأولى هي وفق فوري لإطلاق النار لبضع أيام، وبعدها خوض مرحلة ثانية يكون محورها الالتزامات الدولية الضرورية للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد بين الطرفين. وتهدف إسرائيل من خلال المسار الديبلوماسي إلى خلق واقع مختلف في غزة، لا سيما إلى وقف تهريب السلاح للقطاع، والحد من تسليح المنظمات الإرهابية في القطاع، بما في ذلك حركة حماس. ونقلت وسائل إعلام عربية تسجيلا صوتيا لقائد كتائب القسام، محمد الضيف، والذي خاطب قواته قائلا إن إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا إذا اجتاحت القطاع. وقال مطلعون في إسرائيل على شؤون حماس أن خطاب الضيف هو محاولة لنقل صورة بأن حماس لا تعاني من فراغ قيادي بعد اغتيال الجعبري. وتشترط القيادة في إسرائيل أن تكون التهدئة المقترحة شاملة وأن تضمن أمن المواطنين في إسرائيل لفترة طويلة. وفي ذلك، نشرت صحيفة "هآرتس" الخبر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض اقتراحا فرنسيا – قطريا، للتوصل إلى تهدئة بين إسرائيل وغزة، احتراما وتفضيلا للمساعي التي يقوم بها الجانب المصري في هذا الشأن. ونقل مسؤول إسرائيلي، مطلع على وقائع اللقاء بين نتنياهو وفابيوس، لصحيفة هآرتس، أن وزير الخارجية الفرنسي فاجأ نتنياهو، كاشفا خلال اللقاء عن مسودة لاقتراح فرنسي- قطري يحث الطرفين على تهدئة عاجلة، لكن نتنياهو رفض الاقتراح قائلا إنه يفتقر إلى حل مناسب للأوضاع الراهنة بين إسرائيل وغزة. وأضاف نتنياهو أن إسرائيل تفضل القناة المصرية فيما يتعلق بغزة. ولم ينف السفير الفرنسي لدى إسرائيل أو يؤكد وجود اقتراح كهذا. وبموازاة الجهود الديبلوماسية، يتواصل القتال بين الطرفين، إذ سقط في إسرائيل حتى ظهر اليوم أكثر من 60 صاروخا، خلّفوا إصابات مادية للسيارات والمنازل، وتناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية حادث سقوط صاروخ بجانب حافلة إسرائيلية، نجح ركابها في الخروج منها قبل سقوط الصاروخ في اللحظة الأخيرة. ونقلت وسائل الإعلام الفلسطينية أن غارات الجيش الإسرائيلي في القطاع خلّفت مقتل 5 أشخاص وجرح 10 آخرين، منذ صباح اليوم. ويصل اليوم إلى القطاع وفد من وزراء الخارجية العرب لمتابعة الأحداث عن قرب، وكذلك وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي. وشدد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي على أن المنظمات الإرهابية وعناصر حماس تسخّر الحيز المدني لأغراضها العسكرية، وتهدد حياة المدنيين في غزة بدون حساب.