يعد تبادل العلاقات بين الشباب والفتيات طامة كبرى وبلية عظمى مما تنتجه تلك العلاقات بينهما ،والتي قد تنتشر في نطاق دور العلم ،والدروس الخصوصية واماكن الاعمال اليومية ،فهي علاقات محرمه غير مشروعة ،والتي انتشرت بحجة الصداقة او الزمالة ،وكلها حجج واهية ،وعادات قبيحة يقلدها الاجيال تقليد اعمى ، ويرفضها الاسلام رفضا تاما لما فيها من انتهاك الحرمات ، وارتكاب المحرمات وتدمير للاسرة التي يقع عليها خطأ كبير في ذلك ، نظرا لغياب الوازع الديني في البيوت بالاضافة الى غياب المتابعة من الاهل . ويأتي دور الرقابة من قبل الاهالي ،واهمالهم لأخلاق الاولاد الذي نتج عنه نشأة تلك العلاقات ،بدعوى الثقة في التربية ،واعطاء الابن ،والابنة الحرية في التصرف كيفما يشاءا ،وكما يحلو لهما ،فانتشرت تلك العلاقات كنتيجة للثقة الزائدة في الابناء ،والاهمال وغياب الوازع الديني ،وفي بعض الاسر يرجع السبب الى نتيجة الموافقة على تلك العلاقات . واختلفت انواع الحب ،فمنه ما هو فرض كحب الله ورسولة "ص" ، فقال الله تعالى " قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " ال عمران 31 . وكما قال الرسول "صلي الله عليه وسلم" : " والذي نفسي بيدة لا يؤمن احدكم حتى اكون احب الية من والدة وولده " ومنة من هو مندوب كحب الصالحين ،والاصدقاء ومن هو فطري كحب الوالدين ،والاولاد فضلا عن الزوجة فروي اصحاب السنن عن حب النبي "ص" لعائشة رضي الله عنها ،وارضاها قال "ص" : "اللهم هذا قسمي فيما املك فلا تلمني فيما تملك ولا املك " نظرا لحب النبي لها اكثر من باقي زوجاتة . حرم الله تبارك وتعالى نوع اخر ،كحب المحرمات التي حرمها الله ورسوله، كحب الخمر ،والجنس المحرم ،والزنا ،وما حرمه الله فلا يوجد بالشريعة الاسلامية ما يدعى الحب بين الشباب ،والفتيات ،بالاضافة الى عدم تواجد ما يقع تحت مسمى بصداقة او زمالة . يدعو الاسلام الى حفظ الاعراض وسد الغرائز ، لتجنب الفتن فمن هنا حرمت العلاقات بين الجنسين باي شكل ،واسلوب فلا يجوز للفتاة ان تندرج في حب زميلها الذي ينتهي ،او يفرض علية الرغبة في الزواج بعيدا عن مشورة ولي الامر ، فيعد تلك التصرفات خطا كبير ،ان اتفق الشباب عليها ، كالزواج دون تدخل من ولي امرهما فليس الزواج علاقة بين فردين ،بل علاقة بين اسرتين . لتكون العلاقة بين الاسرتين لها وجة خاص ، تبنى على اساس متين يحكمة العقل الى حد كبير فمن ثم ،يجب على جميع الاباء ،والامهات بشكل خاص ، ان يكون لهما دور كبير في قيام الاولاد بتكوين صداقات مع غيرهم موافقين على من يرون في صداقتهم الخير ،ويستنكرون من يرون في صداقتهم الشر . فيذكر لنا القران الكريم خبر شخص في ايام الرسول "ص" ،اغراه صديقه الكافر بان يكفر بالله وبرسالة الرسول "ص" وسيندم على ذلك يوم القيامة . وقال الله تعالى في كتابه العزيز :"ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا . ياويلتى ليتني لم اتخذوا فلانا خليلا . لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا" الفرقان :27-29. فتعتبر الصداقة بين افراد الجنس الواحد لا حرمانية فيها ،ولا خطر منها ،بينما الصداقة بين الشاب والفتاة يقع بها الخطورة ،وكل الحرمانية ان لما تكن بينهما قرابة المحارم كالاخت والاخ . فقال الله تعالى :"واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلمو ان الله شديد العقاب " الانفال -25 .