* يسأل إبراهيم السيد من بورسعيد: لماذا خص النبي "صلي الله عليه وسلم" الشباب بالخطاب في قوله "صلي الله عليه وسلم" "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج"؟ ** يجيب الشيخ عثمان إبراهيم عامر -مدير الإعلام بمنطقة دمياط الأزهرية-: الشهوة الجنسية غريزة طبيعية مذكورة في طبع الإنسان تميل إليها النفس وتسعي إلي تحقيقها بوسيلة من الوسائل الشرعية أو غير الشرعية. وتعتبر هذه الشهوة من أقوي الشهوات الإنسانية وأشدها خطراً لذا جعلها الله تعالي أول الشهوات التي زينت للناس في هذه الحياة الدنيا.. قال تعالي: "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث" آية رقم 14 سورة آل عمران.. ومن أجل كبح جماحها أمر الله تعالي المؤمنين بغض البصر. فقال تعالي: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم" آية رقم 30 من سورة النور. كما أمر المؤمنات كذلك بغض البصر. فقال تعالي: "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن" آية رقم 31 من نفس السورة. لأن إدامة النظر من الرجل للمرأة ومن المرأة إلي الرجل من الأمور التي تثير الشهوة وتؤجج نارها بين الجنسين خاصة في سن الشباب ورحم الله القائل: كل الحوادث مبدأها من النظر.. ومعظم النار من مستصغر الشرر. والمرء مادام ذا عين يقلبها.. في أعين الغير موقوف علي الخطر. كما نظرة فعلت في قلب صاحبها.. فعل السهام بلا قوس ولا وتر. وكانت نصيحة النبي -صلي الله عليه وسلم- للشباب بقوله لهم: "يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وقاء" رواه البخاري ومسلم عن عبدالله -رضي الله عنه- ففي هذه النصيحة أرشدهم الرسول -صلي الله عليه وسلم- إلي أمرين: الأول أن الطريق الوحيد لتفريغ الشهوة الجنسية إنما هو الزواج وفي الزواج ميزتان غض البصر وتحصين الفرج. الثاني: البديل عند تعذر الزواج لعدم القدرة علي تكاليفه إنما هو الصوم لكسر حدة الشهوة. وعن تخصيص الشباب بالخطاب دون غيرهم يقول ابن حجر: خص الشباب بالخطاب لأن الغالب وجود قوة الداعي فيهم إلي النكاح بخلاف الشيوخ وإن كان المعني معتبراً إذا وجد السبب في الكهول. والشيوخ أيضا ج9 ص131 فتح الباري بشرح صحيح البخاري. ومناسبة الصيام لكبح جماح الشهوة الجنسية لدي الشباب هي أن الطعام هو الوقود الأساسي للجسم وبه تتحرك حركة الأعضاء المختلفة وجميع الوظائف الحيوية للإنسان.. ومن هنا جاء ذكر الحافظين فروجهم والحافظات بعد ذكر الصائمين والصائمات في قوله تعالي: "إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات" آية رقم 25 من سورة الأحزاب.. قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية الكريمة: ولما كان الصوم من أكبر العون علي كسر الشهوة كما قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ناسب أن يذكر بعده "والحافظين فروجهم والحافظات" أي عن المحارم والمآثم إلا عن المباح ج3 ص488 تفسير القرآن العظيم.. وإذا كان الشباب في زمن النبي -صلي الله عليه وسلم- محتاجين إلي النصيحة منه -صلي الله عليه وسلم- بضرورة التعجيل بالزواج عند القدرة عليه أو الصيام بديلاً عنه إلي حين القدرة عليه. فشباب اليوم -لا شك- أكثر حاجة إلي هذه النصيحة مع كثرة المغريات وانتشار المثيرات للشهوات وضعف الوازع الديني عندهم.