بعد اضراب دام اربعة ايام استانفت شركة الخطوط الجوية الجزائرية الجمعة رحلاتها من فرنسا ما اتاح لاصحاب العطل الذين ظلوا عالقين في المطار بعضهم لعدة ايام، عبور المتوسط. وافاد مصدر ملاحي عن تسع رحلات مقررة الجمعة من مطار اورلي بباريس، حيث ينتظر 1600 راكب، اضافة الى الرحلتين المبرمجتين اصلا الجمعة. وبالتالي يتوقع ان يحصل تاخير، وقد حطت اول رحلة قادمة من الجزائر العاصمة في اورلي في الساعة 08,50. وفي مطار رواسي البارسي الاخر يتوقع ان تقلع رحلتان للشركة الجزائرية واحدة الى العاصمة والثانية الى وهران وما زال ما بين 300 الى 450 راكبا عالقين حسب مصدر في المطار. واستؤنفت عملية التسجيل لدى شركة الخطوط الجزائرية صباح الجمعة في اجواء من الفوضى في اورلي حيث تدافع مئات الركاب على مكاتب التسجيل. وقد قضى نحو ستين راكبا ليلتهم في المطار ومن بينهم سميرة التي تنتظر رحلة الى وهران وهي تحمل رضيعا في شهره الثاني وابنا اخر في الرابعة، واعربت عن "ارتياحها" لنهاية الاضراب لكنها قالت انها "محبطة" و"متعبة" من هذا الانتظار. وقال رجل كان الى جانبها "لا داعي لتسجيل الركاب الذين ينتظرون منذ الامس قبل الذين جاؤا اليوم، انه سوء نظام". وحاول احد موظفي الشركة طمأنة الركاب قائلا ان "الجميع سيرحل اليوم، لست ادري في اي ساعة لكن الجميع سيرحل". وهدات الاجواء قبل الظهر ووقف الركاب في طابور في بهو مطار اورلي الجنوبي مطمئنين لان "طائرة ستقلهم بالنهاية الى بلادهم". وفي مرسيليا، يتوقع ان تستانف رحلات الخطوط الجزائرية ايضا لكن بتاخير حسب مطار مرسيليا بروفانس، لكن بامكان الركاب تغيير تذاكرهم بتذاكر سفينة متوجهة ايضا الى العاصمة الجزائرية. وفي نيس "نام ما بين 100 الى 103 اشخاص متوجهين الى قسنطينة الخميس في المطار لانهم لم يتمكنوا من ركوب طائرتين الغيت رحلتيهما مساء الخميس"، وقضى 48 منهم، ومعظمهم من المسنين الذين يحملون حقائب كثيرة ورفضوا مغادرة المطار، هناك. واعلن مدير دوام شركة الخطوط الجزائرية في نيس بالكوت دازور لفرانس برس ان الشركة سترسل طائرة لنقل هؤلاء الركاب الجمعة او السبت. وانتهى مساء الخميس اضراب موظفي شركة الخطوط الجوية الجزائرية الذين يطالبون باعادة تصنيف المضيفين والمضيفات، وعددهم 900، كطواقم جوية مثلهم مثل الطيارين وليس كطواقم تعمل على الارض وبالتالي اعادة النظر في الاجور والمنح والتعويضات بينما اتاحت رحلات تعويض نقل قسم من الاف الركاب العالقين في فرنسا منذ اربعة ايام. وقال ياسين حمام رئيس نقابة مضيفي شركة الخطوط الجوية الجزائرية ان المضيفين قرروا استئناف العمل بعد مناقشات مع مكتب رئيس الوزراء احمد أويحيى بعد تدخل الامين العام لاتحاد العمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد. من جهته، اعرب المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية محمد صالح بولطيف عن استعداده للعودة الى التفاوض مع المضيفين المضربين منذ أربعة ايام لكن شرط أن يعودوا الى العمل. وقال بولطيف في تصريح للاذاعة الجزائرية "انا مستعد للحوار والتفاوض حتى بالنسبة للموظفين الذين صدر بحقهم قرار الطرد لكن على المضربين ان يعودوا للعمل". وتابع ان "كل شيء قابل للتفاوض وكدنا نتوصل لاتفاق فجر اليوم (الخميس)". ولعل النقطة التي لم يتم الاتفاق عليها هي نسبة 106 بالمائة من الزيادة في الأجور كما يطالب المضربون. وقال بولطيف ان المضيفين "ما زالوا متمسكين بنسبة 106 بالمئة". ودعا المدير العام الذي استلم منصبه منذ ثلاثة اسابيع فقط الى "التعقل والاحساس بالمسؤولية"، وقال "لا يمكن ان نرهن شركة ومسافريها في كل مرة خاصة في موسم الصيف". وتواجه الشركة الجزائرية مرحلة دقيقة حيث قد تدرج على اللائحة السوداء للشركات غير المنسجمة مع المعايير الدولية لان اسطولها (42 طائرة) لا يخضع للصيانة الضرورية رغم انه يعود الى 2010 من طائرات من الجيل الجديد.