بيروت (رويترز) - قال سكان ان الاف السوريين تجمعوا في مدينة حماة يوم الجمعة للاحتجاج ضد الرئيس بشار الاسد في الوقت الذي زار فيه سفيرا فرنساوالولاياتالمتحدةالمدينة في اشارة دعم أغضبت السلطات السورية. وقال نشطاء ان قوات الامن قتلت بالرصاص أربعة اشخاص في مناطق أخرى أحدهم في حي الميدان في دمشق. وشهدت حماة التي تبعد 200 كيلومتر الى الشمال من دمشق بعضا من اكبر المظاهرات ضد الاسد وكانت ايضا مسرحا لحملة قمع دموية نفذها والده الرئيس الراحل حافظ الاسد قبل نحو 30 عاما وتجددت ذكرياتها المؤلمة بنشر الاسد للدبابات خارج المدينة هذا الاسبوع. واظهرت لقطات فيديو مباشرة نشرت على الانترنت حشدا كبيرا في ميدان العاصي حمل بعضهم علما سوريا كبيرا. وأدانت سوريا زيارة السفير الامريكي روبرت فورد للمدينة ووصفتها بأنها تحريض ودليل على أن واشنطن تلعب دورا في الاضطرابات التي بدأت قبل نحو 15 اسبوعا. وقالت وزارة الداخلية السورية ان فورد التقى مع "مخربين وحضهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار" الذي قالت السلطات انه سيبدأ يوم الاحد. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية "الهدف الرئيسي ... هو أن يوضح بشكل تام ومن خلال وجوده الشخصي اننا نقف مع هؤلاء السوريين الذين يعبرون عن حقهم في الحديث عن التغيير." وأبلغت نولاند مؤتمرا صحفيا في واشنطن "نحن قلقون للغاية تجاه الوضع في حماة." وقال دبلوماسيون يوم الجمعة ان اريك شوفالييه سفير فرنسا لدى سوريا توجه الى حماة يوم الجمعة لاظهار الدعم للمدينة. وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان زيارة شوفالييه كانت ضمن عدة زيارات قام بها لمراقبة الاضطرابات. واضاف "تعبر فرنسا عن قلقها بشأن سكان حماة وادانتها للعنف ضد المحتجين على يد السلطات" داعيا الاسد للافراج عن السجناء السياسيين وبدء اصلاحات. وجسدت مذبحة حماة في 1982 الحكم الصارم للرئيس الراحل. وبعد نحو 30 عاما قال نشطاء ان قوات ألامن قتلت بالرصاص ما لا يقل عن 60 شخصا في حماة خلال احتجاجات في الثالث من يونيو حزيران. وأدى هذا على ما يبدو الى انسحاب قوات الامن مما زاد من جرأة المحتجين الذين يتجمعون بأعداد أكبر عقب صلاة الجمعة. وفي الاسبوع الماضي تظاهر عشرات الالاف - وقال سكان انهم مئات الالاف - في ميدان العاصي. وفيما بات نموذجا معتادا للتحدي خرج المتظاهرون من المساجد للاحتجاج في العاصمة وفي مدينة درعا الجنوبية حيث بدأت شرارة الاحتجاجات وفي مدينة حمص وغيرها من المدن السورية. وقال عمار القربي من المنظمة الوطنية السورية لحقوق الانسان ان ثلاثة محتجين قتلوا في بلدة معرة النعمان عند الاطراف الشرقية لمحافظة ادلب وقتل اخر في حي الميدان بوسط دمشق. وقال سكان ونشطاء ان قوات الامن أطلقت النار على محتجين عند المدخل الشمالي لحماة كانوا يحاولون الانضمام الى مظاهرة في المدينة فاصابوا اثنين. ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) عن مصدر بوزارة الخارجية قوله "ان وجود السفير الامريكي في مدينة حماة دون الحصول على الاذن المسبق من وزارة الخارجية وفق التعليمات المعممة مرارا على جميع السفارات دليل واضح على تورط الولاياتالمتحدة بالاحداث الجارية في سوريا ومحاولتها التحريض على تصعيد الاوضاع التي تخل بأمن واستقرار سوريا." وقالت وزارة الخارجية الامريكية ان السفارة الامريكية أخطرت الحكومة السورية بأن فريقا من السفارة - دون أن تذكر اسم فورد - سيزور حماة. وتشير زيارة فورد الى تكثيف الجهود الامريكية لمنع الاسد من القيام بأعمال صارمة أخرى لسحق الاحتجاجات المناهضة لحكمه. وقال سكان في حماة ان السفير تجول في مستشفى حوراني حيث نقل بعض الاشخاص للعلاج هذا الاسبوع بعد أعمال يقول نشطاء ان قوات الامن قتلت فيها ما لا يقل عن 26 شخصا. وقال ناشط وأحد السكان ان سكان حماه سدوا شوارع المدينة بالاطارات المشتعلة يوم الخميس لمنع دخول حافلات تقل قوات الامن بينما فرت عشرات الاسر الى بلدة مجاورة. وقال سكان وجماعة حقوقية ان قوات الامن اقتحمت ضاحية حرستا شمالي العاصمة السورية ليل الخميس واطلقت النيران فأصابت شخصين على الاقل. وقالوا ان حوالي 300 من قوات الامن دخلوا الضاحية التي تشهد احتجاجات يومية للمطالبة بالحريات السياسية وبدأوا في اطلاق نيران بنادق الية مثبتة على متن شاحنات وقاموا بحملة اعتقالات من منزل لاخر. واضافوا ان قوات الامن اصابت في وقت سابق ثلاثة محتجين عندما اطلقت النار على مظاهرة ليلية في حرستا تطالب بسقوط الاسد. وقال مركز سواسية السوري لحقوق الانسان في بيان ان قوات الامن أغارت ايضا خلال الليل على المستشفى الرئيسي في حرستا وهو تكتيك استخدمته في هجمات مماثلة على مدن وبلدات في مناطق اخرى في سوريا وخطفت المحتجين الثلاثة المصابين وان "حياتهم الان في خطر داهم." ويقول نشطاء ان قوات الاسد قتلت ما لا يقل عن 1400 مدني في الاحتجاجات وتقول السلطات ان 500 من افراد الشرطة والجيش قتلوا بيد "عصابات مسلحة" تلقي عليها السلطات باللوم في مقتل مدنيين. وقالت سانا ان أحد أفراد الامن قتل في تلبيسة قرب حمص واصيب اخر في حي الميدان في دمشق. ومنعت سوريا معظم وسائل الاعلام المستقلة من العمل داخل البلاد الامر الذي يتعذر معه التحقق من صحة روايات السلطات والنشطاء. كما منعت الاممالمتحدة الى حد بعيد من دخول أراضيها. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان جي مون سوريا يوم الخميس للسماح على الفور لموظفي المعونة التابعين للمنظمة الدولية بدخول البلاد لتقييم حاجات المدنيين الذين اضيروا في حملة قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة. كما دعاها الى السماح لفريق من محققي الاممالمتحدة المعنيين بحقوق الانسان بتنفيذ مهمتهم في ليبيا. وقالت شخصيات معارضة انها لن تشارك في الحوار مع السلطات بينما تستمر أعمال القتل والاعتقالات. وعبر المعارض هيثم المالح عن دهشته من توجيه السلطات دعوة للحوار في الوقت الذي تنشر فيه الدبابات في أنحاء البلاد ويراق الدم وتكتظ السجون بالسجناء ويطلب السوريون اللجوء الى دول أخرى. واضاف المالح وهو محام وقاض سابق انه لا يعتقد ان اي مواطن يحترم هذا البلد سيقبل مثل هذه الدعوة.