بوخارست (رويترز) - قال رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو يوم الاربعاء ان تعثر جهود السلام مع الفلسطينيين لم يحل دون نمو علاقات اسرائيل مع دول البلقان مع التركيز على تحرير مجتمعاتها ونظمها الاقتصادية. ووسط شعوره بالابتهاج لعدم سماح اليونان لنشطاء دوليين بالابحار الى غزة المحاصرة أشار نتنياهو الى مجموعة متزايدة من دول شرق ووسط أوروبا مقربة من الولاياتالمتحدة باتت تدعم الاسرائيليين في المحافل الدولية بالامم المتحدة والاتحاد الاوروبي. وقال نتنياهو لرويترز في مستهل زيارة لرومانيا وبلغاريا "نحن نتوصل الى شراكات جديدة وتحالفات جديدة في مناطق كنا لا نعيرها يوما سوى القليل من الوقت والجهد والموارد." ومضى يقول "لدينا استراتيجية. وبينما يوجد كل هذا الحديث عن عزلة اسرائيل فان هذه الدول تسعى بدأب لتطوير العلاقات. رأيهم فينا ايجابي للغاية. انهم ينظرون نظرة فاحصة لمصالحهم ويدركون ان اسرائيل يمكن أن تساعد في تقدمهم." وقال نتنياهو ان دول البلقان ترى في توترات اسرائيل مع جيرانها العرب وعدوها اللدود ايران انعكاسا لكفاحها السابق ضد الهيمنة السوفيتية واستبداد النظم المحلية واراقة الدماء لاسباب طائفية. وأضاف "لقد عاشت (هذه الدول) في ظل طغيان لذا فانها أكثر تشككا وأكثر احتراما لديمقراطية تأسست ضد نظم استبدادية." ويرى كثير من الاوروبيين فضلا عن الفلسطينيين اسرائيل دولة متصلبة وقوة احتلال لا تريد وقف بناء المستوطنات أو تقبل باقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة. لكن نتنياهو قال انه فوجئ أثناء زيارة الى جمهورية التشيك بأن مضيفيه "لم يكونوا في حاجة لاقناعهم" فيما يتعلق بشروط اسرائيل لتحقيق السلام رغم انها كانت غالبا موضع تساؤلات في الكثير من عواصم دول اوروبا الغربية. وتابع نتنياهو الذي يصر منذ فنرة طويلة على ان عدم تحقيق السلام يعود الى رفض الفلسطينيين الاعتراف باسرائيل دولة يهودية "لقد أدركوا الامر. انهم جربوا العقلية الدكتاتورية وهم يفهمون ماذا يعني أن تكون جامدا." ومن أهم القضايا في جدول أعمال نتنياهو أثناء زيارته لبوخارست وصوفيا حشد الدول ضد حملة الفلسطينيين للحصول على اعتراف رسمي بدولة مستقلة في الضفة الغربيةالمحتلة والقدس الشرقيةوغزة أثناء دورة الجمعية العام للامم المتحدة في سبتمبر ايلول. وقال نتنياهو ان الفلسطينيين يتمتعون "بأغلبية عددية" في المنظمة الدولية لكنه عبر عن أمله في الحد من هذا الدعم بين الدول التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفيتي السابق التي أيدت في السابق اعلان قيام دولة فلسطينية عام 1988. وأضاف قائلا "لن أندهش اذا كان لبعض هذه الدول موقف مختلف اليوم." وقال نتنياهو ان العلاقات مع روسيا قوية وعبر عن أمله في تحسن العلاقات مع تركيا بعد أن تدهورت بسبب سياسات اسرائيل في غزة. وقال مستشار بارز ان أنقرة "تراقب وتلاحظ" تقارب نتنياهو مع دول البلقان الاخرى. ولم يخف نتنياهو سرا في سعيه لاستغلال الاكتشافات البحرية الاخيرة للغاز الطبيعي كصادرات استراتيجية. وقال "لاننا نحتاج الى القليل جدا منه (الغاز الطبيعي) نعتزم مد خط أنابيب أو انشاء خط ملاحي. بوسعنا ان نكون مزودا كبيرا في مجال الغاز الطبيعي." كما أشار نتنياهو الى ان حكومته مهتمة باقتراح لربط الموانيء الاسرائيلية بمدن في الاردن والعراق عبر خط للسكك الحديدية لتعزيز فرص وصول تجارتها للبحر المتوسط. وقال "ينبغي ان نتعلم الاشياء الجيدة ونتجنب الاشياء السيئة." وفي اشارة الى أحداث سابقة تتعلق بالبلقان قال نتنياهو "اسرائيل ليست امبراطورية وليست دولة كبرى. لكنها دولة مهمة على الساحة الدولية الان بعيدا عن الصراع العربي الاسرائيلي."