تواجه قضية محاولة الاعتداء الجنسي المزعوم من قبل رئيس صندوق النقد الدولي السابق، دومينيك شتراوس-كان، على عاملة في الفندق الذي كان يقيم فيه في مدينة نيويورك مؤخرا مصاعب جمَّة وسط تقارير تتحدث عن مخاوف بشأن مصداقية الضحية . فقد أبلغ خبراء في مجال تطبيق القانون وسائل الإعلام الأمريكية أن العاملة المذكورة مارست الكذب مرارا منذ وقوع الحادثة في الرابع عشر من شهر مايو/أيار الماضي. وأضافوا أن المرأة التي تتهم شتراوس-كان بمحاولة اغتصابها ضمَّنت أيضا طلب اللجوء السياسي الخاص بها، والمقدَّم إلى سلطات الهجرة الأمريكية، معلومات كاذبة. تأتي هذه التطورات في الوقت الذي يستعد فيه شتراوس-كان للمثول أمام المحكمة في جلسة الجمعة، والتي يُتوقع أن يطالب محاموه خلالها بتخفيف شروط الإفراج عنه بكفالة. يُشار إلى أن السياسي الفرنسي البالغ من العمر 62 عاما، والذي استقال من منصبه كرئيس لصندوق النقد الدولي للدفاع عن نفسه، موضوع رهن الإقامة الجبرية في شقة في نيويورك منذ إيداعه في شهر أيار/مايو الماضي ستة ملايين دولار أمريكي (كمبلغ نقدي وأسهم) لقاء الإفراج عنه بكفالة. وقد فُرضت على الشقة التي يقيم فيها شتراوس-كان حراسة مسلَّحة ورقابة إلكترونية لصيقة، كما أُرغم على ارتداء إسوار إلكتروني لمراقبة تحركاته طوال الوقت. وقد وُجِّهت إلى شتراوس-كان سبع تهم، تتضمن أربع تهم جنائية (اثنتان تتعلقان بالقيام بتصرفات جنسية جنائية وتهمة حول محاولة الاغتصاب وأخرى بشأن الاعتداء الجنسي) بالإضافة إلى ثلاث تهم تتعلق بارتكاب جنح، منها الاحتجاز القسري غير المشروع. وقد أكدت سلطات الإدعاء الأمريكية أن نتائج تحاليل الحمض النووي دي إن إيه أثبتت صحة إدعاءات العاملة بتعرضها للاعتداء من قبل شتراوس-كان. يُشار إلى أن شتراوس-كان أعلن في السادس من الشهر الماضي أمام المحكمة أنه غير مذنب ، الأمر الذي فتح الباب أمام خضوعه لمحاكمة طويلة بهيئة محلفين، وهي عملية قانونية قد لا تبدأ قبل فصل الخريف القادم. وإذا انتهت المحاكمة إلى إدانة شتراوس-كان بالتهم الموجه إليه، فإنه قد يواجه عقوبة بالسجن قد تصل إلى 25 سنة. وكان السياسي الفرنسي، والذي كان من أبرز المرشحين لمنافسة الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة، قد اعتُقل في مطار جون كيندي في نيويورك قبل لحظات فقط من محاولته مغادرة الولاياتالمتحدة إلى باريس، وذلك بعد أن أبلغت عاملة في فندق في مانهاتن بأنه حاول التحرش بها جنسيا في غرفته. ويقول مراسل بي بي سي في باريس، كريستيان فريزر: أيَّا تكن المزايا التي تحملها الأدلة الجديدة في طياتها، أو حتى تلك التي تنطوي عليها شخصية دومينيك شتراوس-كان نفسه، فإن الفرنسيين قد شعروا بالغبن جرَّاء الطريقة التي جرى التعامل بها مع القضية خلال الأيام التي تلت اعتقاله . ويعتقد الكثيرون في فرنسا أن شتراوس-كان ، وهو شخصية محورية في الحزب الإشتراكي، قد عومل بشكل غير لائق، وإن كانت قضيته قد أثارت جدلا واسعا حول السلوك الجنسي للسياسيين وكبار المسؤولين ومدى ارتباط ذلك بالتحرش الجنسي. وأمضى شتراوس-كان أربعة أيام قيد الإحتجاز في سجن جزيرة رايكر قبل أن يقرر القاضي الإفراج عنه بكفالة، على أن يظل تحت الإقامة الجبرية في منزله ويخضع للمراقبة الإلكترونية على مدى أربع وعشرين ساعة.