يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحام مدينة طوباس وبلدة عقّابا شمالي الضفة الغربية، وسط فرض حظر للتجوال واستمرار سلسلة المداهمات الواسعة والدفع بتعزيزات عسكرية من الحواجز المحيطة بالمحافظة. كان جيش الاحتلال قد فرض أمس، إغلاقًا شاملًا على طوباس، عبر إغلاق عدة طرق رئيسية وفرعية، ما أدى إلى عزل المدينة عن بقية مناطق شمال الضفة الغربية وتعطيل حركة تنقل المواطنين. وقال نادي الأسير في طوباس، إن قوات الاحتلال اعتقلت 18 فلسطينيًا خلال عمليات المداهمة التي نفذتها في مدينة طوباس وبلدة عقّابا، مشيرًا إلى أن الحملة تخللتها مداهمات واسعة للمنازل وتفتيشها. وفي السياق، ذكر جيش الاحتلال، أن رئيس هيئة الأركان، أيال زمير، وصل أمس إلى طوباس برفقة قائد المنطقة الوسطى، أفي بلوط، للاطلاع ميدانيًا على مجريات العملية العسكرية في المنطقة. وأضاف الجيش، أنه يواصل، منذ نحو عامين، تنفيذ عمليات يصفها ب"الهجومية والمكثفة" في الضفة الغربية والأغوار، مشيرًا إلى إطلاق عملية جديدة في شمال الضفة على خلفية ما يصفه بمحاولات تشكيل تنظيم مسلح، مع التأكيد على العمل لتعزيز الإجراءات الأمنية في المستوطنات ومنع تنامي أي نشاط مسلح. وأجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات العائلات الفلسطينية على إخلاء منازلها في محيط منزل الأسير عبد الكريم صنوبر في بلدة زواتا غرب نابلس، تمهيدًا لتفجيره، وسط حالة من التوتر والقلق في صفوف السكان. واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، برفقة فرق هندسية، اقتحمت مدينة نابلس ومحيط بلدة زواتا، وشرعت في فرض طوق أمني واسع عبر انتشار القناصة على أسطح عدد من المنازل وتحركات مكثفة للآليات والعربات العسكرية في المنطقة، بالتزامن مع إغلاق مداخل البلدة ومنع الوصول إلى منطقة المنزل المستهدف. ويأتي هذا التصعيد الميداني عقب رفض المحكمة العليا الإسرائيلية الالتماس الذي تقدمت به عائلة الأسير صنوبر لوقف قرار هدم منزلها، حيث منحت المحكمة الضوء الأخضر لجيش الاحتلال للشروع في الهدم، في سياق سياسة هدم منازل الأسرى التي تنتهجها سلطات الاحتلال. وتتهم سلطات الاحتلال الأسير عبد الكريم صنوبر بالمسؤولية عن زرع عبوات ناسفة في ثلاث حافلات كانت متوقفة في مدينتي بات يام وحولون داخل اسرائيل في 20 فبراير 2025، وهي التفجيرات التي تسببت بأضرار مادية كبيرة دون وقوع إصابات، قبل أن تعلن قوات الاحتلال اعتقاله بعد مطاردة استمرت عدة أشهر في مدينة نابلس واستمرار اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لبلدة قباطية جنوب جنين، وتحويل ما لا يقل عن ستّ بنايات سكنية إلى ثكنات عسكرية، وسط فرض قيود مشددة على حركة تنقل الفلسطينيين داخل البلدة وفي مداخلها الرئيسية والفرعية. وفي ظل التوتر الميداني، أعلنت مديرية التربية والتعليم في جنين تعطيل الدوام في المدارس ورياض الأطفال في المنطقة، نظراً للأوضاع الأمنية وخشية اتساع نطاق الاقتحامات، حفاظًا على سلامة الطلبة والكوادر التعليمية. واقتحمت قوات الاحتلال بلدات سيريس وميثلون والجديدة جنوب جنين، ونفذت سلسلة مداهمات واسعة طالت عشرات المنازل، تخللتها عمليات تفتيش وتدقيق في هويات المواطنين. ويستخدم جيش الاحتلال هذه القرى والبلدات مسارًا لتحريك التعزيزات العسكرية باتجاه شمال الضفة الغربية، ولا سيما إلى محيط مدينة طوباس، حيث يواصل عمليته العسكرية المسماة "الأحجار الخمسة"، وفقا للغد.