اعتقلت قوات الدعم السريع السودانية، خلال الساعات الماضية أحد أبرز ضباطها المعروف باسم عيسى أبو لولو في مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور، تمهيداً لإحالته إلى القضاء بتهم تتعلق بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين. وفي بيان للدعم السريع اليوم الخميس، قالت إنها تمكنت من ضبط أبو لولو وإحالته إلى جهات التحقيق المختصة، مؤكدة أنها لن تتهاون مع أي عنصر ارتكب تجاوزات وستقدمه للعدالة. وزعمت مليشيات الدعم السريع التي ارتكبت العديد من الجرائم الإنسانية داخل السودان، أنها ملتزمة بإبلاغ الجهات الدولية بنتائج التحقيقات في أحداث الفاشر، بعدما أدان مجلس الأمن الدولي هجوم المليشيات على المدنيين بالفاشر وارتكابهم المجاز. من هو أبو لولو المتهم بارتكاب مجازر الفاشر؟ ويحمل أبو لولو اسمه الحقيقي عمر الفاتح عبد الله إدريس، رتبة عميد في قوات الدعم السريع، وذاع صيته بعد تداول مقاطع مصوّرة تظهره يشرف على عمليات تصفية ميدانية لمدنيين في الفاشر. وأظهر أبو لولو في أحد المقاطع وهو يستجوب أحد الأشخاص عن انتمائه القبلي قبل أن يطلق عليه النار مباشرة، في ما وصفه حقوقيون بأنه إعدام ميداني على أساس الهوية. ورغم أن الدعم السريع نفت صلتها به في وقت سابق، أعلنت لاحقاً القبض عليه وأودعته في سجن شالا بالفاشر، بعدما أقرّ قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف ب"حميدتي" بوقوع انتهاكات ارتكبتها قواته في مدينة الفاشر غرب البلاد، متعهداً بفتح تحقيق في تلك الأحداث. اعترافات حميدتي جاءت بعد أن وجهت منظمات حقوقية ونقابات الأطباء اتهامات لمقاتلي الدعم السريع بارتكاب فظائع عقب سيطرتهم على المدينة في 26 أكتوبر 2025، والتي شملت عمليات قتل جماعي وتعذيب ونهب على نطاق واسع وثقتها العديد من الفيديوهات والصور. ورغم أصدر حميدتي خلال فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي، أمر لقواته بالانسحاب من الأحياء السكنية، متعهداً بنشر وحدات شرطة تابعة للدعم السريع بمجرد تأمين المدينة.، إلا أن قالت البعثة الدولية لتقصي الحقائق بشأن السودان، أكدت أن الأوضاع مزرية. وقالت بعثة تقصي الحقائق خلال بيان لها، إن 800 ألف شخص لا يزالون محاصرين في الفاشر التي سقطت في يد قوات الدعم السريع. وطالبت من الدول أصحاب النفوذ مسؤولية عدم تغذية النزاع في السودان، موضحة أنه من الممكن وقف الحرب في إذا أوقفنا تدفق الأسلحة. وشددت على أن تصريحات قائد الدعم السريع تفتقد إلى الشفافية، متابعة:"ليس لدينا إيمان بشفافية التحقيقات الداخلية ولا نعتقد بأن الأشخاص الذين ارتكبوا الجرائم ستتم محاسبتهم كما يجب". وأشارت البعثة الدولية إلى أنها تعمل على بناء تحقيق وتجمع المعلومات لتحديد المتواطئين في الانتهاكات في السودان.