قال مندوب السودان لدى الأممالمتحدة السفير الحارث إدريس الحارث، إن نترحم على أرواح الأبرياء الذين تم قتلهم بوحشية ضارية من قبل مليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر خلال اليومين الماضيين. وأضاف مندوب السودان في الأممالمتحدة، خلال جلسة للأمم المتحدة اليوم الخميس، أن الدعم السريع تسعى لتحويل دارفور والفاشر إلى "تورا بورا" جديدة، مؤكدًا أن الفاشر أصبحت رمزا جديدا للمأساة الإنسانية التي يصنعها الإجرام المنظم للمليشيات الإرهابية ومن يرعاها ويقف خلفها ويمولها. وأشار مندوب السودان إلى أن ما يجري في الفاشر ليس حادثا معزولا بل هو استمرار لنمط ممنهج من القتل والتطهير العرقي الذي تمارسه مليشيات الدعم السريع. وأكد أن ميليشيا الدعم السريع لا تمتلك أي شرعية سياسية أو وطنية أو دستورية بل تقوم على أيديولوجيا عنصرية إجرامية، حيث تستمد قوتها من ذهب دارفور المنهوب والمهرب. وتساءل ممثل السودان قائلاً: " كيف يساوي بعض الفاعلين الدوليين بين الدولة السودانية ذات السيادة وبين ميليشيا متمردة؟". وذكر: "أن ميليشيا الدعم السريع تواصل انتهاكاتها في تحد سافر للمجتمع الدولي ولمجلس الأمن مستفيدة من حالة الإفلات من العقاب"، مشيرًا إلى أن المليشيات استخدمت سلاح التجويع لمنع المساعدات الإنسانية عن مدينة الفاشر وفرضت عليها حصارا خانقا منذ مايو 2023. وأوضح أن حكومة السودان استمرت في سياسة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لجميع المواطنين المتأثرين بالحرب، مؤكدًا أن قرار إبعاد مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي ومديرة العمليات بالبرنامج صدر بعد رصد دقيق للعديد من التجاوزات التي تمس سيادة البلاد وأمنها القومي. وتابع: "أن حكومة السودان تؤكد مجددا التزامها الثابت بالقانون الدولي الإنساني وبحماية المدنيين، وتلتزم بمواصلة جهودها لتحقيق سلام شامل ومستدام قائم على حل وطني بملكية وطنية سودانية خالصة". ودعا مندوب السودان في الأممالمتحدة مجلس الأمن إلى الإدانة الصريحة والقاطعة للمجازر التي ارتكبتها الدعم السريع وداعميها، مطالبًا تصنيفها كمنظمة إرهابية وفقا للمعايير الدولية لمكافحة الإرهاب. كما دعا ممثل السودان إلى نزع سلاح ميليشيا الدعم السريع، مؤكدًا: "أننا لا يمكن أن نتفاوض معها، ولا يمكن الحديث عن السلام في ظل الإبادة والقتل الجماعي ولن يقبل الشعب السوداني الحوار مع من ارتكب بحقه أبشع الجرائم".