أصدرت بي بي سي وثلاث وكالات أنباء دولية فيلماً قصيراً يدعو إسرائيل إلى السماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة. ويروي الفيلم، الذي أُطلق بالتعاون مع فرانس برس وأسوشيتد برس ورويترز، الصحفي المخضرم في بي بي سي ديفيد ديمبلبي. وقال ديمبلبي: "يجب السماح للصحفيين الدوليين بدخول غزة لمشاركة زملائهم الفلسطينيين هناك في تحمّل مسؤولية نقل الحقيقة إلى العالم". مُنع الصحفيون الأجانب من دخول غزة بشكل مستقل منذ أن شنت إسرائيل هجومها عام 2023 في أعقاب هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول. وأدخلت القوات الإسرائيلية عدداً قليلاً منهم إلى القطاع تحت مراقبة أمنية. في وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي إنه من أجل "تمكين الصحفيين من التغطية بأمان" داخل غزة، فإن الجيش "يرافقهم أثناء وجودهم في مناطق القتال". وفي العام الماضي، قضت المحكمة العليا في إسرائيل بأن القيود المفروضة على دخول غزة "مبررة لأسباب أمنية". وقالت ديبورا تيرنس، الرئيسة التنفيذية لبي بي سي نيوز: "مَرّ ما يقارب عامين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حين شهد العالم فظائع حماس. ومنذ ذلك الوقت تدور حرب في غزة، لكن الصحفيين الدوليين ما زالوا ممنوعين من الدخول. يجب أن يُسمح لنا بالدخول الآن، للعمل جنباً إلى جنب مع الصحفيين المحليين، حتى نتمكن جميعاً من نقل الحقائق إلى العالم". ويُعرض الفيلم لأول مرة في نيويورك مساء الأربعاء خلال فعالية تستضيفها "لجنة حماية الصحفيين"، بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويحتوي على لقطات توثق أحداثاً تاريخية ومجازر التقطها صحفيون. ومن بين هذه المشاهد: إنزال نورماندي خلال الحرب العالمية الثانية، وحرب فيتنام، ومجاعة إثيوبيا عام 1984، واحتجاجات ساحة تيانانمن في الصين، والإبادة الجماعية في رواندا، وأزمة اللاجئين السوريين، وحرب أوكرانيا. ويقول ديمبليبي في الفيلم: "في أوكرانيا، يخاطر الصحفيون القادمون من مختلف أنحاء العالم بحياتهم يومياً من أجل نقل معاناة الناس. لكن عندما يتعلق الأمر بغزة، فإن مهمة التغطية تقع بالكامل على عاتق الصحفيين الفلسطينيين، الذين يدفعون ثمناً باهظاً، مما يترك عدداً أقل ليشهدوا على ما يحدث". هذه ليست المرة الأولى التي تطالب فيها وسائل الإعلام، السلطات الإسرائيلية بالسماح للصحفيين بدخول قطاع غزة. في يوليو/تموز، أصدرت شبكة بي بي سي نيوز وفرانس برس وأسوشيتد برس ورويترز بياناً أعربوا فيه عن قلقهم الشديد إزاء أوضاع الصحفيين في غزة، الذين يعانون ظروفاً معيشية بالغة الصعوبة، بما في ذلك الجوع والتهجير. وفي أغسطس/آب، أيّدت 27 دولة، من بينها المملكة المتحدة، بياناً دعا إسرائيل إلى السماح فوراً لوسائل الإعلام الأجنبية بالدخول إلى غزة، وأدان الهجمات على الصحفيين هناك. واستشهد ما لا يقل عن 248 صحفياً فلسطينياً في الهجمات الإسرائيلية على غزة، بحسب مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان. من جانبها، نفت إسرائيل عدة مرات، استهداف قواتها للصحفيين بشكل متعمد. وكان الجيش الإسرائيلي قد شنّ حملته في غزة ردّاً على الهجوم الذي قادته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص واحتجاز 251 أسيرا. ومنذ ذلك الحين، استشهد ما لا يقل عن 65,419 شخصاً في غزة، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع. وتُعتمد أرقام الوزارة من قِبل الأممالمتحدة وجهات أخرى باعتبارها المصدر الأكثر موثوقية لبيانات الضحايا.