بعد ساعات قليلة من انتهاء القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي استضافتها العاصمة القطرية يوم أمس الاثنين لإدانة الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الدوحة الأسبوع الماضي، بدأ جيش الاحتلال الاجتياح البري لمدينة غزة. وشنّ سلاح الجو الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، غارات جوية مكثفة على مدينة غزة، وبعد ذلك بقليل، دخلت الدبابات الإسرائيلية المدينة، وفقًا لتقارير صحفية فلسطينية. وقال مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي، إن قوات برية تابعة للجيش دخلت مدينة غزة مساء الاثنين وسوف تنضم إليها قوات أخرى في الأيام المقبلة. وعلى الرغم من تحذير المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ورئيس الأركان إيال زامير، من أن العملية ستعرض حياة الأسرى للخطر، وستؤدي لخسائر فادحة في صفوف الجيش فضلًا عن أنها لن تنجح في هزيمة حماس، فإن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أصر على تنفيذها. وبدأت إسرائيل هجومها بعدما ألتقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالقدس المحتلة أمس، وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إذ أكد الأخير الدعم الأمريكي الثابت لإسرائيل. وقال مسؤولان إسرائيليان لموقع "أكسيوس"، إن روبيو أبلغ نتنياهو أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدعم العملية البرية لكنها تريد أن يتم تنفيذها بسرعة وتنتهي في أقرب وقت ممكن. وأضاف مسؤول إسرائيلي كبير: "روبيو لم يطالب بإيقاف العملية البرية". بينما كانت الدبابات الإسرائيلية في طريقها إلى مدينة غزة، حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حماس من عدم إيذاء الأسرى الإسرائيليين ال20 الأحياء. وأشار ترامب إلى تقرير إخباري لهيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة (كان)، يزعم أن حماس نقلت أسرى إلى فوق الأرض لاستخدامهم ك"دروع بشرية" ضد الهجوم البري الإسرائيلي، وفقًا ل"أكسيوس". وهدد ترامب، على منصته "تروث سوشيال"، قائلًا: "آمل أن يدرك قادة حماس ما سيواجهونه إذا أقدموا على فعل كهذا. هذه فظاعة إنسانية لم يشهد لها العالم مثيلًا. لا تدعوا هذا يحدث، وإلا ستفشل كل التوقعات. أطلقوا سراح جميع الأسرى الآن". وأصدر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بيانًا شكر فيه ترامب على "دعمه الثابت لمعركة إسرائيل ضد حماس وإطلاق سراح جميع أسرانا". غزة تحترق عقب القصف الإسرائيلي الجوي والبري، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الثلاثاء، إن غزة "تحترق"، محذرًا من أن تل أبيب "لن تتراجع". وزعم كاتس أن الجيش "يضرب البنى التحتية للإرهاب بقبضة من حديد، ويقاتل الجنود بشجاعة لتهيئة الظروف أمام إطلاق سراح الأسرى وهزيمة حماس. لن نتوقف ولن نتراجع حتى ننجز مهمتنا". وأفادت مصادر في مستشفيات غزة، باستشهاد 62 فلسطينيًا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم، غالبيتهم بمدينة غزة. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، إنّ مدينة غزة تتعرض لقصف عنيف وأعداد الشهداء والإصابات في ازدياد. وتتزامن العملية البرية مع "حرب الأبراج" التي شنها جيش الاحتلال ضد الأبراج السكنية متعددة الطوابق التي يقطنها المئات من العائلات، لإجبار السكان على النزوح من المدينة إلى جنوبي القطاع. في 11 أغسطس الماضي، شنّ جيش الاحتلال عدوانًا واسعًا على مدينة غزة، بدأه باجتياح حي الزيتون، إذ استخدم روبوتات مفخخة لنسف منازل، تزامنًا مع قصف مدفعي وإطلاق نار عشوائي وعمليات تهجير قسري. ودمّر جيش الاحتلال، منذ ذلك الوقت وحتى مساء السبت، بشكل كلي أو جزئي أكثر من 3600 مبنى وبرج في مدينة غزة، إضافة إلى تدمير قرابة 13 ألف خيمة تأوي نازحين.