في تحول لافت قد يرسم ملامح مرحلة جديدة من الحرب على غزة، وافقت حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين وهدنة مؤقتة. وحظي المقترح الذي تقدم به الوسطاء من مصر وقطر، يوم الأحد نتيجة محادثات عُقِدت هذا الأسبوع في القاهرة بين وفد حماس ووسطاء دوليين، على موافقة الحركة وجميع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وفقًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل". تفاصيل المقترح يتضمن المقترح الذي وافقت عليه حماس، وفقًا لتقارير إعلامية، وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا خلالها سيتم إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء، مقابل الإفراج عن 140 من المعتقلين الفلسطينيين المحكوم عليهم بالسجن المؤبد و60 أسيرًا حُكم عليهم بأكثر من 15 سنة. كما سيتم إطلاق سراح 18 جثة، ومقابل كل جثة إسرائيلية سيتم تسليم 10 جثث فلسطينية. بالإضافة إلى انسحاب إسرائيلي إلى عمق حوالي 1000 متر في شمال قطاع غزة وشرقه، باستثناء حيي الشجاعية وبيت لاهيا. وسيتم إدخال المساعدات إلى القطاع عبر الأممالمتحدة والهلال الأحمر والمؤسسات الإنسانية المتخصصة. ومن المفترض أن يتم إطلاق سراح الأسرى المتبقين في مرحلة ثانية، مع إجراء مفاوضات فورية للتوصل إلى صفقة أوسع لإنهاء دائم ل"الحرب والعدوان" مع ضمانات دولية، بحسب ما أفادت "تايمز أوف إسرائيل". بعد إعلان الموافقة على الاتفاق أمس الاثنين، قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن تل أبيب تلقت موافقة حماس، في حين بدا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو متجاهلًا لرد الحركة، وفقًا للمسؤول. وعلى الرغم من أن إسرائيل ستدرس مقترح الصفقة الجزئية، فإنها ماضية في خطتها للسيطرة على مدينة غزة (أكبر مدينة في القطاع) ونقل سكانها إلى جنوب. وعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي، قائلًا: "نرى بوضوح أن حماس تتعرض لضغوط هائلة". كما لا تزال إسرائيل مُصرة على "اتفاق شامل" يُفضي إلى إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين ال50 الأحياء والجثث (20 منهم أحياء)، فضلًا عن تحقيق الأهداف الأخرى من الحرب المتمثلة في تدمير حماس ونزع سلاح القطاع، بحسب ما أفاد مسؤول إسرائيلي للصحيفة. هل هذا المقترح ذاته الذي قدمه ويتكوف؟ قال مصدر دبلوماسي لموقع "أكسيوس" الأمريكي، إن الاتفاق الذي قبلته حماس "يشبه بنسبة 98%" اقتراح المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف الذي رفضته الحركة وقبلته إسرائيل الشهر الماضي. وأفاد تقرير للقناة 12 الإسرائيلية، بأن حماس قلّصت عدد الأسرى الفلسطينيين الأمنيين الذين تريد إطلاق سراحهم من سجون الاحتلال، وخفّفت من موقفها بشأن المنطقة العازلة التي ستحتفظ بها إسرائيل على طول حدود غزة، وفقًا لما نقلته "تايمز أوف إسرائيل". بينما تُصرّ إسرائيل، بحسب التقرير العبري، على شريط بعرض يتراوح بين كيلومتر و1.2 كيلومتر. مشيرًا إلى أن حماس، التي طالبت سابقًا بعرض أقصى يبلغ 800 متر، مستعدة الآن لقبول عرض يتراوح بين 800 متر وكيلومتر واحد. ويشمل مقترح ويتكوف الأخير، إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين (الأحياء والأموات) كخطوة أولى لتخفيف التوتر. وتتضمن المفاوضات التي ستبدأ خلال فترة وقف إطلاق النار مناقشات شاملة حول شروط إنهاء الحرب، بما في ذلك نزع سلاح حماس، ونفي قادتها المتبقين في قطاع غزة، ونقل المسؤولية المدنية إلى هيئة دولية، وفقًا لصحيفة "إسرائيل هيوم".