صدام أوروبي.. بايرن ميونخ يعبر فلامنجو ويتأهل لربع نهائي مونديال الأندية (صور)    بالقاهرة والمحافظات| مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 30 يونيو 2025    عماد الدين حسين: أداء الحكومة في التعامل مع حادث الطريق الإقليمي يأخذ 4.5 من 10    صرف معاشات شهر يوليو بالزيادة الجديدة.. غداً    قطار الغلاء لا يتوقف منذ انقلاب السيسي.. والبرلمان يُصادق على موجة جديدة من الضرائب    محافظ كفر الشيخ يفتتح ميدان وحديقة المحطة بعد تطويرهما    صيفك أحلى بالترشيد.. مرفق الكهرباء يطلق حملة لتوفير استهلاك الطاقة بالمنازل    برلماني: قانون تقنين أراضي وضع اليد سيعود على الدولة ب المليارات (فيديو)    عضو بالكونجرس الأمريكى: دعم واشنطن "مؤسسة غزة الإنسانية" تمويل للإبادة    «الرقابة النووية» تطلق العدد السابع من مجلتها التوعوية بعنوان «الأمن المستدام»    «سيبوا عبدالمجيد يصدي».. رضا عبدالعال يُحذر الزمالك من التفريط في نجمه المغربي    رسوب 10 حكام و8 مساعدين فى الاختبار البدنى لمعسكر تأهيل حكام الVAR    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة المواقع تحت الإنشاء بالتجمع الأول    هل اقترب عرض «الشايب»؟ آسر ياسين يكشف آخر التفاصيل (فيديو)    رامى إمام يحتفل بعقد قران ابنه حفيد الزعيم عادل إمام    معبد مفقود يكشف أسرار حضارة «تيواناكو» الغامضة    عضو التصديرى للحاصلات: التركيز على تطوير العملية الزراعية تكنولوجيًا وكميا    جوارديولا: لاعبو مانشستر سيتي يشعرون بالملل.. وهذا ردي على كلوب    خبير إيراني: تل أبيب وواشنطن ستستأنفان عملياتهما ضد طهران الأسبوع المقبل على أقصى تقدير    اتحاد الكرة: ننتظر موقف الشركة الراعية من مكان السوبر ولا نمانع إقامته في مصر    ما فضل صيام يوم عاشوراء؟.. أجرٌ عظيم وتكفيرٌ للسنة الماضية    اعتداء على كنيسة البشارة الأرثوذكسية في الناصرة بفلسطين.. التفاصيل    محمد علي رزق يكشف أسرار دوره المختلف في فيلم "في عز الضهر"    آسر ياسين ل إسعاد يونس: «استحالة كنت أفكر أبقى ممثل» (فيديو)    وزير الشباب والرياضة يهنئ أبطال مصر بعد تصدرهم جدول بطولة إفريقيا للسلاح بنيجيريا ب21 ميدالية    قد ينتهي بفقدان السمع.. العلامات المبكرة لالتهاب الأذن الوسطى    وزيري: لدينا 124 هرما.. وهذه أهداف مشروع «تكسية منكاورع» | فيديو    محافظ القاهرة: ثورة 30 يونيو كانت نقطة انطلاق نحو بناء دولة قوية    مرصد الأزهر يحذر الطلاب من الاستسلام للأفكار السلبية خلال الامتحانات: حياتكم غالية    عضو مجلس إدارة الزمالك يُجبر شيكابالا على الاعتزال.. عبدالعال يفجر مفاجأة    قناة الأهلي تكشف حقيقة العروض الأوروبية لزيزو    عاجل- إعلام عبري: سلاح الجو يشن غارات كثيفة وواسعة في قطاع غزة    ظهرت الآن.. نتيجة الشهادة الاعدادية 2025 بقنا برقم الجلوس    مصرع شخص صدمته سيارة أثناء عبوره طريق الإسكندرية الصحراوى    الأرصاد تعلن حالة الطقس اليوم على القاهرة والمحافظات    اللحظات الأخيرة لفتيات العنب قبل حادث الإقليمي المروع بالمنوفية (فيديو)    مصرع سائق ونجله فى حادث سير ب"صحراوى البحيرة"    مصرع شخص وإصابة آخر جراء تصادم سيارة بدراجة بالإسماعيلية    القبض على السائق المتسبب في مصرع شخص سقط عليه ونش أثناء تواجده داخل سيارته على الأوتوستراد    الاحتلال ينسف مربعات سكنية شرقى خان يونس ويقصف مدرسة تؤوى نازحين بالزيتون    إعلام عبري: نتنياهو لن ينهي الحرب في غزة بسهولة    إيران تدين تصريحات ترامب ضد خامنئي    البحرين تدين الهجوم الإرهابي على قافلة عسكرية شمال غربي باكستان    ماكرون يؤكد لنظيره الإيرانى على أهمية استئناف المفاوضات لحل قضايا الأنشطة الباليستية والنووية    في ذكرى إصدارها الأول.. "البوابة " 11 عامًا من المواجهة وكشف الحقيقة    أسعار الذهب اليوم في المملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الاثنين 30 يونيو 2025    حان وقت اتخاذ خطوة مهمة.. حظ برج الدلو اليوم 30 يونيو    محافظ الغربية: لا تهاون في فرض الانضباط أو الحفاظ على حق الدولة    هل النمل في البيت من علامات الحسد؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف أصلي الصلوات الفائتة في نهاية اليوم؟.. أمين الفتوى يجيب    ما حكم الاغتسال بمياه الصرف الصحي بعد معالجتها؟ أمينة الفتوى تجيب    النائب عبدالمنعم إمام ينتقد كثرة مشروعات القوانين المحالة من الحكومة في توقيت ضيق: كأنها كانت نائمة    مستشفى الضبعة المركزي يفتح أبوابه للمتبرعين بالدم    نائب وزير الصحة يتفقد مستشفى العلمين ويشيد بانتظام الفرق الطبية وجودة الخدمات    ما هو حق الطريق؟.. أسامة الجندي يجيب    الرئيس السيسي يشهد أداء اليمين القانونية لرؤساء الهيئات القضائية الجدد    حياة وأمل جديد لثلاثة أطفال .. مستشفى النصر ببورسعيد تُنقذ ثلاثة اطفال رُضع من أمراض قلبية نادرة    صحتك بالدنيا.. الصراصير مسئولة عن إصابتك بالربو.. واعرف متى تكون الإصابة ب"الهبوط" أثناء الحر مؤشرا خطيرا.. ودراسة تربط بين فحص السكر والتنبؤ بمضاعفات الزهايمر.. ونظام جديد يتفوق على الصيام المتقطع لو عايز تخس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل ستجر إسرائيل الولايات المتحدة إلى حرب مدمرة في الشرق الأوسط؟
نشر في مصراوي يوم 20 - 04 - 2024

هل أغلق الحساب بين إسرائيل وإيران، وهل استبعدت على الأقل الآن الحرب الموسعة؟
يبدو أن قنوات الاتصال لا زالت مفتوحة بين أطراف الصراع في منطقة الأوسط ولا تزال قادرة على ضبط إيقاع الأحداث الملتهبة في المنطقة.
إسرائيل بدون إعلان رسمي ردت فجر الجمعة على الضربة الإيرانية واستخدمت في الرد على ما يبدو 3 طائرات مسيرة أطلقت على الأرجح من داخل الأراضي الإيرانية.
جاء هذا بعد أيام قليلة من الرد الإيراني على ضرب إسرائيل للقنصلية في دمشق، وقصفت إيران العمق الإسرائيلي بأكثر من 300 طائرة مسيرة وصواريخ.
الأوضاع حتى الآن رغم اشتعالها لا تزال ضمن قواعد الاشتباك المتعارف عليها، فالضربات ليست موجعة بعد، فلا إيران ولا إسرائيل تحدثتا عن أضرار تذكر لتلك الهجمات.
حتى أن البعض ذهب إلى وصفهما بالمسرحية، فهل من وراء الستار تعمل الولايات المتحدة سرا لتنسيق المواقف وامتصاص الغضب؟
من الواضح أن واشنطن تمكنت بطريقة ما من نزع فتيل المواجهة بين إسرائيل وإيران لكن الحرب في غزة ما زالت مشتعلة خاصة أن إسرائيل لا تزال تهدد باقتحام رفح المكتظة بالسكان.
هل يمكن فصل حرب غزة عن الصراع في الشرق الأوسط؟
التركيز العسكري على إيران وحلفائها في المنطقة قد لا يحل المشاكل الأساسية، فهذا النهج أثبت عدم نجاعته لأن غزة جزء من الشرق الأوسط، فهل تدرك واشنطن أن مفتاح الهدوء في المنطقة هو وقف إطلاق النار في غزة؟
فالعمليات العسكرية والمواجهات بالنار وبالكلمات تقلصت إلى حد بعيد عقب اتفاق الهدنة في قطاع غزة، الذي أدى إلى صفقة تبادل بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية وقطرية نهاية 2023.
لكن في ظل توافق الولايات المتحدة إلى حد بعيد مع الموقف الإسرائيلي تبين تصريحات المسؤولين في إدارة بايدن أن البيت الأبيض يسعى إلى عدم توسعة الحرب لكن لا يتخذ أي خطوة عملية لوقف حرب غزة، والخلاف مع نتنياهو إن وجد فهو على التكتيك العسكري وليس على الأهداف.
فبايدن يحاول الموازنة في المواقف واستخدام ما يكفي من القوة لحماية المصالح الأمريكية، بشكل لا يؤدي إلى مواجهة أكبر.
وتقول تريتا بارسي من موقع ذي نيشن "لن يضغط بايدن على إسرائيل في العلن".
وعقب ارتفاع أعداد الضحايا في غزة وتجاوز المائة ألف بين شهيد وجريح ومفقود معظمهم من النساء والأطفال تحدث الرئيس الأمريكي بحسب موقع "بوليتيكو" عن سوء إدارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحرب في غزة وقال "أعتقد أن ما يفعله هو خطأ، أنا لا أتفق مع نهجه".
هذه التصريحات لم تكن كافية لوقف الدعم العسكري، فقد شحن بايدن أكثر من 10,000 طن من الأسلحة والذخيرة إلى إسرائيل، وتجاوز مرتين الكونجرس لتسريع عمليات نقل الأسلحة، واستخدم حق النقض "الفيتو" أربع مرات في مجلس الأمن لإفشال قرارات كان من ضمنها قراران لوقف إطلاق النار في غزة، وبحث، بحسب "ذي نيشن" كيفية تهجير 2.3 مليون فلسطيني بشكل دائم من غزة إلى صحراء سيناء، رغم أن الموقف الأمريكي المعلن يعارض التهجير.
وبات واضحا أنه لم يسع إلى وقف إطلاق النار، لأنه وافق على جدوى وشرعية هدف إسرائيل الأقصى من الحرب: "تدمير القدرات العسكرية لحماس بشكل كامل".
ورغم ما تناقلته وسائل الإعلام الأمريكية من ظهور ملامح انقسامات بين واشنطن وإسرائيل بشأن الأسلوب المتبع في الحرب فإن مسؤول البيت الأبيض قال: "نواصل دعم إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها بدون شروط، فالشروط ليست جزءا من سياستنا".
هذا التصريح يأتي رغم ما يقوله حلفاء بايدن داخل الحزب الديموقراطي إن على الحكومة حجب الأسلحة بسبب عدم التزام إسرائيل بالحد من الخسائر في صفوف المدنيين.
وقال السيناتور كريس فان هولين "نحن بحاجة إلى دعم الأقوال بالأفعال وعلى إدارة بايدن استخدام نفوذها بشكل مؤثر قبل إعطاء أي ضوء أخضر لإرسال المزيد من القنابل".
لكن الفرق بين الأقوال والأفعال لا يزال كبيرا، فقد طلب بايدن من نتنياهو إرسال فريق من المسؤولين الأمنيين إلى واشنطن لبحث المقترح الأمريكي لتقليص عدد الضحايا المدنيين عند اجتياح رفح المكتظة بالنازحين والمدنيين، دون أن يطلب صراحة وقف إطلاق النار، وإن كان قد قال في أحد تصريحاته "سياسة الأرض المحروقة وغزو رفح خط أحمر".
استخدمت إسرائيل على نطاق واسع في غزة بحسب التقارير الإعلامية قنابل تزن 2000 طن خاصة في قصف مخيم جباليا في 31 أكتوبر وأدت إلى استشهاد 100 شخص بحسب مصادر الأمم المتحدة.
وقال جوش بول المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية الذي استقال من منصبه احتجاجا على نقل الأسلحة إلى إسرائيل بدون شروط "يجعل هذا جميع المسؤولين السياسيين والعسكريين في الولايات المتحدة متواطئين في جرائم الحرب الإسرائيلية".
ومستوى القلق على المدنيين في غزة لم يقنع بعد البيت الأبيض لاستخدام كل نفوذه لتسهيل دخول الشاحنات اللازمة لمنع كارثة إنسانية حقيقية في القطاع، واختارت إدارة بايدن الطريق الأطول والأكثر تكلفة لمساعدة المواطنين، كإنشاء رصيف مائي وإنزال المساعدات عن طريق الجو.
وفي الوقت نفسه علقت واشنطن تمويلها للأونروا في القطاع، المسؤولة الرئيسية عن غوث وتشغيل اللاجئين، وفاقم هذا الانتقادات الشديدة من عدد من المقربين من بايدن فقد قال النائب الأمريكي بيرني ساندرز "إنها كارثة أن أرى نواب في الكونجرس سعداء بتجويع الفلسطينيين، وقطع التمويل عن الأونروا، التاريخ سيحكم علينا".
وتدرك الولايات المتحدة أيضا أن معبر رفح يشكل نقطة عبور رئيسية للمساعدات الإنسانية وأي زيادة في القتال ستفاقم المأساة لكن مساعي البيت الأبيض اقتصرت على تأجيل غزو رفح وليس منعه، ويتوقع هذا الاجتياح بحسب تقارير إعلامية في شهر مايو المقبل.
هل أفعال البيت الأبيض تمهد لتوسعة الحرب؟
باتت الحرب بالنسبة لإسرائيل منذ السابع من أكتوبر، بحسب الإعلام الإسرائيلي، كأنها بلا نهاية والجبهات كلها مفتوحة، فالنهج الإسرائيلي أصبح يهدد بشكل مباشر أهداف بايدن المعلنة؛ فإسرائيل تريد على ما يبدو توسيع الحرب من غزة إلى لبنان وربما إلى اليمن وحتى إيران، أما توسيع الحرب بالنسبة إلى الولايات المتحدة فليس في مصلحتها.
وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أن من أولويات وزير الخارجية أنتوني بلينكن هي إقناع الحلفاء وغيرهم في المنطقة باستخدام نفوذهم لردع أي تصعيد، وأقر بأن هذا هو الخطر الحقيقي وأوضح أنه ليس من مصلحة أحد أن يتوسع الصراع إلى ما هو أبعد من غزة، لكن المعطيات على الأرض لا تنسجم تماما مع هذه التصريحات.
حشدت الولايات المتحدة حلفاءها لدعم إسرائيل أمنيا وعسكريا وسياسيا لكنها في الوقت نفسه حذرت إيران وحلفاءها من دعم الفلسطينيين عسكريا أو سياسيا تفاديا لتوسعة الحرب، لكنها لم تتمكن رغم نفوذها من وقف حرب غزة أو ربما لم تسع إلى هذا.
ونشرت بحسب مجلة "ميليتاري ووتش" مدمرتين بحريتين و2000 من مشاة البحرية قبالة سواحل إسرائيل بهدف ردع خصوم إسرائيل، وتقود وحدة المشاة البحرية ال26 قوة الرد السريع على حاملة الطائرات البرمائية يو إس إس باتان، وهي الحاملة الثالثة التي ترسلها البحرية الأمريكية إلى المنطقة منذ 7 أكتوبر، بعد الحاملتين العملاقتين اللتين تعملان بالطاقة النووية "يو إس إس جيرالد آر فورد" و"يو إس إس دوايت دي أيزنهاور".
وقالت شبكة "سي إن إن" نقلا عن مسؤولين أمريكيين "إن في هذا رسالة ردع إلى إيران وحزب الله في لبنان".
ورغم هذا الحشد العسكري الضخم في الشرق الأوسط يصرح مسؤولو البيت الأبيض بأنهم "لا يريدون إعطاء الانطباع بأن القوات الأمريكية يمكن أن تتورط في حرب ساخنة"، لكن السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام كان من بين العديد من الشخصيات المؤثرة التي أشارت إلى أن الولايات المتحدة من المرجح أن تتخذ إجراءً عسكريًا إذا تصاعدت الأعمال العدائية الحالية بين إسرائيل وحماس لتشمل أطرافًا أخرى في المنطقة.
في لبنان أكد أمين عام حزب الله حسن نصر الله أكثر من مرة منذ أكتوبر 2023 أن "حرب غزة ليست الحرب الكبرى وأنه ليس طرفا في هذه الحرب"، لكن هذه التصريحات لا تعني بالضرورة أن الحرب لن تتوسع، فأي خطوة غير محسوبة من طرفي الصراع قد تقود الأوضاع إلى مصير خطير.
فاغتيال إسرائيل القيادي بحركة المقاومة الإسلامية حماس صالح العاروري في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، كاد أن يفجر الأوضاع، وبدأت حدة التوتر تتفاقم بشكل كبير وشهدت الجبهة اللبنانية الإسرائيلية اشتباكات تتوسع رقعتها بشكل مثير للقلق على طول الخط الأزرق.
وسارعت الولايات المتحدة لنزع فتيل الأزمة في إيفاد مبعوثها آموس هوكشتاين، المعني بالملف اللبناني، إلى الشرق الأوسط لبحث ملف ترسيم الحدود.
وفي إفادة صحفية، قال مسؤول أمريكي إن بلينكن سيواصل المشاورات الدبلوماسية بشأن الصراع بين إسرائيل وغزة، بينما يعمل المبعوث هوكشتاين على تهدئة التوتر بين إسرائيل وحزب الله.
أما على الجبهتين السورية والعراقية فقد تعمقت المخاوف من توسع رقعة الصراع إذ تزايدت وتيرة الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على عدد من المواقع وفي المقابل تزايدت التهديدات من الفصائل المسلحة في البلدين، وأعلنت كتائب حزب الله العراقية استهداف القوات الأمريكية في العراق والمنطقة، ردّاً على تأييد أمريكا على حد وصفهم لحرب غزة والحصار الذي يعاني منه المواطنون الفلسطينيون في القطاع.
وتقول تقارير إعلامية نقلا عن مصادر في البنتاجون إن قواعد الولايات المتحدة تعرضت لأكثر من 100 هجوم ضد جنودها في سوريا والعراق، مقارنة مع الهجمات في الفترة بين يناير 2021 ومارس 2023، التي وصلت إلى 80 مرة تقريبا.
وشنت الولايات المتحدة هجوما انتقاميا في العراق بعد استهداف القاعدة الأمريكية في الأردن، وأكدت واشنطن حينها أنها لم تستخدم القوة المفرطة للردع لكنها عمليا انخرطت في الصراع بشكل مباشر.
فهل ستزيد ضربات بايدن الانتقامية في سوريا والعراق من خطر نشوب حرب أكبر وربما مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، وهل سيفتح هذا جبهة جديدة؟
اختار بايدن أيضا في اليمن رغم كل التصريحات أن يدخل في حرب مع الحوثيين وأعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم 18 ديسمبر إنشاء تحالف "حارس الازدهار" لكنه لم يتمكن من صد الهجمات الحوثية التي توسعت أكثر ليس في البحر الأحمر فقط بل في المنطقة، مما فاقم من الأزمة خاصة عقب شن القوات الجوية والبحرية الأمريكية والبريطانية غارات على الحوثيين داخل الأجواء اليمنية.
وهذا يعكس الاهتمام الأمريكي المستمر منذ قرون بالملاحة الحرة في الممرات المائية في العالم، لكنه في الوقت نفسه يؤكد أن واشنطن لم تقتنع بعد بأهمية إيقاف الحرب في غزة.
ماذا يمكن لبايدن أن يفعله؟
يقترب الشرق الأوسط، وربما العالم أجمع، من حافة الهاوية، وإذا كان بإمكان أي شخص أن يمنع هذا الكابوس، فهو بايدن.
فهو يستطيع أولا معاقبة إيران دبلوماسيا واقتصاديا وهو فعليا سارع إلى عقد اجتماعات طارئة لمجموعة السبع ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث الهجوم الإيراني على إسرائيل، لكن هل في مقدوره كبح جماح إسرائيل؟
أكد بايدن بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل ردا على قصف القنصلية في دمشق أن دعمه لإسرائيل قوي لا يتزعزع.
ثانيا يمكنه وقف الحرب في غزة لكنه رغم كل نفوذه لم يتمكن من ذلك حتى الآن وبعد دخول حرب غزة شهرها السابع.
وثالثاً يمكن فتح القنوات الدبلوماسية والعودة للحوار، فمنع الحرب من أن تصبح إقليمية أو حتى عالمية، احتمال ممكن لأن الفصائل المسلحة التي تدعم غزة بشكل غير مباشر مدعومة من إيران، المتحالفة مع روسيا والصين.
والادعاء بأن بايدن لا يملك أي نفوذ، ليس منطقيا، خاصة في ضوء الدعم الأمريكي العسكري الهائل إلى إسرائيل، واعترف ال"ميجور جنرال" الإسرائيلي المتقاعد يتسحاق بريك في منشور على إنستجرام قائلا "كل صواريخنا، والذخيرة، والقنابل الموجهة بدقة، وجميع الطائرات والقنابل، كلها من الولايات المتحدة، في اللحظة التي يتوقف فيها هذا، لا يمكنك الاستمرار في القتال، ليست لدينا القدرة... الجميع يدرك أننا لا نستطيع خوض هذه الحرب بدون الولايات المتحدة".
أي خطأ في الحرب قد يوسعها، وإسرائيل لم تخف رغبتها في جر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية مع إيران وحلفائها، إذ كتب رئيس وزراء إسرائيل السابق، نفتالي بينيت، في صحيفة وول ستريت جورنال يقول إن "الولايات المتحدة وإسرائيل بحاجة إلى مواجهة إيران بشكل مباشر".
ليس هناك شك في أن الحرب مع إيران وحزب الله والحوثيين ستكون مدمرة للمنطقة، وعلى الرغم من أن بايدن يعارض توسيع نطاق الحرب، فإن ما يجري على الأرض لا يشير إلى اهتمام بخطر التصعيد.
فمع استمرار الحرب في غزة وتفاقم الحصار الذي أدى إلى نقص حاد في مستلزمات الحياة الرئيسية، يتفاقم التوتر في كل منطقة الشرق الأوسط، ووسط تزايد الرفض الشعبي والسياسي داخل الولايات المتحدة وخارجها للحرب يسارع بايدن إلى إرسال السلاح والمعدات العسكرية التي من شأنها توسعة الحرب وليس تقليصها.
والحقيقة أنه خلال الأيام الستة التي شهدت سريان وقف إطلاق النار في نوفمبر، 2023 توقفت الهجمات التي تشنها الميليشيات العراقية على القوات الأمريكية، كما خفف الحوثيون بشكل كبير من استهداف السفن في البحر الأحمر.
يبدو أن هذه الحرب هي حرب التساؤلات وحرب التفسيرات يميزها الغموض إذ لا تتسق الأقوال مع الأفعال والحديث عن توسع الحرب هو حديث لا يناسب الواقع لأن الحرب توسعت فعلا فلا غزة هادئة ولا الجبهة اللبنانية الإسرائيلية هادئة ولا يتوقع أن يهدأ البحر الأحمر قريبا، ودخول إيران في المواجهة المباشرة مع إسرائيل لا يبشر بالهدوء.
فلا تزال الولايات المتحدة بدون منازع القوة المهيمنة على النظام العالمي، وعليها أن تدرك أن إطفاء الحرائق أفضل من إشعالها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.