4 أنواع للتصلب اللويحي المتعدد- إليك أبرز أسبابه

يشكل مرض التصلب اللويحي المتعدد تحديًا صحيًا كبيرًا في حياة المرضى، إذ يؤثر في الجهاز العصبي المركزي مما ينجم عنه مشاكل صحية تتطلب رعاية طبية مستمرة وعلاجات متطورة؛ لذلك تسعى الأبحاث الطبية لإيجاد أدوية و تقنيات علاجية تساهم في تحسين جودة حياة المرضى.
ماهو مرض التصلب اللويحي المتعدد؟
يعرف أيضًا بمرض التصلب المتعدد (بالانجليزية: Multiple Sclerosis أو MS) وهو مرض مناعي ذاتي مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي، يحدث بسبب خلل في جهاز المناعة يؤدي لمهاجمة خلايا الجسم، وتحديدًا الغلاف الدهني المعروف ب المايلين (Myelin sheath) الذي يحيط بالألياف العصبية ويحميها؛ وينتج عن ذلك تكوين ندبات متعددة و يسبب مشاكل في نقل الأوامر العصبية من الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والنخاع الشوكي) إلى مختلف أعضاء الجسم عبر الأعصاب، فتظهر مجموعة واسعة من أعراض التصلب اللويحي.
تختلف أعراض المرض تبعًا لموقع ووظيفة الخلايا العصبية التالفة وأيضًا درجة إتلافها، كذلك تتباين شدة الأعراض بين المصابين وتتراوح من مشاكل في الرؤية والخدر الخفيف وفقدان الإحساس والاتزان والقدرة على التحكم في الإخراج، إلى فقدان البصر أو القدرة على المشي والشلل.
يقدر عدد المصابين بهذا المرض حوالي 2.5 مليون شخص حول العالم، ويمكن أن يحدث هذا المرض في جميع الأعمار، لكنه أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا، وتعتبرالإناث أكثر عرضة للإصابة بالمرض بمرتين إلى 3 مرات مقارنةً بالذكور.
أسباب مرض التصلب اللويحي المتعدد
لا يزال السبب الكامن وراء الإصابة بهذا المرض غير واضح تمامًا، لكنه على الارجح مزيج من عوامل مختلفة، مثل: العوامل الجينية والبيئية التي تتضمن أسلوب الحياة ونقص فيتامين د (D) والسمنة والتدخين والعدوى.
من الجدير بالذكر أن بعض الأبحاث قد وجدت أدلة، تشير إلى أن فيروس إبشتاين بار(EBV) يمكن أن يكون سببًا أساسيًا للإصابة بالتصلب المتعدد، وقد يؤدي هذا الاكتشاف الى تطوير علاجات جديدة تستهدف الخلايا المصابة بالفيروس.
قد يهمك: علامات مبكرة قد تكشف إصابتك بالتصلب المتعدد
أنواع مرض التصلب اللويحي المتعدد
يمكن تقسيم المرض الى أنواع مختلفة، حسب شدة الأعراض والمدة الزمنية التي يحتاجها المريض للتعافي من هذه الأعراض، تتضمن ما يلي:
المتلازمة السريرية المعزولة (Clinically Isolated Syndrome)
التصلب العصبي المتعدد الانتكاسي (RRMS).
التصلب اللويحي المتقدم الأولي (PPMS).
التصلب اللويحي المتقدم الثانوي (SPMS).
علاج التصلب اللويحي المتعدد
لا يوجد علاج شافِ لمرض التصلب المتعدد لحد الآن، ويتمثل السيناريو المثالي للتعامل مع المرض في التقليل من عدد الانتكاسات وشدتها ومنع تفاقم المرض وتطور الأعراض الشديدة في المقام الأول، ويمكن تقسيم الأدوية المستخدمة لهذا المرض كالآتي:
1.الأدوية المعدَّلة للمرض (DMTs)
تستخدم لإبطاء وإيقاف تقدم المرض وتقليل عدد الهجمات وحدتها، وتجدر الاشارة إلى ضرورة البدء بالعلاج مبكرًا بعد تشخيص المرض الذي يتم بواسطة الفحص السريري والتصوير بالرنين المغناطيسي، ومن أهم الأمثلة:
مجموعة الإنترفيرون (Interferon).
جلاتيرامير ( Glatiramer).
كلادريبين (Cladribine).
فينجو ليمود (Fingolimod)
الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، مثل: ناتاليزوماب (Natalizumab).
2.علاج الهجمات (الانتكاسات)
تشمل الأدوية التي تستخدم أثناء الهجمة لتخفيف شدتها، ومن أهمها:
مجموعة الستيرويدات القشرية، مثل :الكورتيزون والبريدنيزلون تثبط جهاز المناعة وتخفف الالتهاب، ومن الجدير بالذكر ان هذه الأدوية تسرِّع الشفاء من نوبات المرض لكنها لا تقلل من معدل حدوثها ويجب استخدامها لفترة محددة.
تقنية تبادل البلازما (Plasmapheresis): تستخدم هذه التقنية في حال عدم استجابة المريض للستيرويدات، أو إذا كانت الأعراض شديدة ،تتضمن هذه التقنية سحب الدم وإزالة المكونات التي يعتقد أنها ضارة في بلازما الدم، ثم يُعادُ الدم المتبقي.
3. السيطرة على الأعراض
يمكن استخدام أدوية مختلفة لتخفيف شدة الأعراض التي قد تؤثر على الحياة والوظائف اليومية، مثل:
التعب والألم.
ضعف العضلات
صعوبة في المشي.
الشد العضلي.
مشاكل المثانة.
التنميل.
الاكتئاب.
ختامًا -عزيزي القارئ- يمثل مرض التصلب اللويحي المتعدد تحديًا صحيًا يتطلب رعاية طبية مستمرة. تطورت طرق العلاج بشكل ملحوظ، وتبشر الأبحاث الجارية بنتائج واعدة، لكن هناك حاجة لمزيد من التجارب والبحث للتحقق من فوائد هذه العلاجات الجديدة وتأثيراتها الجانبية و أمانها على المدى البعيد.
المصادر healthline - medicalnewstoday - webmd