سعر الفائدة وخفض الجنيه.. لماذا حققت بنوك أرباحا مرتفعة في النصف الأول؟

قال مصرفيون ومحللون، تحدث إليهم مصراوي، إن تحقيق عدد من البنوك أرباحا مرتفعة تتجاوز 100% في بعضها خلال النصف الأول من العام الجاري يرجع إلى 5 أسباب أساسية ساهمت بدور كبير في تسجيل الأرباح قفزات متتالية في كل ربع مالي رغم الأوضاع الاقتصادية غير المواتية حاليا.
ومن أهم الأسباب في وصول أرباح البنوك إلى أرقام قياسية في بعضها هي رفع سعر الفائدة على الإقراض وانخفاض قيمة الجنيه على مدار عام ونصف، مما أدى إلى ارتفاع عوائد البنوك المحققة خلال العام الجاري، وفق ما قالته المصادر لمصراوي.
معدلات النمو في أرباح بعض البنوك خلال أول 6 شهور من 2023
بنك كريدي أجريكول: أعلن زيادة صافي أرباحه بنسبة 146% خلال النصف الأول من العام الجاري (يناير إلى يونيو 2023) على أساس سنوي ليصل إلى 2.5 مليار جنيه مدفوعًا بارتفاع معدل صافي دخل الأعمال منها إجمالي إيرادات الفائدة.
بنك فيصل الإسلامي: ارتفع نمو صافي أرباحه بعد خصم الضرائب بنسبة 54.7% خلال النصف الأول من العام الجاري على أساس سنوي ليتجاوز 2.7 مليار جنيه.
وجاء ارتفاع أرباح بنك فيصل الإسلامي مدفوعا بزيادة إيرادات التوظيف والاستثمار، بجانب زيادة فروق التقييم الموجبة لأرصدة الأصول والالتزامات بالعملات الأجنبية ذات الطبيعة النقدية نتيجة ارتفاع أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه، وفق ما أعلنه في بيانه في وقت سابق.
بنك التعمير والإسكان: زاد صافي أرباح البنك بنسبة 151.9% خلال النصف الأول من العام الجاري على أساس سنوي، ليتخطى 3 مليارات جنيه.
البنك الأهلي المتحد مصر: زاد صافي أرباحه بعد خصم الضرائب بنسبة 143% خلال النصف الأول من العام الجاري على أساس سنوي ليصل إلى 2.2 مليار جنيه.
مصرف أبو ظبي الإسلامي مصر: زاد معدل الربح بنحو 113% خلال النصف الأول من العام الجاري على أساس سنوي، ليصل إلى 2.167 مليار جنيه.
بنك قناة السويس: زيادة صافي الربح بنسبة 134% خلال أول 6 شهور من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من 2022 ليصل إلى 251 مليون جنيه.
بنك QNB الأهلي: ارتفع صافي أرباحه بعد خصم الضرائب بنسبة 86% خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنة من نفس الفترة من العام السابق، ليتجاوز 8.2 مليار جنيه.
البنك التجاري الدولي: ارتفع صافي أرباحه بنسبة 81% في أول 6 شهور من العام الجاري على أساس سنوي ليصل إلى 14.1 مليار جنيه مدفوعا بنمو صافي الدخل من العائد والأتعاب والعمولات.
بنك الكويت الوطني: زاد صافي ربح البنك بعد خصم الضرائب بأكثر من 106% خلال النصف الأول من العام الجاري على أساس سنوي، ليصل إلى 1.6 مليار جنيه.
رفع الفائدة وخفض الجنيه
قال محمد عبد العال، الخبير المصرفي، لمصراوي، إن تسجيل البنوك أرباحا مرتفعة خلال العام الجاري جاء بفضل عوامل مختلفة من ضمنها ارتفاع سعر الفائدة على قروض الشركات والأفراد العاديين بما ساهم في زيادة إجمالي إيرادات الدخل من العائد.
كما أن تحقيق البنوك عوائد مرتفعة على استثماراتها في أدوات الدين الحكومية (أذون وسندات الخزانة)- التي تجاوزت في بعض الآجال 20% بعد خصم الضرائب- خلال العام الجاري يعد من أهم العوامل في تعظيم أرباحها، وفق ما قاله عبد العال.
كان البنك المركزي رفع سعر الفائدة بنسبة 11% خلال سنة ونصف بداية من مارس 2022 آخرها 1% في اجتماعه السابق خلال الأيام الأولى من الشهر الجاري.
وأوضح عبد العال أن انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار كان له دور في ارتفاع قيمة العوائد المحصلة بالنقد الأجنبي عند تقييمها بالجنيه المصري، وهو ما انعكس على زيادة الأرباح.
وأضاف أن عدم تجنيب البنوك مخصصات إضافية خلال العام الجاري بعد أن انتهت من تكوينها خلال آخر عامين، بجانب تراجع نسب التعثر وجودة محفظة القروض، ساهما في زيادة أرباحها.
كما تراجعت تكلفة البنوك في تدشين فروع جديدة نظرا لاعتمادها على القنوات الرقمية وهو ما ساهم في تقليل النفقات وزيادة أرباحها، بحسب عبد العال.
واتفق نائب رئيس قطاع المعاملات الدولية في أحد البنوك، وأحد رؤساء البنوك، طلبا عدم نشر اسميهما، مع رأي عبد العال، في فضل ارتفاع سعر الفائدة على الإقراض، خاصة المرتبطة بسعر الكوريدور لدى البنك المركزي، في تعظيم حجم أرباح أغلب البنوك.
وأضافا أن أغلب البنوك، التي تعتمد ميزانيتها بالجنيه المصري-باستثناء بعض البنوك الخاصة القليلة التي تربطها بالدولار- حققت وفرة من انخفاض قيمة الجنيه مقابل العملات الأجنبية عند تحويل عوائد استثمار الودائع بهذه العملات إلى ما يعادلها بالجنيه.
وأدت عودة مصر إلى اتباع سعر صرف مرن في مارس 2022 إلى هبوط حاد في سعر الجنيه، وهو ما أسهم في ارتفاع سعر الدولار في مقابله بنحو 96% خلال عام، ليقفز متوسط سعره في البنوك من 15.76 جنيه في 20 مارس قبل الماضي إلى قرب 31 جنيها حاليا.
وقال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفني بشركة نعيم القابضة، لمصراوي، إن ارتفاع أرباح بعض البنوك والشركات بصفة عامة بنسبة 100% أو أكثر في بعض الأحيان يعود إلى انخفاض سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، وهو عامل هام في زيادة الأرباح.
وأوضح أن تحقيق أي بنك أو شركة نسبة زيادة في الأرباح في حدود 20% فقط بعد تراجع سعر الصرف يشير إلى أن لدى هذه الجهة مشاكل في الإيرادات لصعوبة وصولها لنسبة أرباح مرتفعة.