"الأستاذ اتقتل إلحقونا".. حكاية جريمة الرصاص والانتقام داخل مكتب محامي كرداسة

صباح الثلاثاء، خرج صاحب الرداء الأسود "روب المحاماة" قاصدًا محكمة شمال الجيزة للدفاع عن أحد موكليه. سلم على أسرته كما لو قلبه يحدثه بأنها لحظات الوداع دون أن يجول بخاطره لبرهة بما يُحاك له في الخفاء.
بحضوره المميز وابتسامته المعهودة، باشر المحامي بنداري حمدي عمله بين جنبات المحكمة العتيقة وسط دهشة البعض من نشاطه المفرط وإصراره على مصافحة غالبية زملاء مهنته كما لو أنه يودعهم ليغادر بعدها إلى مكتبه بقرية أبو رواش بمركز كرداسة.
مع غروب الشمس، حضر أحد الأشخاص يطلب مقابلة "بنداري" ليسمح له بالدخول. لحظات قليلة كانت كفيلة بتبدل المشهد ليغلب عليه لون الدم في جريمة غادرة. لم يكد يسمع العامل دوي إطلاق الرصاص حتى هرع إلى الداخل ليصرخ بصوت مرتفع "الأستاذ اتقتل إلحقونا".
دقائق معدودة كانت كفيلة بتوافد الأهالي والشرطة. معاينة لعقيد تامر صالح مفتش مباحث فرقة شمال أكتوبر، بينت أن الجثة لمحامٍ ثلاثيني داخل مكتبه بالقرب من شركة الكهرباء يدعى "بنداري.ح.ح" قتل بالرصاص في ظروف غامضة.
تبين بالفحص تحت إشراف اللواء أحمد الوتيدي مدير المباحث الجنائية بالجيزة، أن الجاني أطلق دفعة من الطلقات ببندقية ألية أصابت رصاصتان منها منطقة حساسة بجسد القتيل أودت بحياته قبل نقله إلى مستشفى الشيخ زايد التخصصي.
تحريات المقدم هاني عماد رئيس مباحث كرداسة، ومعاونيه الرائد أحمد فايز والنقيب إبراهيم فاروق توصلت إلى أن المتهم -تم تحديده- موكل لدى المجني عليه، في قضايا نفقات خاصة بزوجته، وعند صدور الأحكام لصالح الطرف التاني، قرر الانتقام من المحامي وقتله داخل مكتبه.
وانطلقت مأمورية بتوجيهات من اللواء عبد العزيز سليم مدير مباحث الجيزة لضبط المتهم والسلاح المستخدم في الأماكن المحتمل هروبه إليها بعد مغادرته مسكنه. جرى نقل الجثة إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة، وأخطر اللواء هشام أبو النصر مدير أمن الجيزة بالواقعة.