دفع تقييد حركة الأشخاص غير المُلقّحين ضد كوفيد 19 من خلال شهادات التطعيم في عدد من الدول، إلى ظهور "سوق سوداء" لبيع الشهادات المزورة والوهمية، بعضها في أوروبا والولاياتالمتحدة، حيث يُطلب من الأفراد إثبات تلقيهم لقاح كورونا لتناول الطعام داخل المطاعم، والذهاب إلى المتاحف، وحضور الأحداث الرياضية الكبيرة. وألزمت الحكومة الأمريكية العمال الفيدراليين بالتطعيم أو إجراء فحوص دورية ل كورونا، والالتزام بالإجراءات الاحترازية المُمثلة في ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، بحسب ما نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية. شهادات مزوّرة على "تليجرام" الأمر الذي أدى إلى ارتفاع عروض بيع إثبات غير قانوني للتطعيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدًا تطبيق المراسلة المُشفّر "تليجرام"، وفقا لمحققين حكوميين وخبراء في الأمن المعلوماتي. وفي الولاياتالمتحدة، ظهرت بطاقات التطعيم المزيفة التي يُزعم أنها صادرة عن المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) للبيع على مواقع مثل إيباي، وأمازون، وإتسي. وفي مايو الفائت، أوقفت السلطات الأمنية صاحب حانة في كاليفورنيا بتهمة بيع بطاقات تطعيم مزيفة تكلف كل منها 20 دولارًا. واتُهِم الجاني المزعوم بسرقة الهوية وتزوير وثائق حكومية وتزوير السجلات الطبية، وفق "وول ستريت جورنال". وبحسب ما نقلته الصحيفة عن خبراء أمنيين، فقد أدى عدم وجود بطاقة رقمية فيدرالية واحدة في جميع الولاياتالأمريكية إلى تسهيل عمليات الخداع، حيث يسهل تزوير البطاقات البيضاء الصغيرة الصادرة عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. أما في أوروبا، وبالرغم من اعتماد شهادة رقمية برمز QR لكل شخص، ارتفعت ظاهرة تزوير هذا النوع من البطاقات بعدما بات من اللازم إثبات التطعيم لحضور الأحداث الاجتماعية وليس فقط السفر. وفي إيطاليا، هناك حوالي 30 حسابًا على وسائل التواصل الاجتماعي تزعم بيع شهادات مزورة، بيعت حوالي 500 منها في الأشهر القليلة الماضية، بحسب إيفانو جابرييلي، قائد الشرطة الإيطالية الذي يشرف على تحقيقات الاحتيال عبر الإنترنت. وقال جابرييلي إن "تطبيق تليجرام هو المنصة الرئيسية المستخدمة لبيع الشهادات المزورة"، مشيرا إلى أن "الإعلانات عن بيع الشهادات المزورة تتم عبر منصات مختلفة، لكن البيع يجري عبر تطبيق مراسلة مُشفّر". نسخ رقمية من "شهادة اللقاح" وعلى أحد الحسابات على "تليجرام"، يتم تقديم عروض ببيع نسخة رقمية من شهادة لقاح مقابل 100 يورو (118 دولارا أمريكيًا)، ونسخة مطبوعة مقابل 120 يورو (141 دولارا أمريكيًا). كما يمكن الحصول على "باقة عائلية" مكونة من 4 تصاريح مقابل 300 يورو (350 دولارا أمريكيًا) للنسخ الرقمية و350 يورو (411 دولارا أمريكيًا) للنسخ المطبوعة. وفي فرنسا، وجهت السلطات مؤخرا اتهامات أولية ضد 6 أشخاص بتهمة الاحتيال فيما يتعلق بإنشاء وبيع بطاقات تطعيم مزيفة، وفقا للمدعين العوام. وشرق أوسطيًا، أعلنت السلطات الكويتية، في أواخر يوليو الفائت، القبض على 3 موظفين بوزارة الصحة "من جنسية عربية"، لتورطهم في "تزوير شهادات تطعيم" ضد فيروس كورونا. وأفاد بيان من وزارتي الداخلية والصحة بالكويت بأن "الإدارة العامة لمباحث شؤون الإقامة، وبالتعاون مع وزارة الصحة، تمكنت من ضبط تشكيل عصابي، مكون من 3 ممرضين، زوروا شهادات تطعيم كورونا بالحاسب الآلي الخاص بالوزارة مقابل مبالغ مالية". بيان صحفي | جهود التنسيق مع الداخلية تكللت بالقبض على 3 ممرضين زورا شهادات تطعيم كوفيد-19 pic.twitter.com/dEoVkN8sH3 — وزارة الصحة - الكويت (@KUWAIT_MOH) July 26, 2021