لم يُفوت مباراة منذ 2004.. حكاية مغربي أنشأ رابطة لمحبي الأهلي في كازابلانكا

عيدٌ من نوع آخر، زينته الأعلام الحمراء وتي شيرت النادي الأهلي، وغنائه أهازيج "التالتة شمال" التي تملأ منزله منذ إعلان تأهل النادي الأهلي إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة الثانية على التوالي، لكن في هذا النهائي كان المغربي مصطفى شربيك يعتقد أن العيد عيدين، بتواجد ناديه المفضل طرفا في نهائي يقام في بلده ما يمكنه من زيارة اللاعبين ودعهم حتى ما غياب الجمهور بقرار الاتحاد الأفريقي بسبب إعلان الطوارئ الصحية في المغرب بعد تفشي فيروس كورونا.
حرمت الإجراءات الاحترازية مصطفى من طقوس تشجيع النادي الأهلي في النهائي الأفريقي، فلن يستطيع تجميع أصدقائه أمام الشاشة الكبيرة قبل المباراة بساعات للحديث عن النادي والتشكيل الأفضل وحظوظ ناديهم في اقتناص اللقب، لكن رغم كل ذلك ينتظر كل مشجع صافرة انطلاق المباراة على أحر من الجمر.
يعشق مصطفى شربيك، المغربي المقيم في كازابلانكا، النادي الأهلي منذ العام 2004، حينها كان يبلغ فقط 13 عاما، لكنه لم يستطع مقاومة سحر تريكة ورفاقه، الذي يعتبرهم الجيل الذهبي للنادي الأهلي بقيادة البرتغالي مانويل جوزيه، والذي سيطر على أفريقيا شرقا وغربا، ومن حينها يحرص مصطفى على متابعة كل مباريات النادي الأهلي، حتى المحلية والودية، ولم تفته أي مباراة، ومع الأعوام والبطولات امتد حب كيان النادي الأهلي من القاهرة إلى المغرب، فأنشأ مصطفى الشاب الثلاثيني رابطة لمشجعي النادي الأهلي في كازابلانكا، تجمع المشجعين، وتدعم اللاعبين أثناء تواجدهم في المغرب.
يحصي مصطفى الأيام والساعات قبل انطلاق صافرة بداية المباراة، يتابع كل ما يكتب عن المباراة، فور وصول بعثة النادي الأهلي، زارهم في المعسكر " لاعبى الاهلي حاسة كان الماتش في مصر"، يقول مصطفى أن حجم المساندة الجماهيرية للنادي الأهلي كبيرة، رغم غياب الجماهير عن المدرجات، وتمني جماهير الرجاء المغربي لقاء كايزر تشيفز في مباراة السوبر الأفريقي، لكن بعض جماهير الرجاء تساند الأهلي لعشقهم لمدافعه السلطان بدر بانون، عدا ذلك كل الشارع المغربي يظهر دعمه للنادي الأهلي.
يقول مصطفى الذي يشجع نادي حسنية أغادير في المغرب، أن نادي الأهلي هو فريقه الأول، هناك أعضاء مغاربة يشجعون النادي الأهلي فقط، "هنا فيه ناس متعصبة جدا للنادي الأهلي"، يبدي مصطفى استنكاره لتعجب البعض من وجود مشجعين للنادي الأهلي خارج مصر موكدا أن جمهور كيان النادي الأهلي في كل مكان وهي ليست مجرد أهزوجة يرددها جماهير التالتة شمال " انتو كمصريين مش عارفين قيمة النادي الأهلي"، ولو كان مصريا لما شك لحظة في وجود جماهير وعاشقين للنادي الأهلي في كل الأنحاء من مختلف الجنسيات، وسيقدر الأهلي حق قدره "مشعجين الأهلي في كل مكان زي ريال مدريد وبرشلونة".
فرحة كبيرة تملكت مصطفي شربيك بعد تأهل النادي الأهلي للنهائي في المغرب، قبل أن تتحول إلى إحباط لبعض الوقت لمنع الحضور الجماهيري، كان يأهل يساند فريقه ويهتف باسمه من المدرجات، ويري محمد الشناوي يرفع الكأس في النهاية معلنا بسط نسر الأهلي جناحية على كل أنحاء أفريقيا شمالا وجنوبا.
يحرص مصطفى على حضور مباريات النادي الأهلي والجلوس في مدرجات جماهيره، منذ عام 2011 في مباراته ضد الوداد، وحتى في خسارة الأهلي أمام الوداد في نهائي عام 2017 كان حاضرا أيضا قائلا "أنا أهلاوي مغربي، ومن حق جمهور الزمالك تشجيع كايزر تشيفز"، في رأيه الخاص لا وطنية في كرة القدم سوى الانتماء للمنتخب الوطني فقط.
ويأمل مصطفى شربيك الذي يعمل مقاولا في كازابلانك أن يستطيع حل مشكلة عدم توافر قمصان النادي الأهلي للمشجعين في المغرب، مع صعوبات الشحن من القاهرة، إلى جانب كوفيات الأهلي "حاجات كتير للنادي بتعجبنا لكن مش عارفين نحصل عليها".