رزق الله الطفلة "ميان" ابنة محافظة البحيرة، بموهبة، وأبوين عملا على تنمية هذه الهبة الإلهية وتطويرها، وصقلها ورعايتها، ليجنيا ثمار تعبهما بفوز تلميذة الصف الرابع الابتدائي، بالمركز الأول في مسابقة يوسي ماس الدولية، بكمبوديا، متفوقة على متسابقي 84 دولة. "مصراوي" حاور الطفلة التي قالت: "بدأت في برنامج يوسي ماس من 3 سنوات، والحمد لله فزت بالمركز الأول في المسابقة القومية، وقتها أخبرت المدربة والدتي أن مستواي يؤهلني للمنافسة بقوة في المسابقة الدولية بكمبوديا، وقتها قرر أبي سفري للمشاركة في المسابقة". وتكمل ميان: "أول ما دخلت المسابقة كان عندي رهبة لما شفت متسابقين كتير من جنسيات مختلفة، بس قلت لنفسي أنا هنا بمثل مصر، ولازم أكون قد المسؤولية، وارفع اسم وعلم بلدي فوق، وأكون عند حسن ظن وثقة بابا وماما في قدرتي على المنافسة وتقديم مستوى كويس، والحمد لله ربنا وفقني". واستكملت "ميان": "حاليًا أركز على تنمية مهاراتي الفنية بمساعدة أختي، الفنانة التشكيلية الموهوبة". التقطت "رانيا" والدة الطفلة طرف الكلام، وقالت: "كان قرار المشاركة في المسابقة صعب في البداية، فكرة السفر لبلد غريب، رفقة زوجي وابنتي لم تكن سهلة، لكن في النهاية اتخذنا قرارًا بالسفر، وعندما رأيت الرهبة في عين ميان، أخبرتها أنها ليست أقل من المتسابقات، ووعدتها بالخروج والتنزه بالبلد الجديد بعد المسابقة". وتشرح رانيا، فكرة يوسي ماس قائلة: "هو برنامج للحسابات الذهنية جرى تطويره في ماليزيا وحقق نجاحًا عالميًا، ويعتمد على الجمع بين المفهوم الصيني القديم والأبحاث الحديثة لإجراء عمليات حسابية سريعة ودقيقة، تبدأ باستخدام العداد أباكوس، وهو أداة صينية من القرون الوسطى، ومع التقدم في مراحل التدريب يتراجع استخدام العداد تدريجيًا، ويتعلم الأطفال إجراء العمليات الحسابية الطويلة، والتي تصل إلى 10 صفوف باستخدام أذهانهم، بدقة متناهية، وفي زمن قياسي لا يتجاوز 30 ثانية". وتؤكد رانيا: "لاحظت أن التدريب بطريقة يوسي ماس انعكس على ميان بالإيجاب، ليس في مجال الحساب الذهني فحسب، ولكن في جوانب أخرى نفسية وتعليمية، فازدادت ثقتها بنفسها، وزادت قدرتها على التركيز، والتخيل، والفهم، والانتباه، وسرعة البديهة، والإبداع". أما محمد سلمان، والد الطفلة ميان، فقال: "الحمد لله ربنا كلل جهودنا وتعبنا بالنجاح، خصوصًا إننا تكبدنا مصروفات كثيرة في سبيل ما وصلت إليه ميان، وأنا مؤمن بأن الاستثمار في الأبناء، هو أفضل وأعظم استثمار". وتمتلك "ميان" صاحبة العشر سنوات، إلى جانب موهبتها في الحسابات الذهنية، مهارات متنوعة أخرى، كالجمباز والرسم والشعر والإلقاء. فيما يقول المهندس أحمد الرفاعي، رئيس مجلس أمناء إدارة بندر دمنهور: "نحن حريصون كمجلس أمناء على رعاية المتفوقين والموهوبين مثل ميان، وكرمناها من خلال إدارة بندر دمنهور التعليمية، ونرتب لتكريم أكبر من خلال مديرية التربية والتعليم، وجهات أخرى".