بعد ساعات قليلة من انطلاق انتخابات رئاسية مُثيرة للجدل يرفضها الشارع الجزائري، الخميس، أدّى المُرشحان عبدالعزيز بلعيد وعزالدين ميهوبي واجبهما الانتخابي بالعاصمة الجزائرية، وذلك في أوّل انتخابات تشهدها البلاد في مرحلة ما بعد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، الذي استقال مطلع أبريل الماضي تحت ضغط الشارع. أدّى المُرشّح عبدالعزيز بلعيد (57 عامًا)، الذي يخوض الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية منذ 5 أعوام، واجبه الانتخابي الرئاسي بالإدلاء بصوته في مدرسة الإخوة مختاري في منطقة حسين داي بالجزائر، حسبما ذكرت صحيفة "النهار" الجزائرية. وبلعيد، وهو رئيس حزب جبهة المستقبل الجزائرية، يُعد أصغر المرشحين سنًا والوحيد بين المرشحين الذي لم يشغل منصبًا رسميا سابقًا، لكنه كان نائبًا في البرلمان الجزائري عن حزب جبهة التحرير الوطني. وقال بلعيد، في تصريحات للصحفيين عقب إدلائه بصوته: "نتمنى أن يكون اليوم هو بداية انطلاقة جديدة للمستقبل، وأن يقرر الشعب مصيره في هذه الانتخابات". وأضاف أن "هذه الانتخابات ستذهب بالجزائريين إلى الجمهورية الجديدة، وأتمنى الخير للبلاد وإن شاء الله نحتفل غدا بانتصار الديمقراطية في الجزائر". كما أدلى المُرشح عزالدين ميهوبي (60 عامًا)، رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، بصوته في مدرسة 5 جويلية بالعاصمة الجزائرية. وعقب تأدية واجيه الانتخابي، قال وزير الثقافي الجزائري السابق ميهوبي، إن "التاريخ سيُسجل يوم 12 ديسمبر 2019 باعتباره يومًا لتكريس الإرداة الشعبية"، وفق صحيفة "النهار". كما أكّد ميهوبي أن الشعب سيختار اليوم الخميس رئيسه بكل حرية وديمقراطية ونزاهة، مضيفًا أنه "يوم لتطبيق المادة 8 من الدستور (الجزائري)". وتابع: "تاريخ اليوم سيمثل ركائز الجمهورية، وهو يوم انتصار الجزائر"، داعيًا الجزائريين إلى التوجه بالملايين لصناديق الاقتراع لتحقيق السلطة الحقيقية، وتغليب مصلحة الوطن، وجعل الجزائر دائمًا فوق كل اعتبار، بحسب الصحيفة. ويتنافس في هذه الانتخابات 5 مُرشحين بارزين، اثنان منهم كانا رئيسا الوزراء السابقان علي بن فليس رئيس حزب "طلائع الحريات"، وعبدالمجيد تبون "مستقل"، وعبدالقادر بن قرينة رئيس حركة "البناء الوطني"، إضافة إلى عزالدين ميهوبي وعبدالعزيز بلعيد. وفتح نحو 61 ألف مركز تصويت أبوابه عبر أنحاء البلاد عند الساعة الثامنة صباح اليوم الخميس (7:00 بتوقيت جرينتش) بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية. من المقرر أن يستمر التصويت حتى الساعة 7:00 مساء اليوم الخميس، على أن يبدأ الفرز بعدها مباشرة، لتعلن السلطة المستقلة للانتخابات بعد ذلك النتائج الأولية، بينما سيعلن المجلس الدستوري النتائج النهائية للانتخابات في الفترة من 16 إلى 25 ديسمبر الجاري، وفي حالة الوصول لجولة الإعادة فإنها ستجرى في الفترة من 31 ديسمبر الجاري إلى 9 يناير المقبل، بحسب ما أعلنته السلطة المستقلة للانتخابات. ويبلغ إجمالي عدد الناخبين المقيدين بالقوائم الانتخابية نحو 24.4 مليون ناخب، من بينهم نحو 914 ألفا من المقيمين بالخارج. وتجرى الانتخابات الجزائرية اليوم الخميس في 61 ألفا و14 مكتب تصويت منها 135 مكتبا للبدو الرحل، و30 ألفا و301 مكتب خاص للرجال، و26 ألفا و569 مكتبا خاصا بالنساء و4009 مكاتب مختلطة، بالإضافة إلى 13 ألفا و181 مركزا للتصويت من بينها 1756 مركزا خاصا بالنساء.