أسعدت نتنياهو.. قصة استقالة "ظريف" التي بدأت وانتهت على "إنستجرام"

منذ أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مساء الإثنين، استقالته من منصبه عبر حسابه على موقع إنستجرام، وبدأت التكهنات حول سبب الخطوة ومدى تأثيرها على توجهات السياسة الخارجية الإيرانية في المرحلة الحرجة الحالية.
لكن هدأت الأمور قليلًا مع إعلان الرئيس حسن روحاني عبر حسابه بموقع إنستجرام أيضًا تمسكه بظريف كوزير للخارجية، ونشر صورة تجمعهما سويًا.
كانت وسائل إعلام إيرانية أبرزت غياب ظريف عن مراسم استقبال الرئيس السوري بشار الأسد، سواء خلال لقائه مع المرشد خامنئي، أو لقاء الأسد بروحاني، والذي حضره قائد فيلق القدس قاسم سليمان.
بينما أرجع ظريف استقالته إلى تجنيبه للقاءات الأسد، في تصريحات نقلها موقع "انتخاب" الحكومي، مشيرًا إلى أنه بذلك "لم يعد له قيمة أمام العالم".
وقالت وكالة فارس المقربة من الحرس الثوري أيضًا إن سبب الاستقالة عدم إعلامه بزيارة بشار الأسد لطهران، وقال مصدر بالخارجية للوكالة: "سبب الاستقالة عدم التنسيق الداخلي في مكتب رئيس الجمهورية وعدم إعلام وزير الخارجية بالزيارة من قبل المسؤولين في المكتب".
وأضاف المصدر: "ظريف يمتلك شخصية حساسة ويتخذ مواقف اندفاعية عندما ينزعج من أمر". وأكد: "حسب معلوماتي هناك احتمال كبير لعودة ظريف إلى الحكومة"، وذلك قبل الإعلان الرسمي عن عدم قبول الاستقالة.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "في الأشهر الماضية حدثت خلافات بين ظريف والرئيس روحاني حول بعض الملفات والقرارات، حيث شهدت جلسات الحكومة هذه الخلافات".
كما أشارت الوكالة الإيرانية إلى أنه في الأشهر الماضية حدثت خلافات بين ظريف وروحاني حول بعض الملفات والقرارات، ولم تأت بذكر أي منها.
تأتي الاستقالة التي قدمها مهندس الاتفاق النووي الإيراني مع القوى الغربية، في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة وإسرائيل تشديد الخناق على إيران ومواجهة توغلاتها في الشرق الأوسط، وذلك بالتنسيق مع دول عربية مثل الإمارات والسعودية.
وعقب إعلان استقالة ظريف، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن سياسة واشنطن حيال إيران لن تتغير. وكتب عبر حسابه بموقع تويتر: "أخذنا العلم باستقالة جواد ظريف. ننتظر ما إذا كانت ستقبل. ولكن على أية حال هو وحسن روحاني واجهة لمافيا دينية فاسدة. نعلم أن خامنئي يتخذ كل القرارات النهائية. سياستنا لم تتغير. النظام يجب أن يتصرف كبلد طبيعي وأن يحترم شعبه".
بينما غرد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تويتر معبرًا عن سعادته باستقالة ظريف، وكتب: "ظريف رحل. خلاص جيد. طالما أنا هنا إيران لن تملك أسلحة نووية".
يذكر أن ظريف قاد فريق التفاوض الإيراني وتوصل في نوفمبر 2013 إلى اتفاق نووي مرحلي مع ممثلي مجموعة "5+1" الغربية، وهو الاتفاق الذي حدد مهلة زمنية يتوصل الطرفان بانتهائها إلى اتفاق نهائي وشامل بشأن البرنامج النووي الإيراني، لكن هذه المهلة مُددت عدة مرات.
وبعد مفاوضات شاقة استمرت حوالي 18 شهرا، توصلت إيران والدول الكبرى يوم 2 أبريل 2015 في مدينة لوزان السويسرية إلى اتفاق إطار لحل ملف البرنامج النووي الإيراني، وهو الاتفاق الذي تراجع عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد وصوله إلى الحكم، وقرر إعادة فرض عقوبات جديدة ضد إيران.