خرج الآلاف من أهالي محافظة الأقصر، اليوم الثلاثاء، إلى شوارع المحافظة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف في موكب مهيب يعرف باسم "دورة المولد" انطلق من أمام مسجد الشيخ عوض الله بالكرنك القديم. جاب الموكب شارع الهيلتون ثم كورنيش النيل، مرورا بساحة معبد الكرنك وحتى مسجد السيد يوسف الحجاجي، فمكتبة مبارك حتى طريق الكورنيش، ثم عادت "الدورة" إلى المكان التي انطلقت منه. تقدم الموكب الذي تنظمه عدد من الطرق الصوفية وعائلات الكرنك الخيول والجمال تحمل هوادج خشبية مزركشة بالأقمشة الملونة تبعها الآلاف بعضهم يحملون العصي احتفالا بمولد الهادي. وخرج العديد من الأسر في الأقصر للمشاركة في دورة المولد التي ينتظرها الصغار والكبار من العام إلى العام نظرا للبهجة التي تدخلها الطقوس الكرنفالية التي تقام خلالها على نفوسهم. واعتاد أهالي الأقصر كل عام الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وسط "زفة" كبيرة تتقدمها سيارات النقل محملة بمكبرات الصوت والمنشدين مهللين بالمدائح النبوية. وتقام في ساحة الطيب بالقرنة مسقط رأس شيخ الأزهر احتفالات دينية تستمر طوال شهر ربيع الأول احتفالا بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، كما تشهد قرية البعيرات موكب كبير يطوف القرية يتقدمه أتباع الطرق الصوفية رافعين السيوف، والأعلام. وفي منطقة منشأة العماري بالمحافظة ولمدة 13 يومًا يقام "المرماح" سباق الخيول الذي يعد من أبرز طقوس الاحتفال بالمولد النبوي، حيث تتسابق فيه الخيول في الجري والرقص على أنغام المزمار البلدي. وتقام أيضا في العديد من قرى الأقصر مسابقات التحطيب أو "غية الرجال" كما يطلق عليها التي يتباري فيها الرجال بالعصي في حلقة دائرية يحيطها أهالي القرية وتجري المنافسة على أنغام المزمار البلدي بعد أن يقدم كل منهم التحية لفرقة المزمار. وتشهد قري الأقصر منذ بداية شهر ربيع الأول الاحتفالات التي تميز كل قرية ومدينة عن الأخرى والتي من أهمها حلقات الذكر وسباقات الخيول والدورة والمزمار والأهازيج والرقصات الصوفية بخلاف انتشار شوادر الحلوى بالشوارع والتي تمثل طقسًا لا يمكن الاستغناء عنه كذلك عرائس المولد للأطفال والتي يحرص الأهالي على شرائها لأولادهم.
