اختتمت في الأقصر أمس فعاليات مهرجان "الخيول العربية" أو كما يطلق عليها أهالي الأقصر "المرماح" والذي تبدأ فعالياته بقرية المنشأة بمدينة الأقصر منذ بداية شهر ربيع الأول وتنتهي يوم المولد النبوي احتفاء بذكري مولد الرسول عليه الصلاة والسلام. ويعد "المرماح" أبرز العادات والتقاليد التي اشتهرت بها قرية منشأة العماري والتي دأبت علي تنظيم هذه الفعاليات كل عام بحلول ذكري مولد الرسول والتي تشمل سباقات ورقصاً للخيول ولعب رياضة التحطيب بالعصا وكذلك الفنون الشعبية التي تشمل المزمار والطبل البلدي والضرب علي الدفوف وغيرها من أنواع الفنون الشعبية التي تشتهر وتتميز بها قرية المنشأة. قال د. محمد خليل العماري رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب وأحد أبناء عائلة العماري التي تستضيف مهرجان الخيول كل عام ان "المرماح" فرصة للتجمع والتلاقي وممارسة رياضة أو هواية ركوب الخيل مشيراً الي انها عادة سنوية ولدوا وتربوا عليها مضيفاً ان "المرماح" ينطلق عقب أذان العصر وينتهي مع انطلاق أذان المغرب وفي المساء يتم عقد حلقات ذكر وتواشيح دينية احياء لذكري مولد المصطفي عليه الصلاة والسلام كما تقوم بعض النجوع المجاورة مثل نجعي عطيتو ودياب بتنظيم فعاليات دينية وحلقات ذكر وتواشيح دينية أيضاً احتفالاً بالمولد. وأضاف رامي حشمت العماري انهم يستضيفون كل عام مئات الخيول من عدة محافظات مجاورة ويتم تقديم واجب الضيافة لكل المشاركين في "المرماح" ودورة الخيل مشيراً الي ان ساحة ومضمار السباق تتسع لأكثر من 5 آلاف شخص وهي ساحة كبيرة مخصصة لذلك الغرض ويبدأ عازفو المزمار والطبالون في اطلاق الأهازيج المختلفة والنغمات المميزة التي يتسابق ويرقص عليها الخيل كما يتم تنظيم حلقات خاصة لممارسة هواية التحطيب الشهيرة في ذكري المولد. أشار لطفي العماري إلي أن الاحتفالات بمهرجان الخيل تختتم بدورة المولد والتي يطوف خلالها عشرات الآلاف من أهالي منشأة العماري والقري المجاورة الطرقات والشوارع يتقدمهم "الخيالة" والفرسان والذين يمتطون الجمال وحاملي الأعلام وفرق العزف ويطوفون أنحاء القرية ويقوم الأهالي من فوق أسطح المنازل بإلقاء حلوي المولد عليهم أو رش الملح احيانا في تقاليد سنوية متعارف عليها بين أبناء منشأة العماري. أما عادل كامل العماري فيؤكد ان ديوان آل العماري بمحافظة الأقصر يفتح أبوابه منذ اليوم الأول في شهر ربيع الأول للضيوف والزوار ويحضر الخيالة وأبطال سباقات الخيول من مختلف مدن المحافظة ومحافظات الصعيد للمشاركة في أكبر سباق للخيول. حيث يتنقلون يومياً الي مقر المرماح للدخول في السباقات والمشاركة في المهرجان لافتاً إلي ان المنشأة مازالت تحتفظ ببعض الطقوس الاحتفالية الجنوبية المتوارثة عن الأجداد والتي لها مكانتها لدي أبناء الصعيد خاصة في المناسبات الدينية.