جمعهما حوالي 9 أعمال سينمائية، لم تحقق فقط ما توقعاه من نجاح، بل أصبحت علامات مميزة في تاريخ السينما المصرية مثل "ضد الحكومة" و"البريء" و"الحب فوق هضبة الهرم" و"البيضة والحجر" وغيرها.. رأينا الراحل أحمد زكي بعيون مدير التصوير القدير سعيد شيمي في أعمال وشخصيات متنوعة، والذي أكد أن العلاقة بينهما لم تكن علاقة صداقة وطيدة، بل غلب عليها العمل والاستشارات الفنية. "شيمي" تحدث ل"مصراوي" عن بعض المواقف التي جمعته بالفنان الراحل، وكواليس عملهما سويًا، وصفه بأنه أعظم الممثلين الذين تعامل معهم "بيقدر يعيش الدور.. مش بس يتقمصه!، بيبقى الدور جزء لا يتجزأ منه، من أول لآخر مشهد.. هو حالة، وأنا اشتغلت مع ممثلين كتير جدًا مالقتش الحالة بتاعته دي أبدًا". وعن فيلم "البريء"، أشهر وأجرأ الأفلام التي قدمها "زكي"، كشف سعيد شيمي كواليس تصوير أول أيام الفيلم في قرية ميت رهينة، فقال إنه في أثناء تجهيزهم للمشهد هو والمخرج عاطف الطيب، وجدوا عسكري يأتي من بعيد، فأسرع "شيمي" يشيد ل"الطيب" بهذا العسكري، وشكله وطريقته، وإذ يفاجأ بأن هذا العسكري والفلاح البسيط هو أحمد زكي الذي تقمص الشخصية بشكل جيد "إدانا شكل العسكري الفلاح اللي داخل الجيش أول مرة". لم يكن أحمد زكي ديكتاتورًا في عمله، أو يتدخل في مهام لا تخصه، هذا ما أكده مدير التصوير القدير "وعمره ما تدخل في شغلي بالعكس كنت أنا اللي بتدخل في شغله"، فأوضح "شيمي" أن "زكي" وقت التمثيل كان يفعل أشياء دون قصد، لكنها تقف عقبة أمامه في التصوير، فعلى سبيل المثال كان من الطبيعي وقت التمثيل أن ينظر المصور للممثل في مستوى معين، بينما زكي كان يُخفض رأسه لأسفل قليلًا، وينظر بعينيه لأعلى، وأضاف "شيمي": "ده كان بيضايقني في التصوير، ومهما أقول له لما بينفعل في التمثيل بيكرر نفس الأمر، فعملت حسابي إن يبقى عندي إمكانيات إني أوطي بالكاميرا". كما روى سعيد تفاصيل الخلاف الذي حدث بين المخرج الراحل محمد خان وأحمد زكي بسبب "قصة الشعر"، وقت فيلم "الحريف"، حيث كان زكي هو المرشح الأول لبطولة الفيلم، وكان خان يريد أن يكون البطل بقصة شعر معينة، وزكي كان يريد أن يظهر بشكل مخالف لتصور المخرج الراحل، فاعترض خان على ما فعله زكي واستبدله على الفور بالفنان عادل إمام.
