كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، الاربعاء، عن اقتراب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاعلان عن "صفقة القرن"، التي قد تتضمن اعترافا أمريكيا ودوليا بدولة فلسطينية والقبول بالقدسالشرقية عاصمة لها. ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن الولاياتالمتحدة تخطط لعرض خطتها في إطار مؤتمر دولي قد يتم عقده في إحدى العواصم العربية - القاهرة على الأرجح - بحضور إسرائيلي. إلا أن المصادر لم تشر إلى موعد محدد لعرض الخطة الأمريكية، التي لا تزال تفاصيلها طي الكتمان. وبحسب التقرير، تطالب الولاياتالمتحدة السلطة الفلسطينية بالتخلي عن مطالب حق العودة للاجئين، في الوقت نفسه سيتم نقل المستوطنات الصغيرة، بينما تظل المستوطنات اليهودية الكبيرة قائمة. يقول التقرير إن الإدارة الأمريكية تعتزم جمع ما يزين عن 40 مليار دولار لإقامة دولة فلسطينية ومؤسساتها الحكومية، بحسب ما قالته المصادر للصحيفة، في حين تهدف الخطة الأمريكية إلى توسيع السلطة الأمنية والإدارية للسلطة الفلسطينية في المنطقتين "أ" و "ب" في الضفة الغربية. وكان مبعوثا ترامب، صهره جاريد كوشنر، وموفده إلى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات، قد طلبا "دعم" الأممالمتحدة لخطة سلام، مؤكدين أنها ستنجز قريبًا. وقدما الطلب الذي لم يرفق بأي توضيحات عن مضمون الخطة أو موعد نشرها، خلال اجتماع مغلق لم يكن مقررًا مسبقًا عقده مجلس الأمن يوم الثلاثاء الماضي. "تسريبات هالي" بدأت ملامح الصفقة تتكشف مع تصريحات مندوبة الولاياتالمتحدة الدائمة لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي، الخميس الماضي، في محاضرة في معهد السياسة بجامعة شيكاغو، وذلك حسبما أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". وأوضحت الدبلوماسية الأميركية أن العمل مستمر في هذا الاتجاه، وسنطرح ما يعرف ب"صفقة القرن" قريبًا دون الكشف عن موعد معين، متوقعة ألا تحظى خطة السلام الجديدة بحب أو كره طرفي النزاع، لكنها ستشكل أرضية لإطلاق المفاوضات بحسب تعبيرها. وقالت هايلي إن التحذيرات التي سبقت إعلان ترامب بشأن القدس وأقوال البعض إن هذا الإعلان ونقل السفارة من تل أبيب "لم سنزل السماء على الأرض، بل بقيت السماء مكانها"، وتابعت "الآن ما لدينا هو الوقت الذي يمكن أن تبدأ فيه المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين". وأثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مطلع ديسمبر الماضي، موجة من الغضب والرفض سواء في الدول العربية أو الإسلامية. وتعد القدس معضلة في صميم الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، إذ يعتبر الفلسطينيون أن القدسالشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية. ولا يعترف المجتمع الدولي بسيادة إسرائيل على كل القدس التي تضم مواقع إسلامية ويهودية ومسيحية مقدسة، كما أن الفلسطينيين يطالبون بالمدينة عاصمة لدولة مستقلة معترف بها دوليًا على أساس حدود 1967. "وساطة سعودية" وأفادت صحيفة معاريف الإسرائيلية، الثلاثاء الماضي، أن الجانبان الفلسطيني والأمريكي يجريان مباحثات سرية بوساطة سعودية من أجل تحسين العلاقات بين الجانبان بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل. وأضافت الصحيفة ان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان يقود الوساطة بين الجانبان الفلسطيني والامريكي لكسر الجمود بين الطرفين بحيث ستقوم الولاياتالمتحدةالامريكية بإعلان مبادرة الفلسطينيين دون الاشارة الى تفاصيل هذه المبادرة الامريكية. وبحسب الصحيفة، من المتوقع أن يعلن ترامب المبادرة الأمريكية اتجاه الفلسطينيين خلال مؤتمر أيباك السنوي في واشنطن هذا الأسبوع الذى يشارك فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. يذكر ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كان قد قرر الاستجابة لقرار المجلس الوطني الفلسطيني برفض إمكانية أن تلعب الإدارة الأمريكية دور الوسيط في النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني.