تسود حالة من القلق بين أولياء الأمور بمحافظة أسيوط، بعد إصابة عدد من الطلاب بمرض الجديري المائي في مدارس متفرقة، ما دعا مديريتي التربية والتعليم والصحة إلى تكثيف الجهود لمنع انتشار المرض بين الطلاب، والعمل على توعيتهم من خلال ندوات يجري تنفيذها داخل الفصول لضمان وصول المعلومات الصحية لكافة الطلاب. يقول مصطفى سيد، ولي أمر طالبة بمدينة أسيوط، إننا نخشى على طلابنا من انتشار العدوى والإصابة بهذا المرض، وطالب بحملة مكبرة على كل المدارس، بالكشف على الطلاب وعدم الانتظار لظهور حالات جديدة، فمعظم الأسر مرهقة ماديًا بشكل كبير بعد الخروج من موسم العيد وبدء الدراسة بكل تفاصيلهما، وفي حال تعرض أطفالنا للمرض ربما نضطر للاستدانة لعلاجهم. ومن جانبه قال صلاح فتحي، وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط، إن عدد الحالات التي جرى اكتشافها لم يتجاوز 4 حالات في مدرستي أبو تيج الابتدائية وغرب أسيوط الابتدائية، ولم يجر رصد أي حالات أخرى حتى الآن. وأوضح وكيل الوزارة، أنه تم منح الطلاب المصابين، إجازة لمدة 15 يومًا، كما هو المعتاد في مثل تلك الحالات، حتى يتماثلوا للشفاء، وتم إخطار مديرية الصحة بضرورة المتابعة المستمرة من قبل الأطباء على المدارس، وعقد ندوات تثقيفية بالمدارس حول المرض وكيفية الوقاية منه. وجاءت حالة الهلع التي أصابت عددًا من أولياء الأمور نتيجة لتكرار انتشار المرض في هذا التوقيت من كل عام بين الطلاب، وكانت مدراس أسيوط سجلت عددًا كبيرًا من حالات الإصابة بمرض الجديري المائي بين طلاب مدارس محافظة أسيوط، خلال العام الدراسي الماضي، والتي وصلت إلى نحو 64 حالة في 3 إدارات تعليمية، منها 17 في مدرسة النيل ونزة قرار بمنفلوط، و15 حالة بمدرسة السلام المتطورة، و5 حالات في مدرسة أبو عقرب التجريبية للغات، و4 حالات بمدرسة الجلاء الابتدائية، وجرى حينها منح الطلاب المصابين إجازة 15 يومًا حتى يتماثلوا للشفاء، ومنعًا لانتشار العدوى بين التلاميذ. من جانبها، أعلنت مديرية الصحة بمحافظة أسيوط، على استعداداها التام للتعامل الفوري مع أي حالات جديدة، كما وفرت جميع الأدوية والأمصال بمستشفياتها وفقًا للبروتوكول المتبع فيما بينها وبين مديرية التربية والتعليم. كما جرى اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والصحية حال ظهور أي حالة مصابة أو يشتبه بها، وذلك بسرعة الإبلاغ والعزل الفوري، وتخصيص مكان بكل مستشفى لعزل الحالات المصابة بها لحين التأكد من الإصابة والشفاء الكامل. وفي ذات السياق تشهد مدارس المحافظة، تنفيذ ندوات لتوعية الطلاب حول "الجديري المائي وطرق الوقاية" في إطار تطبيق خطة مديرية الصحة بأسيوط، تحت إشراف الدكتور محمد زين، وكيل وزارة لصحة بأسيوط، والتي تهدف إلى تنشئة جيل صحي قادر على مواجهة كافة المشاكل والتحديات الصحية، من خلال الثقافة الصحية، والتي تُنفذ من خلال مسئولي الثقافة الصحية بالمراكز الطبية. يذكر أن مرض الجديري المائي، يعدّ مرضًا فيروسيًا شديد العدوى شائعًا في الأطفال يسبب طفحًا جلديًا حادًا ويمر عادة دون أي مشاكل في مرحلة الطفولة، وتُنقل العدوى الفيروسية في الهواء من شخص لآخر عن طريق الرذاذ الخارج من الجهاز التنفسي للمريض أو عن طريق الاتصال المباشر بالحبيبات والفقاقيع الجلدية المائية الموجودة على جلد المريض والتي تحمل الفيروس، وذلك خلال ثلاثة أيام تقريبًا قبل ظهور الطفح الجلدي وطوال فترة المرض إلى أن تكون البثور قشرة جافة.
