تشهد الساحة العراقية جدلا واسعا قبل ساعات من عقد إقليم كردستان استفتاء غير ملزم حول، في 25 سبتمبر المقبل، حيث سلطت وسائل الاعلام الكردية الضوء على الضغوط والتهديدات المتواصلة من جانب القوى الاقليمية المعارضة لإجراء الاستفتاء، لاسيما من جانب إيرانوتركيا. يجرى الاستفتاء في ثلاث محافظات تشكل حكمًا ذاتياً وفي المناطق المتنازع عليها التي تسيطر عليها القوات الكردية ولكن تطالب بها بغداد. وترفض الحكومة العراقية الاستفتاء، وتقول إنه لا يتوافق مع دستور البلاد المعتمد في 2005، ولا يصب في مصلحة الأكراد سياسياً ولا اقتصادياً ولا قومياً، كما يرفض التركمان والعرب أن يشمل الاستفتاء محافظة كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها. وفي هذا الاطار، كشفت وكالة "باسنيوز"، المقرب من حكومة إقليم شمال العراق، عن قيام قائد قوة القدس التابعة لحرس الثورة الإسلامية الإيرانية، قاسم سليماني، بزيارة ثانية إلى أربيل لإقناع المسؤولين من الاتحاد الوطني الكردستاني بالتخلي عن استفتاء الاستقلال أو استبعاد محافظة كركوك. وبحسب "باسنيوز"، ليست هذه هي المحاولة الأولى التي تقوم بها إيران بعرقلة استقلال إقليم كردستان، حيث اجتمع سليماني في وقت سابق مع عدد من المسؤولين الأكراد قبل رفضه لمقترحاته. من ناحية أخرى، نشر موقع قناة "كردستان24" تقريرًا تحت عنوان "رغم تزاحم القوى لمعارضة الاستفتاء، فإن الوحدة الكردية هي أقوى سلاح"، حمل فيه الغرب المسؤولية عن وضع الأكراد العراقيين في موضع مأسوي بين بغداد وأنقرة وطهران، مذكرًا القوى الغربية بالدور الذي قام به الأكراد في القضاء على تنظيم "داعش". ووفقًا لموقع القناة، فان التهديدات بالتدخل العسكري أو الحصار الاقتصادي لمعاقبة الأكراد ليست فقط وصمة عار على القوى الإقليمية، ولكن وصمة عار كبيرة على الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة، والغرب بأكمله. وفي إشارة إلى تهديدات تركيا، أكدت شبكة "روداو"، في تقرير نشره اليوم، أن الحكومة التركية ترغب في استعراض عضلاتها ضد اقليم كردستان، حيث هددت تركيا في مناسبات عديدة بالتدخل ضد حزب العمال الكردستاني بداخل العراق، لكنها لم تفعل أي شيء باستثناء الغارة الجوية وقالت إن غزو كردستان لمنع الانفصال عن العراق من شأنه أن يضعف حكومة أربيل، ويثير الجماعات المسلحة ضد تركيا، وسيكون ذلك نتيجة أسوأ بكثير بالنسبة لأنقرة. وأضافت أن منع الاستفتاء الكردي عسكريا لن يخدم مصالح تركيا. في السياق ذاته، قالت صحيفة "ايكورد ديلي" إن مساعي وقف الاستفتاء لن تعود بالنفع على جيران الدولة الكردية في المستقبل، ولذا فمن الأفضل بدء عهد جديد من الصداقة الحقيقية مع الجيران الأكراد على أساس الاحترام المتبادل وحسن النوايا. ويستعد إقليم كردستان بعد ساعات لإجراء استفتاء على الاستقلال عن الدولة العراقية، وسط ترقب من القوى الإقليمية والعالمية، التي أعلنت رفضها للاستفتاء الذي اعتبرته بغداد مخطط لتقسيم العراق. وأعلنت حكومة اقليم كردستان، يوم غد الاثنين عطلة رسمية، في كل اقليم كردستان والمناطق المشمولة بالاستفتاء. ويشمل الاستفتاء محافظات الإقليم الأربع أربيل ودهوك والسليمانية وحلبجة، بالإضافة إلى المناطق المتنازع عليها على رأسها كركوك الغنية بالنفط.
