التيشرت يبدأ من 170 جنيها.. جنون أسعار "اليونيفورم" في المدارس الخاصة

في أحد المحال المتخصصة في بيع الزي المدرسي لطلاب عدد من المدارس الخاصة الشهيرة، في حي مصر الجديدة، كانت هبة عطية، تحاول اختيار قميص لابنها، وطلبت من البائع مقاسا أكبر بدرجتين لكي يستطيع ابنها الاستفادة منه العام المقبل.
تقول هبة، إنها تحرص على شراء "اليونيفورم" أكبر قليلا من مقاس ابنها حتى يمكن أن يرتديه في المعام المقبل، نظرا لارتفاع الأسعار.
"التيشيرت الصيفي ارتفع بقيمة 40 جنيها هذا العام ليصل سعره إلى 170 جنيها" حسب قول هبة.
تصف هبة أسعار الزي المدرسي هذا العام بأنها "مبالغ فيها بشكل كبير، خاصة أن جودة الخامات المستخدمة لا تستحق هذه الأسعار"، بحسب قولها.
اضطرت هبة لشراء الزي من هذا المحل لأن مدرسة أولادها تجبرهم على الشراء منه.
"المدرسة تختار عادة ألوانا يصعب تقليدها، أو شرائها من المحلات العادية، فمثلا يكون لون الكم أو ياقة القميص بنفس لون شعار المدرسة، يعني صعب جدا ألاقي نفس الشكل بره، ده غير إن البادج أو شعار المدرسة صعب تقليده" بحسب هبة.
وفي جولة لمصراوي داخل أحد المحلات، بلغ متوسط سعر التيشيرت الصيفي لطلاب المرحلة الابتدائية 160 جنيها و180 جنيها للبنطلون.
ويرتفع السعر للتيشيرت الشتوي ليسجل 190 جنيها، والجاكيت 210 جنيهات و 250 للملابس الرياضية و 120 للحذاء الرياضي.
وعادة يشتري أولياء الأمور أكثر من طقم ملابس لأولادهم قبل بداية العام الدارسي، ليتناسب مع فصلي الصيف والشتاء، والأنشطة الرياضية.
وحددت الوزارة نسبة الزيادة في مصروفات المدارس الخاصة بحد أقصى 14%، خلال العام الدراسي المقبل، لكن بعض المدارس تتحايل على هذا القرار بفرض زيادات كبيرة على أسعار الاشتراك في "الأتوبيس" المدرسي والملابس.
وتقول ندى محمد، إنها اشترت ملابس لابنها بالصف الخامس الابتدائي بنحو 1160 جنيها، قيمة "تيشيرت" صيفي وآخر شتوي وبنطلون وجاكيت وملابس رياضية، كما اشترت نفس الملابس لابنها بالصف الثاني الابتدائي بنحو 1060 جنيها.
وتشكو ندى من تغيير المدرسة لون وتصميم الزي لهذا العام، لأنه دفعها لشراء الزي كاملا لابنيها، حيث كانت تستفيد من قبل بملابس ابنها الأكبر، ليرتديها الأصغر.
ويقدر مصطفى إبراهيم، والد طفل بإحدى المدارس الخاصة، قيمة الزيادة في أسعار الزي المدرسي هذا العام بنحو 300 جنيه.
ويقول إبراهيم لمصراوي "نعلم أن ارتفاع أسعار الخامات أثر على سعر الزي لكن أصحاب المدارس حريصون على نسبة أرباحهم وهو ما رفع الأسعار بشكل خيالي".
وقالت مي، وهي أم لطفلين، أحدهما في مدرسة دولية، إنها تشتري "التيشيرت" فقط من المدرسة، لأنه مطبوع عليه شعار "بادج" المدرسة، لكنها تشتري البنطلون والجاكت من المحلات العادية، من أجل توفير النفقات.
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، أحمد خيري، قال في تصريحات له السبت الماضي، إن الوزارة عممت منشورا على كافة المدارس لتنظيم أحوال تغيير الزي المدرسي وكيفية تحديد قيمة خدمة أوتوبيس المدرسة، بما يكفل الطمأنينة لأولياء الأمور في هذا الشأن.
كما أعلن طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، في تصريحات سابقة، أنه من المقرر ربط كافة مصروفات المدارس الخاصة والدولية والأساسية والإضافية، بحسابات بنكية، حتى لا تتلاعب المدارس بأولياء الأمور.