عبد الرسول".. حدوتة صُنع "رقاق العيد" بالفيوم

"ورثناها أبا عن جد".. بتلك الكلمات روى "عم عطية" مهنة عائلة عبد الرسول، والمشهورة بصناعة الرقاق والكنافة والقطايف، مشيرًا إلى أنهم أدخلوا الرقاق للفيوم منذ 45 عامًا..
يعد محل أولاد عبد الرسول، الأشهر في صناعة الرقاق بمحافظة الفيوم، والذي يوازي شهرة سواقي الهدير، كما أنه قِبلة لمحبي الرقاق في محافظتي الفيوم وبني سويف خلال عيد الأضحى المبارك وباقي أيام السنة.
يقول "عم عطية"، الابن الأوسط لعبد الرسول: "إن والدي ورث المهنة عن جدي، الذي كان يقيم بمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، ثم انتقل للإقامة بمنطقة الشرابية بالقاهرة في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث كان والده يجوب المحافظات في الخمسينات لبيع الكنافة والقطايف، وكان يخصص يومًا لكل محافظة، حتى استقر بالفيوم بداية من الستينيات".
وأضاف "عطية"، أنهم أدخلوا صناعة الرقاق للفيوم منذ حوالي 45 عامًا، حيث لم يكن معروفًا بيعها بالمحافظة، فقد كان والده يأتي بالرقاق من القاهرة مستقلاً أتوبيس "كافوري" الذي كان يربط الفيوم بالقاهرة، وأحيانا كان يأتي به عبر القطار لعرضه خلال فترة عيد الأضحى المبارك.
وبيّن أن سعر الكيلو كان يتراوح آنذاك فيما بين 150 قرشًا إلى جنيهين، وكان محبوه ممن ينتمون إلى الطبقات الراقية، خاصة أن الفلاحين في القرى كانوا يصنعونه بأنفسهم، كما أن "الرقاق" في تلك الفترة كان يشتهر بالحجم الكبير، الذي يشبه "المرحرح".
وأشار إلى أنهم كانوا يصنعون الرقاق في منزلهم بمدينة الفيوم وبيعه في محلهم المعروف بوسط المدينة.
وحول الفرق بين رقاق الماضي والحاضر، رأى "عم عطية" أن صناعته تطورت من الطريقة اليدوية إلى الشكل الآلي الذي يجري حاليًا، منوها بأن الطريقة الأخيرة توفر الجهد والسمن البلدي للمستهلكين، وتنتج كميات أكبر، فضلاً عن وجود أفران حديثة تعمل بالكهرباء والغاز الطبيعي.
ولفت إلى أن سعر الكيلو هذا العام وصل إلى 20 جنيهًا ب27 رقاقة، مفيدًا بأن الفيوم خلال العيد تستهلك حوالي 10 أطنان من الدقيق الفاخر الذي يستخدم في صناعة الرقاق.
وأنهى "عم عطية" حديثه ل"مصراوي" قائلا: "هذه الصناعة نورثها لأبنائنا، وفي الغالب لا نحتاج عمالة خارجية حاليًا، خاصة أن من يعملون فيها لا يقلون عن 12 شابًا، جميعهم من العائلة، بداية من مرحلة التصنيع مرورًا بالعجّان وختامًا بالبائع".