بالصور.. "مصرواي" يرصد معاناة 7 أسر تصدعت منازلهم ببني سويف

مع دقات الخامسة صباحًا من كل يوم، اعتاد الرجل "الخمسيني" سيد منصور، الاستيقاظ من نومه كعادته منذ أكثر من 40 عامًا، ثم يتوجه إلى حظيرة منزله كي يُطعم ال"مواشي"، ويبدأ بعدها يومه المعتاد من شراء إفطار لأبنائه بمساعدة زوجته التي تستيقظ معه في نفس الوقت، لتجهيز متطلبات المنزل والحقل الزراعي الخاص بهم.
إلا أن يوم الخميس الماضي، استيقظت الأسرة قبل موعدها المعتاد، على صوت تصدعات بالمنزل، ليهرع الأب بأبنائه إلى خارج المنزل، وبعد أن اطمأن عليهم عاد مرة أخرى ليفتح الحظيرة ويفاجأ بهبوط أرضي لأكثر من 60 سم داخلها، ويبدأ في نقل ما بها لخارج المنزل.
لم تمر دقائق بسيطة حتى انتقلت تصدعات منزل "سيد" إلى منازل مجاورة بمنطقة حسين بركات بقرية الزيتون بمركز ناصر شمال بني سويف، حتى وصلت لأكثر من 12 منزلاً، بين تصدعات تصل إلى حد الانهيار، وتشرخات تحتاج لترميمات بسيطة، إثر حدوث هبوط مفاجئ بالمنطقة، قبل أن تعاين الوحدة المحلية بمركز ناصر المنازل وتقر بتضرر 7 منازل بشكل يمثل خطورة على أرواح المواطنين.
"احنا في كابوس".. كلمات رددها "منصور" لخص بها دقائق عاشتها المنطقة قائلاً: "قبل استيقاظنا بدقائق سمعنا صوت تصدعات في الحوائط وهزة في المنزل، حتى شاهدنا ما حدث أمامنا، حوائط انفصلت عن بعضها، أرض انخفضت لأكثر من نصف متر، أجزاء من منزلنا سقطت، ولا نعلم سبب ما حدث بمنطقتنا"، مشيرا إلى انتقاله للإقامة برفقة شقيقه وانقلاب حياته وأسرته رأسًا على عقب، ما بين الإقامة لدى شقيقه، أو الجلوس أمام منزله، أو التوجه إلى الحقل ورعايته".
الفلاح الخمسيني يبحث مع جيرانه سبب الهبوط الأرضي بمنطقتهم، التي تعد أعلى مناطق القرية ارتفاعًا، حيث يطلق عليها البعض منطقة "العلواية"؛ وهو ما دفع الأهالي لعدم القبول بارتفاع المياه الجوفية في الأرض، أو أن يكون سبب الهبوط الصرف الصحي، حسبما يشير جابر حميدة، صاحب ال55 سنة، والذي يقيم برفقة زوجته وأبنائه، قائلاً: "لا يمكن أن يكون للمياه الجوفية علاقة بما حدث؛ لأن منطقتنا أعلى مناطق القرية، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن تكون نوعية التربة السبب".
أهالي المنطقة المتضررون من الهبوط الأرضي يجلسون أمام منازلهم، أغلبهم لم يغادر منزله وبقي فيه رغم ما حدث من تشققات وانفصال للحوائط عن بعضها، حيث يجلس عبد العاطي سالم عبد العزيز، 54 سنة، فلاح، برفقة زوجته داخل المنزل، رافضًا المغادرة قائلاً: "هروح فين؟ الحكومة بتقول روحوا المدرسة، والحريم والأطفال هيناموا إزاي وفين؟! إحنا قاعدين مش هنمشي لحد ما يشوفولنا حل للمشكلة دي، لأن كل الناس بالمنطقة على باب الله، ولا أحد يمتلك هدم منزله وإعادة بنائه أو حتى ترميمه".
وأشار " عبد العاطي" إلى أن لجنة من المحافظة تفقدت المنزل وأوصت بإزالته خوفًا على حياته وأسرته، غير أنه لم يوضحوا له مَن سيتحمل نفقات الإزالة وإعادة البناء مرة أخرى".
الحال لم يتغير كثيرًا لدى"محمود دياب"، أحد أهالي المنطقة التي تعرضت للهبوط، والذي أكد على إقامته لدى أقاربه حتى يتمكنوا من معرفة ماذا أصاب المنطقة قائلا: "بعد اللي حصل اصطحبت زوجتي وأبنائي إلى أحد أقاربنا للإقامة معه، ونقلنا المواشي إلى الحقل، لأن تصدعات منزلي كبيرة وتشكّل خطورة، ولا نعلم سبب الهبوط المفاجئ الذي أصاب المنطقة".
بدوره، وجه المهندس شريف حبيب محافظ بني سويف، على هامش لقائه بأهالي المنطقة خلال معاينته للمنازل المتصدعة، بسرعة تنفيذ إجراءات حل مشاكل المنازل التي تعرضت لشروخ وتصدعات وهبوط مفاجئ، مشددًا على سرعة اتخاذ كل الترتيبات والإجراءات الهندسية والفنية التي تسمح بتنفيذ واتخاذ القرارات المناسبة حيال المشكلة، وتحديد ملابسات الواقعة والأسباب التي أدت لحدوثها بشكل مفاجئ، وإعداد تقرير فني هندسي عاجل لإمكانية عمل الاجراءات القانونية إذا لزم الأمر.
وشدد على ضرورة سرعة تنفيذ توصيات اللجان التي عاينت المشكلة منذ وقوعها، سواء بإخلاء بعض المنازل، وإزالة البعض الاخر، وترميم بعض المنازل التي لحقها الضرر بشكل بسيط لا يؤثر على سلامة المواطنين.
والتقى المحافظ، الأهالي واستمع لمطالبهم، مطمئنًا إياهم بأن المحافظة لن تدخر جهدًا في سبيل حل المشكلة وتحقيق كافة أوجه الرعاية المطلوبة لهم، ووعد بإجراءات سريعة لتحسين مستوى الخدمات بالقرية ضمن خطة المحافظة لتطوير مستوى المعيشة من خلال حلول تقليدية وغيرها، موجها المسؤولين المعنيين بتنفيذ عدد من الحلول الممكنة في الوقت العاجل.
كان عدد من أهالي قرية الزيتون التابعة لمركز ناصر شمال بني سويف، فوجئوا، الخميس الماضي، بهبوط أرضي داخل منازلهم؛ ما تسبب في تصدع 7 منازل متجاورة من القرية، وحدوث تشققات في الحوائط.
وقال المهندس الواضح أبو جبل، مدير مديرية الأسكان ببني سويف، إن لجنة من المديرية قررت إخلاء 7 منازل الأكثر تضررًا وتشكل خطورة على أرواح قاطنيها لحين إجراء الإصلاحات اللازمة، طبقًا لتقرير لجنتي مديرية الإسكان وكلية الهندسة. بجامعة بني سويف، وانتظار نتائج مجسات التربة التي تم إجراؤها بعد معاينة المنازل.