"الغنيمية" قرية هادئة مثل العديد من قرى مركز أبو كبير بالشرقية، إلا أن أهلها كانوا على موعد جديد مع الرعب والفزع، بعد عودة "دراكولا الحيوانات" لممارسة طقوسه القديمة، التي تتمثل في مواقعة الحيوانات جنسيًا ومص دمائها قبل ذبحها وسلخها، ثم أكل لحومها نيئة. "مش هنستنى لما يدبحنا زي القطط والكلاب اللي بيقطعها وياكلها".. بهذه الكلمات بدأ وجيه محمد، مدرس جغرافيا بمعهد فتيات ''الرحمانية'' بأبو كبير، حديثه ل"مصراوي" عن مأساته مع شقيقه المريض نفسيًا "صلاح". ويضيف وجيه: "اللي بيحصل لنا دا ميرضيش ربنا.. أخويا بيهددنا يوميًا بالذبح وحاول يخنق بنته بإيشارب لكني لحقتها، وبعدها حاول يذبح بنت جارنا.. غيثونا منه وعالجوه، وبعد ما حاول يموّت بنته، روحت للعمدة أشتكي له، قالي مقدرش أجيلك غير لما يبقى حد مدبوح أو فيه ميت". ولفت إلى أن بداية مرض صلاح، حدثت بعدما باع ميراثه لفتح محال جزارة في سيناء عام 2009، إلا أن خسارته في تجارته جعلته يعود ليشك في أهل بيته، ساردا: "حتى كوباية الشاي كان بيخلي مراته تشرب منها قبل ما يشربها، وبعدها حصل له اللي حصل لحد ما في يوم حط السكينة على رقبة أمه وكان عاوز يدبحها، وولاده قعدوا من المدرسة بسبب أبوهم". ويقول محمود عبدالرحمن، 53 عامًا، فلاح، مُقيم بالمنزل المجاور، إن حال "صلاح" لا يمكن السكوت عنه، مشيرًا إلى تطور مرضه، حتى أصبح يُهدد الطفال والنساء بالذبح، مضيفا: "من كام يوم كان بيسن السكاكين على الحيطة ويقول لنا اللي يقرب من هنا هدبحه، ومن فترة شاف بنتي بتضحك قال لها هدبحكوا كلكوا". ويواصل محمود: "كان بيدبح الكلاب ويحط لحمتها في أكياس، ويحط أمعاء الكلب في كيس لوحده ويديه لابنه ويقول له خلي ده معاك حرز علشان الناس تخاف منك".. يتنهد قبل أن يتابع: "إزاي دا مش مجنون وهو كل يوم عمال بيدبح في القطط والكلاب، والله بقالي 15 يوم في البيت من غير أكل، بسبب ريحة الحيوانات اللي بيدبحها ويسلخها في الزريبة جنبنا.. الأطفال بيخافوا يعدوا من قصاد البيت ليقتلهم، والكل هنا في رعب ومحدش حاسس بينا". وأردف: "بعد ما خرج من المصحة المرة اللي فاتت، أخوه جوّزه واحدة غلبانة من البلد، وهي دلوقتي مغلوبة على أمرها وبتمسك معاه الكلاب وهو بيسلخها، وبتسمع كلامه علشان ميقتلهاش.. صلاح بقى وحش وبعد ما يخلص على الكلاب والقطط هيدخل على عيالنا.. الحقونا يا خلق هوه". وسادت حالة من الفزع والرعب بين أهالي قرية "الغنيمية"، التابعة لدائرة مركز أبوكبير بمحافظة الشرقية، بعد تناثر أنباء عن عودة تاجر مواشي معروف ب"دراكولا الحيوانات" بعد خروجه من مستشفى نفسي؛ إثر علاجه من مرض نفسي، جعله يواقع الكلاب والقطط جنسيًا ويمص دماءها، قبل أن يتغذى على لحومها دون طهي. وعلى الفور، كلف اللواء خالد سعيد، محافظ الشرقية، الدكتور حسام أبو ساطي، وكيل وزارة الصحة، بالتحري والبحث وفحص الحالة المرضية ل"دراكولا الشرقية". وقال الدكتور حسام أبو ساطي، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، إن المتهم أصيب بمرض نفسي خلال نوفمبر 2013، دخل على إثره مستشفى "العزازي" لتلقي العلاج اللازم، حيث استمر بها لمدة 4 شهور، وخرج في شهر مارس 2014 بعدما تماثل للشفاء واستقرت حالته النفسية. وأوضح أنه كان لزامًا على إدارة المستشفى أن تُصرح له بالخروج، حيث تم الاتصال بأهله لاستلامه، إلا أنه لم يتقدم أحد لاستلامه، ما اضطر إدارة المستشفى لتسليمه لأهله عن طريق مندوب؛ طبقًا للقانون وحفاظًا على المواطن. وأشار أبو ساطي، إلى أنه بالاتصال بعمدة القرية، أفاد الأخير بأن "صلاح" على خلاف ومشاكل دائمة مع أسرته؛ نتيجة زيادة متطلباته، الأمر الذي أدى لترويج شقيقه شائعة بعودة المرض إليه مرة أخرى، فيما أنه سليم ومعافى تمامًا، على حد قول العمدة. كان "مصراوي" رصد استغاثات أهالي قرية ''الغنيمية'' التابعة لدائرة المركز، حيث اتهامهم، ''صلاح. م. ت''، تاجر مواشي، باحتجاز قطط وكلاب، والاعتداء عليها ومص دمائها، وذبحها وأكل لحومها دون طهي.