المكتبة المتنقلة في معرض الكتاب.. ''تلوين ورسم وحكي قصص''

تصوير:محمود بكار
على بُعد خطوات قليلة من بوابة 6 بمعرض الكتاب، يقف أتوبيس مُلوّن، يتخذ من الناقلة مساحة للرسم، مكتوب عليها "حكايات على أربع عجلات"، يظهر أطفال ضاحكون على أرضية خضراء، ويتوسطهم قوس قزح، تتصدّر العربة يافطة باسم "المكتبة المتنقلة"، وبداخل الأتوبيس أرفف من كتب الأطفال، ومساحة لجلوسهم.
تتواجد حكايات علي أربع عجلات لليوم الخامس بالمعرض، التي تتبع مؤسسة مصر الخير، كما يقول "ربيع زين"، المسئول عن المشروع، منذ العاشرة صباحًا يقف الأتوبيس مُلفتًا انتباه العابرون بجواره، كلما مرت سيدة بأطفالها تتساءل ما الذي تُقدمه المكتبة، فيُجيب ربيع "نشاط للأطفال،بنحكيلهم قصصوبيلونوا ويرسموا".
منذ أكثر من عام بدأت الفكرة تتبلور لدى مسؤولي مصر الخير، حول كيفية تشجيع الأطفال على القراءة ويقول "بدأنا من 3 سنين ندعم المكتبات العامة و المدرسية بالكتب"، غير أنه وجد فيها طريقة غير كافية لتشجيعهم "لقينا إن المكتبات فيها كتب لكن الولاد نفسهم مش بيروحوا المكتبة"، لذا جاءت فكرة المكتبة المتنقلة.
وخلال العام الماضي تعاونت مؤسسة مصر الخير مع معهد جوته "من خلال المكتبة الخاصة بالمعهد في افادة المدارس المجتمعية اللي تتبع المؤسسة في محافظات الصعيد"، تقول رنا أبو جازية، مسؤول برنامج الثقافة والفنون بمصر الخير.
فيما بعد بدأ البحث وراء شركاء للمشروع، حيث تبرعت دار البلسم بكتب الأطفال، وشركة غبّور أوتو بالأتوبيس، بنهاية عام 2016. وفي مقتبل يناير الماضي بدأت المكتبة زياراتها إلى المدارس المجتمعية في الفيوم وبني سويف، كذلك بعزبة خير الله.
يعتبر معرض الكتاب هو ثاني فاعلية تشترك فيها حكايات علي أربع عجلات، بعد ورش الحرف اليديوية التي تُنظمه مصر الخير، كما يذكر زين، وأقبل على المكتبة أكثر من مئتي طفل خلال اليوم الأول بالمعرض، فيما يجذب النشاط الأطفال من 6 إلى 18 سنة.
منذ العاشرة صباحًا قدمت هاجر وسالي إلى المكتبة المتنقلة، طفلتان بعمر الإثنى عشر، تحمل عيونهم فرحة بما يفعلانه "احنا بنرسم ونلون"، تحكي الصغيرة هاجر عن قدومها برفقة والدتها الموظفة بمعرض الكتاب، وصديقتها سالي، حيث أتيا إلى المعرض منذ الثامنة صباحًا.
هو أول عام تقدم فيه هاجر وسالي إلى المعرض، لم يملّا من المكتبة المتنقلة، حيث تذكر إحدى الفتاتين ما قامت به "أنا رسمت أهرامات وكتبت عليها تحيا مصر وفوق الهرم الكبير عملت علم مصر".
تقول رنا إن الأنشطة لا تقتصر على التلوين والرسم فقط، بل يُضاف إليها حكي للأطفال، وهو ما يقوم به زين "بنحاول نوصل رسايل للأطفال من خلال القصص، تهدف للسلام والأمان".