"الزمن اتغير والمرأة بقى لها صوت ووجود في الحياة العملية.. الحمد لله ربنا كرمني وبقيت مأذونة، لكن بيتي وولادي هيفضلوا أهم حاجة عندي".. بهذه الكلمات بدأت أسماء محمد، المُلقبة ب"أصغر مأذونة في مصر"، 31 عامًا، من قرية "الجلالية" التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، حديثها ل"مصراوي". "بعد حصولي على ليسانس الشريعة الإسلامية من جامعة الزقازيق بتقدير عام جيد جيدًا، تزوجت من رجل قانون، ورزقنا الله بثلاثة أطفال، ولم أتوقع أن أصل لما أنا فيه الآن"؛ تضيف مأذونة قريتي "الجلالية" و"الحلوات": "من حوالي سنتين ونصف توفى مأذون القرية، الشيخ زين العابدين، وقتها فكرت أترشح مكانه يمكن ربنا يكرمني وأبقى المأذونة". وتستكمل: "بصراحة تعامل زوجي المحامي مع أهالي القرية، اللي كانوا بيسألوه دائمًا في أي حاجة تخص القانون، شجعني إني أترشح، خصوصًا إني كنت عاوزة أقرب من الناس وأتواصل معهم، ووقتها زوجي شجعني على إني أقدم أوراق ترشحي سنة 2015 بمحكمة الإبراهيمية، ورغم خوفي من المغامرة، إلا إن مساندة زوجي والأهالي شجعتني أكمل". "المرأة كانت كلمة السر في وصولي للنجاح، فالسيدات في عائلتي وعائلة زوجي رحبن كثيرًا بترشحي، ووقفن بجواري حتى حققت الهدف رغم خوضي للمنافسة على 3 مراحل"؛ وتسرد المأذونة: "في المرة الأولى تم اختياري من بين 4 مرشحين، لكن بسبب خطأ إجرائي في المحكمة، تم إلغاء النتيجة وإعادة الترشح، وفي المرة الثانية تغلبت أيضًا على 5 منافسين (4 رجال وسيدة)، ولكن تم إيقاف قرار التعيين بعد الطعن عليه من الخصوم، قبل أن يقرر وزير العدل، إجراء قرعة، وأتمكن من الفوز، ويصدر قرار رسمي بتعيني مأذونة". وعن الفرق بين المأذونة والمأذون، تقول الشيخة أسماء: "دوري لا يختلف كثيرًا عن رجال المهنة، حيث أعمل على التحدث مع السيدات والفتيات، ومساعدتهن خاصةً اللائي يعانين من مشاكل أثناء عقد القران أو الطلاق، وفي كثير من الأحيان، تكون الفتاة غير موافقة على الزواج، وحينما أستشعر ذلك أسألها وأتأكد من موافقتها لتحقيق شرع الله، وهو ما يتم أيضًا في حالة الطلاق؛ حيث أتحدث على انفراد مع الزوجة وأستمع لشكواها دون خجل لمعرفة السبب الحقيقي لطلب الطلاق، وقد أساهم أحيانًا في إزالة السبب". "بيتي وولادي أهم حاجة في حياتي، فأنا أم لثلاثة أطفال؛ طلال (8 سنوات)، والسادات (5 سنوات)، وصدام (سنة واحدة)، ولا يمكن لعملي أن يؤثر على حياتي الزوجية، خاصةً وأن زوجي رجل قانون، ودائمًا ما يساعدني في تربية أبنائنا"، تضيف: "هو مُتفهم دائمًا لعملي وشريك أساسي في نجاحي ويساندني مهما عانيت من صعوبات". وعن طبيعة عملها توضح: "أستعد لاستلام الدفاتر الخاصة بي والبدء في عملي بصورة مباشرة ورسمية، فالأهالي دائمًا عن يسألون عن القرار الرسمي لتعييني حتى أعقد لهم عقود الزواج، حيث طرق باب منزلي خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من مائة فرد؛ لمطالبتي بعقد القران، نظرًا لأن القرية حتى الآن دون مأذون".