هويدا: وثقت 200عقد زواج.. و15 حالة طلاق.. وأكبر مشكلة واجهتني عقد القران بالمسجد فى سبتمبر 2010 أصدرت محكمة مركز سمسطا ببنى سويف، قرارًا بتعيين هويدا جمال كامل مأذونة، لتصبح أول مأذونة فى الصعيد. فى البداية تقول هويدا، إن زوجى وأهلى وقفوا بجوارى وشجعونى خطوة بخطوة للتقدم بأوراقى بعد وفاة مأذون قرية (سرابو ) التى أسكن بها ولكنى كنت خائفة ومترددة فى البداية لأننا فى الصعيد لنا عاداتنا وتقاليدنا وترددت كثيرًا لأن هناك أشخاصا كثيرة من الممكن أن يعارضوني. وأضافت أننى تقدمت بأوراقى وكانت المنافسة شرسة بينى وبين 4 رجال آخرين متقدمين بينهم رجلان حاصلان على نفس مؤهلى التعليمى وآخر حاصل على مؤهل الثانوية العامة والرابع حاصل على دبلوم تجارة وفوجئت بترشيحى وتعيينى وانقسم أهالى القرية بين مؤيدين ومعارضين لى بعد الفوز. وأشارت إلى أن أغرب وأصعب موقف تعرضت له فى بداية عملى بمنصب المأذون هو دخولى المسجد لعقد القران، حيث كان العديد من أهالى القرية معترضين على دخول امرأة المسجد وأصبحت بعد ذلك أقوم بتوثيق عقود الزواج فى المنازل ويقوم إمام المسجد بإشهار عقد القران، موضحة أنه بعد انطلاق ثورة 30 يونيو وعزل مرسى أصبح الأمر أكثر سهولة فى دخول المسجد، وبعد ذلك قمت بعقد 200 حالة زواج و15 حالة طلاق حتى الآن وأصبحت مطلوبة بين عائلات قرى المركز. وعن المواصفات التى يجب توافرها لدى المرأة التى تقبل على وظيفة المأذونية، أوضحت أن تكون صاحبة شخصية قوية ومحبوبة ممن حولها وحسنة السمعة وشخصية محترمة وحاصلة على مؤهل عال من إحدى الكليات التى تدرس الشريعة الإسلامية، أما الخطوات فيجب عليها فى البداية أن تحصل على موافقة عشرين شخصية على الأقل ذات السمعة الطيبة بموجب قسم الشرطة التابعة له على عملها كمأذونة، بحيث إذا خلا مكان المأذون لديهم فى الحى أن تتقدم هى بناء على إعلان يعلن خلال ثلاثة شهور تحت صيغة مطلوب مأذون شرعى فمن يرغب فى الوظيفة يتقدم إلى محكمة الأسرة سواء سيدة أو رجل، والمحكمة بعد ذلك تقر الأمر على مدى عدة جلسات، وبعد أن تتسلم عملها كمأذونة يجب أن يكون عملها من خلال مكتب ويكون له مواعيد محددة وأن يكون قريبًا من منزلها وأن تراعى الحالات الإنسانية ولا تغالى فى أجرها وأن تأخذ حذرها عندما يطلب منها توثيق عقد قران فى مكان ما فلا تذهب إليه إلا إذا كان من تذهب إليهم تعرفهم جيدًا حتى لا تتعرض لأى مخاطر ممكن أن تحدث لها لكونها امرأة. كما أكدت أن هناك عوائق لم ولن تنتهى، منها سخرية وسائل الإعلام من عمل المراة كمأذونة خاصة بعد عرض مسلسل "نونا الماذونة"، خاصة أن هناك خلطًا فى بعض القرى بين المأذونة والخاطبة حيث أفاجأ بإحدهن تطلب مساعدتى فى الحصول على عريس لبنتها، إضافة إلى من يطلب الفتوى فى بعض الأمور الشرعية والدنيوية وببساطة أقول لهم إن عمل المأذونة يختلف عن الخاطبة أو المفتى، وأنصح من يطلب الفتوى بالتوجه للأزهر أو الأوقاف كما أرفض بشدة عقد القران لفتيات غير البالغات على الرغم من اتفاق العائلتين. وعن حالات الطلاق عندما يأتنى زوجان متفقان على الطلاق أطلب منهما أو من عائلاتهما الحضور فى اليوم التالى ثم أعقد جلسة نصح وأبين أن الطلاق أبغض الحلال إلى الله خاصة مع وجود أطفال وقد نجحت هذه المحاولات فى منع خراب بيوت كثيرة، خاصة أن الخلافات تكون لأسباب تافهة ويخرج المتخاصمان من عندى وهم يضحكان. يذكر أن هويدا بنت قرية (ساربو ) المولودة فى 1982 حاصلة على ليسانس دراسات إسلامية وعربية عام 2006 متزوجة وأم لأربعة أطفال هم: عبد الله ومحمد وإسماعيل وأحمد، وقد ذاعت شهرتها بين قرى المركز بعد أن وثقت 200 عقد زواج و15 حالة طلاق فى ثلاثة أعوام. شاهد الصورة: