بالقرب من سفح الجبل يوجد مدخل طويل مائل في أحد صخور وادي الملوك غرب الأقصر، يؤدي إلى مقبرة الملك سيتي الأول ثاني ملوك الأسرة التاسعة عشر، ويبلغ عمق المقبرة حوالي 30 مترا ويصل طولها إلى 136 متر وهي أضخم المقابر الفرعونية التي عثر عليها في الأقصر. جدران المقبرة التي تعود لأكثر من ثلاثة آلاف عام تحتفظ بنقوشها وألوانها الرائعة حيث تحمل رسوما للملك سيتي الأول وهو يتعبد للآلهة فضلا عن نقوش العديد من الكتب منها كتابي البوابات و العالم السفلي. يقول محمود فرح - مرشد سياحي - أن مقبرة سيتي الأول هي المقبرة رقم 17 في وادي الملوك، وعثر عليها عالم المصريات الشهير "جوفاني باتيستا بلزوني" في عام 1817م. يضيف فرح: تضم المقبرة 11 غرفة جميعها تحتفظ بنقوشها البارزة في حالة ممتازة، وتصور الموكب والنصوص الجنائزية، مشيرا إلى أنه من أبرز المشاهد الجنائزية التي تصورها المقبرة النقوش الخاصة بمراسم فتح الفم وهي واحدة من الطقوس الدينية الضرورية التي تصور مومياء المتوفي تتناول الطعام مما يدل على أن المتوفي بصحة جيدة في العالم الآخر. ويشير فرح إلى أن المقبرة يوجد بها ممر طويل لا يوجد مثله في أي من المقابر المكتشفة في وادي الملوك حيث يمتد أسفل سفح الجبل من داخل حجرة الدفن والتي عثر على التابوت الخاص بالملك بها. الدكتور مصطفى وزيري مدير عام آثار الأقصر يقول إن مقبرة "سيتي الأول" حققت جنبا إلي جنب مع مقبرة "نفرتاري" خلال أول 30 يوما من العمل بالنظام الجديد بسعر 1000 جنيه للتذكرة للمقبرة الواحدة، 1590 زيارة بأرباح تجاوزت المليون ونصف المليون جنيه. يشير "وزيري" إلى أن مقبرتي سيتي الأول ونفرتاري تم افتتاحهما في أوائل شهر نوفمبر الماضي وتم تخفيض تصريح قيمة التذكرة الواحدة Luxor Pass لكل مقبرة على حدة من 20 ألف جنيه إلى 1000 جنيها بخلاف بقية المواقع الأثرية بالمحافظة في محاولة لجذب السياحة الوافدة إلى مصر.
