كشف أثري ضخم من المتوقع أن يعلن عنه خلال الأيام القادمة بوادي الملوك. الكشف الذي يتكتم د.زاهي حواس تفاصيله سيكون في مقبرة "سيتي الأول" والد الملك "رمسيس الثاني"، بالبر الغربي، حيث اقتربت البعثة المصرية العاملة هناك من الوصول إلي نهاية السرداب الذي يصل طوله إلي أكثر من مائة متر تقريبا ويتوقع أن يكون عمال المقبرة القدماء قد أخفوا كنوز الملك "سيتي الأول" في نهاية هذا السرداب خوفا عليها من السرقة في العصور التالية. أهمية الكشف لن تكون فقط لاحتماليه العثور علي كنوز الملك؛ ولكن لأن هذه المقبرة تعد من أهم المقابر التي توضح تفاصيل العقيدة المصرية القديمة وهناك افتراض أن يكون المعروف من المقبرة حتي الآن مجرد مدخلها، وقد يضيف الكشف الجديد إضافات أكثر أهمية حول الفكر والدين في مصر الفرعونية. المقبرة الفريدة في تصاويرها لا تزال محتفظة بألوانها حتي الآن وتصور الملك متعبدا للآلهة التي تستقبله وترحب به، وبها أيضا أكبر عدد من الكتب الجنائزية والزخارف. ومن أبرز ما فيها السقف الذي يغطي العرش ويبين ما حظي به الإله "رع" من مكانة متميزة في العقيدة المصرية. وبعد بضع مئات من الأمتار ينتهي الدهليز الرئيسي إلي قاعة ذات أعمدة جميلة احتفظت جميع النقوش فيها بألوانها الزاهية، أعد في وسط هذه القاعة مكان منخفض لوضع تابوت الملك المصنوع من المرمر، وقد نُقل هذا التابوت إلي أحد متاحف لندن. ويغطي هذا الجزء من القاعة قُبة، تبدو كالسماء بلون أزرق قاتم معتم كالليل، وعليها أبراج الشمس المعروفة بشكل الحيوانات التي ترمز إلي تلك الأبراج. وهناك قاعة مُلحقة صُنعت حولها مقاعد من حجر. وكان الغرض منها تخزين الأثاث. وجدرانها مُغطاة بنقوش جميلة تُمثل الشمس في رحلتها إلي العالم الآخر. وتوجد أيضاً حجرتان نقشت جدرانها بنقوش دينية مازالت ألوان بعضها واضحة. أما عن يمين البهو فتوجد حجرة جانبية أخري نُقشت علي جدرانها قصة البعث. عثر علي هذه المقبرة في عام 1817م بواسطة جوفاني باتيستا بلزوني، وعمل فيها آخر أحفاد عائلة عبد الرسول، الذين استلهم شادي عبد السلام علاقتهم بالآثار في الفيلم الخالد " المومياء"، وهي المقبرة رقم 17 في وادي الملوك، يبلغ عمق المقبرة حوالي 30 مترا ويصل طولها إلي 136 متر، والمقبرة منحوتة كلها في الصخر. ومن المعروف أن "سيتي الأول"، هو أحد فراعنة الأسرة التاسعة عشرة، وهو ابن "رمسيس الأول" والملكة "سيت رع"، ووالد "رمسيس الثاني"، وقد تم العثور علي مومياء "سيتي الأول" في عام 1886 في خبيئة الدير البحري، ويعتقد أنه توفي دون الأربعين من العمر، ولم تعرف أسباب الوفاة علي الرغم من أن مومياءه وجدت مقطوعة الرأس، ولكن ربما يكون قد حدث ذلك بعد الوفاة بفعل لصوص المقابر.