وقال د. زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار ورئيس البعثة التي نجحت في كشف أسرار هذا السرداب إنه لأول مرة نجح في الوصول إلي 174.5م داخل الجبل وذلك من نهاية المقبرة والتي يصل عمقها إلي 98م. وأضاف أن البعثة بدأت عملها في نوفمبر 2007 وانتهي العمل هذا الأسبوع بعد أن وصلنا إلي نهاية السرداب. قامت البعثة بالحفر داخل السرداب كما تم تدعيم السقف بعروق معدنية لحماية الجبل من الانهيار، وتم أيضاً عمل أرضية خشبية بالإضافة إلي مسار قضبان لإمكان نقل الرديم والأحجار داخل عربات من السرداب. أوضح د. حواس أن البعثة عثرت في الداخل علي أواني فخارية وأوشابتي يرجع إلي الأسرة18 (1569-1315 ق.م) ، بالإضافة إلي خراطيش مكتوبة علي أحجار جيرية، كما عثر علي نموذج لمركب من الفيانس بالإضافة إلي ثلاثة سلالم عليها كتابات جرافيتي باللون الأحمر. وأضاف د. حواس أن هذه المنطقة وهي المائة متر وصل إليها الشيخ علي عبد الرسول وعماله عام 1960، وتم توقف العمل نتيجة لصعوبة تنفس العمال مشيراً إلي أن أسرار السرداب يتم كشفها بعد مسافة المائة متر حيث بدأت ظهور أول سلمة ووصل طولها إلي 2.6م، واستمر الحفر داخل السرداب حتي وصل عدد السلالم إلي 54 سلمة ولأول مرة نري أن السرداب بدأ يظهر بشكل يختلف عن المائة متر السابقة حيث إنه بدأ يظهر منحوتاً في الصخر وكأننا أمام مقبرة داخل مقبرة. ويستطرد د. حواس قائلاً : يظهر ممر آخر بطول حوالي 6م ومنحوت في الصخر وظهر أمام بوابة الممر نص باللغة المصرية القديمة بالخط الهيراطيقي المختصر عن الكتابة الهيروغليفية يقول "هنا أرفع العتب إلي أعلي ووسع عرض الممر" وهذه هي تعليمات مكتوبة من المهندس المعماري إلي العمال الذين يقومون بالحفر داخل السرداب. وأضاف د. زاهي حواس : دخلت إلي هذا المكان من أجل معرفة أسرار سرداب الملك "سيتي الأول" لأول مرة وقد وضح لي أن الحوائط كان مستوية وهناك علامات تركها الفنانون لعمل الرسومات علي الحوائط ولكنها لم تكتمل مشيرا الي أن المفاجأة الثانية كانت هي العثور علي بداية سلالم أخري وتم الحفر حتي وصلت إلي 37 سلمة وأتضح أن السلمة رقم 37 تم حفر نصفها فقط ولم تكتمل حتي تم العثور علي السدة التي تظهر نهاية السرداب المحفور في قلب الجبل. وحول هذا السرداب وما يمكنه أن يضيف من استنتاجات تاريخية وأثرية يري د. حواس أن الحفر وصل حتي الآن إلي 174.5م داخل الصخر ولأول مرة حتي نهاية السرداب ، ويضيف أن الملك "سيتي الأول" حكم 12 عاماً ولذلك قام العمال والفنانون بحفر ورسم نقوش المقبرة التي وصل عمقها داخل الصخر إلي 98م فقط ويبدو أنه قرر أن يكون هناك مقبرة داخل مقبرة في تصور جديد لشكل المقبرة في عصر الرعامسة وبدأ العمال في حفر 100م للتهوية ، وعندما وصل العمال للعمل داخل السلمة رقم 37 جاء إليهم النبأ الذي يشير إلي موت الملك. وتوقف العمل بالتالي ، وفي هذه اللحظة بدأ الملك "رمسيس الثاني" بدفن والده "سيتي" وبعد ذلك بدأ في عمل نفس الممر أيضاً داخل مقبرته بوادي الملوك ، وتقوم البعثة الآن بالعمل داخل مقبرة رمسيس الثاني ( 1304-1237 ق.م) لترميم حجرات المقبرة والبحث عن السرداب المماثل لسرداب والده. ومن المعروف أن سرداب سيتي الأول كشفه المغامر الإيطالي بلزوني في 16 أكتوبر 1817 وسار داخل السرداب لمسافة 100م ولم يترك لنا وصفاً للسرداب غير أنه دخل في رحلة شاقة ولم يتقدم أكثر من ذلك نظراً للكميات الضخمة من فضلات الوطاويط والرائحة الخانقة داخل السرداب وتهالك أحجاره.. وبعد ذلك جاء هيوارد كارتر بعمل ترميمات لمدخل السرداب وذلك خلال الفترة من 1903 - 1908. وحصل الشيخ علي عبد الرسول عام 1960 علي تصريح من مصلحة الآثار بالحفر داخل السرداب، و قام عماله بنقل الرديم من السرداب لمسافة 40م وقام بتدعيم السقف بدعامات خشبية واستطاع أن يصل إلي مسافة 136م داخل السرداب إلا أنه قد تتبع المسار الأصلي للسرداب بعد مسافة 80م.. وبدأ الحفر في سقف السرداب ثم عاد مرة أخري إلي المسار الأصلي بعد مسافة 110م، وعندما اختنق العمال توقف العمل خوفاً من انهيار المقبرة. علاء عبدالهادي