محافظ كفر الشيخ: مسار العائلة المقدسة يعكس عظمة التاريخ المصري وكنيسة العذراء تحتوي على مقتنيات نادرة    مقترح إسرائيلي مهين للإفراج عن مقاتلي حماس المحاصرين في أنفاق رفح    فانس يوضح الاستنتاجات الأمريكية من العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا    وسائل إعلام: منفذ الهجوم في واشنطن مواطن أفغاني    حجز سائق اغتصب سيدة داخل سيارة ميكروباص أعلى دائري السلام    تفاؤل وكلمات مثيرة عن الطموح، آخر فيديو للإعلامية هبة الزياد قبل رحيلها المفاجئ    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 27نوفمبر 2025 فى المنيا.....اعرف مواعيد صلاتك    زكريا أبوحرام يكتب: أسئلة مشروعة    رسميًا خلال أيام.... صرف معاشات شهر ديسمبر 2025    المصل واللقاح: فيروس الإنفلونزا هذا العام من بين الأسوأ    علامات تؤكد أن طفلك يشبع من الرضاعة الطبيعية    اجواء خريفية.....حاله الطقس المتوقعه اليوم الخميس 27نوفمبر 2025 فى المنيا    مشاركة تاريخية قادها السيسي| «النواب 2025».. المصريون يختارون «الديمقراطية»    أوركسترا النور والأمل يواصل البروفات في اليونان    أستاذة آثار يونانية: الأبواب والنوافذ في مقابر الإسكندرية جسر بين الأحياء والأجداد    إعلام أمريكي: مطلق النار على جنديي الحرس الوطني قرب البيت الأبيض أفغاني الجنسية    اليوم، قطع الكهرباء عن عدة مناطق في 3 محافظات لمدة 5 ساعات    إخماد حريق بمحل بشارع بمنطقة كليوباترا في الإسكندرية    ضعف المناعة: أسبابه وتأثيراته وكيفية التعامل معه بطرق فعّالة    الحماية من الإنفلونزا الموسمية وطرق الوقاية الفعّالة مع انتشار الفيروس    محامي ضحايا سيدز الدولية: البداية مع أم وجدت آثارًا على طفلها.. وصغار اكتشفوا متهمين آخرين    إعلام أمريكي: مطلق النار على جنديي الحرس الوطني مواطن أفغاني    حملات مكثفة لرفع المخلفات بالشوارع والتفتيش على تراخيص محال العلافة بالقصير والغردقة    عمر خيرت: أشكر الرئيس السيسي على اهتمامه بحالتي الصحية    دفاع البلوجر أم مكة: تم الإفراج عنها وهي في طريقها لبيتها وأسرتها    موعد أذان وصلاة الفجر اليوم الخميس 27نوفمبر2025.. ودعاء يستحب ترديده بعد ختم الصلاه.    مبابى يفشل فى تحطيم رقم محمد صلاح التاريخى.. فارق 30 ثانية فقط    مندوب سوريا يكشف عن دور قطر في التخلص من الأسلحة الكيميائية السورية    مدارس النيل: زودنا مدارسنا بإشراف وكاميرات مراقبة متطورة    برنامج ورش فنية وحرفية لشباب سيناء في الأسبوع الثقافي بالعريش    هل هناك جزء ثاني من مسلسل "كارثة طبيعية"؟.. مخرج العمل يجيب    عادل حقي: "بابا" أغنية عالمية تحولت إلى فولكلور.. والهضبة طلب مني المزمار والربابة    وفاء حامد: ديسمبر حافل بالنجاحات لمواليد السرطان رغم الضغوط والمسؤوليات    فيتينيا يقود باريس سان جيرمان لمهرجان أهداف أمام توتنهام    أتالانتا يضرب بقوة بثلاثية في شباك فرانكفورت    ارتفاع البتلو والكندوز، أسعار اللحوم اليوم الخميس في الأسواق    الرئيس السيسي: يجب إتمام انتخابات مجلس النواب بما يتماشى مع رغبة الشعب    مدير الFBI: حادث استهداف الحرس الوطني تهديد للأمن القومي وترامب على اطلاع كامل بالتفاصيل    4 أرقام كارثية تطارد ليفربول في ليلة السقوط المدوي بدوري الأبطال    ماذا قدمت منظومة التأمين الصحي الشامل خلال 6 سنوات؟    ضبط صاحب معرض سيارات لاتهامه بالاعتداء على فتاة من ذوي الهمم بطوخ    جيش الاحتلال يتجه لفرض قيود صارمة على استخدام الهواتف المحمولة لكبار الضباط    جمعيات الرفق بالحيوان: يوجد حملة ممنهجة ضد ملف حيوانات الشارع وضد العلاج الآمن    عبد الله جمال: أحمد عادل عبد المنعم بيشجعنى وبينصحنى.. والشناوى الأفضل    وكيل زراعة الغربية يتابع منظومة صرف الأسمدة ويؤكد: دعم المزارعين أولوية    أتلتيكو مدريد يقتنص فوزا قاتلا أمام إنتر ميلان في دوري الأبطال    بسبب المصري.. بيراميدز يُعدّل موعد مرانه الأساسي استعدادًا لمواجهة باور ديناموز    ريال مدريد يكتسح أولمبياكوس برباعية في دوري أبطال أوروبا    آرسنال يحسم قمة دوري الأبطال بثلاثية أمام بايرن ميونخ    مصر للطيران تطلق أولى رحلاتها المباشرة بين الإسكندرية وبني غازي    إعلان نتائج "المعرض المحلي للعلوم والهندسة ISEF Fayoum 2026"    رسائل الرئيس الأبرز، تفاصيل حضور السيسي اختبارات كشف الهيئة للمُتقدمين للالتحاق بالأكاديمية العسكرية    انقطاع المياه عن بعض قرى مركز ومدينة المنزلة بالدقهلية.. السبت المقبل    كلية الحقوق بجامعة أسيوط تنظم ورشة تدريبية بعنوان "مكافحة العنف ضد المرأة"    خالد الجندي: ثلاثة أرباع من في القبور بسبب الحسد    السكة الحديد: إنشاء خطوط جديدة كممرات لوجيستية تربط مناطق الإنتاج بالاستهلاك    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 26-10-2025 في محافظة الأقصر    دار الإفتاء تكشف.. ما يجوز وما يحرم في ملابس المتوفى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جامعات وهمية ودرجات علمية زائفة في مصر.. (تحقيق)
نشر في مصراوي يوم 06 - 04 - 2016


نور عبدالقادر وعلياء أبوشهبة:

الحصول على مؤهل دراسي أعلى من أجل الترقي في العمل أو حتى الحصول على فرصة عمل أو من أجل الوجاهة الاجتماعية، هو حلم يراود الكثيرين ويستعدون من أجله إلى بذل أي مجهود، لكن نظرا للوقت والتكلفة المرتفعة بالنسبة للبعض يتجه البعض للقيد في أكاديميات خاصة تمارس عملها من خلال جامعات حكومية حيث تقوم بتأجير مدرجاتها وهو ما يمنح المتقدمين للدراسة الثقة، ثم تأتي الصدمة بأن المؤهل الدراسي الذين حصلوا عليه غير معترف به في الجامعات المعلن عن إجازتها للدرجات العلمية.
لا يقتصر الأمر على ذلك ولكن يتم شراء درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعات مشبوهة تحترف بيع هذه الدرجات لراغبي التميز الاجتماعي الزائف، وهو ما رصده "مصراوي".
الاحتيال باسم جامعة عين شمس
في عام 2010 ناقش البرلمان طلب أحد النواب بمساءلة جامعة عين شمس ووزير التعليم العالي حول شهادتي الماجستير والدكتوراه في إدارة الأعمال التي تمنحهما جامعة عين شمس بالتعاون مع جامعة ويست بروك الأمريكية، حسبما روج مركز خدمات "ايم ويست بروك"، ولكن في حقيقة الأمر درجة غير حقيقية وغير معترف بها على خلاف ما هو معلن رسمياً من قبل الجامعة، حيث نفت جامعة ويست بروك وجود أي تعاقد بينها وبين جامعة عين شمس.
الغريب أن هذه الشهادات غير معترف بها من المجلس الأعلى للجامعات، ولا يمكن معادلتها بالشهادات العلمية المصرية، وحصلت الجامعة على 24 ألف جنيه من كل طالب راغب فى الحصول على الدرجة العلمية وعددهم 1232 طالبا بإجمالي 30 مليون جنيه مقابل شهادات وهمية.
"هاني أبو النجا"، محاسب بإحدى شركات البترول، كان واحدا من ضحايا شهادة الماجستير الوهمية، التي تقدم للحصول عليها وسدد المصروفات المطلوبة أملا في الترقي في عمله، حتى تفاجأ أن الشهادة غير معتمدة.
وقال إن جامعة عين شمس حين أعلنت عن فرصة للحصول على ماجستير من جامعة "ويست بروك" الأمريكية علم أنه سوف يحصل علي شهادتين واحدة من جامعة أمريكية معتمدة دوليا، ومعتمدة من جامعة عين شمس، ثم تبين أنها وهم، " كانت الكارنيهات التي حصلنا عليها بعضها مكتوب عليه اسم الجامعة الأمريكية والبعض الأخر مكتوب عليه اسم جامعة عين شمس وهو ما كان بداية للشك في مصداقية الجامعة".
وأوضح أن إدارة الجامعة ألزمتهم بدراسة مادتين إضافيتين للحصول على الماجستير المهني والدكتوراة المهنية من جامعة عين شمس.
هذا الماجستير تم الإعلان عنه فى عام 2008، أثناء رئاسة الدكتور أحمد زكى بدر لجامعة عين شمس، وهو وزير التنمية المحلية الحالي ووزير التربية والتعليم السابق في حكومة أحمد نظيف قبل ثورة يناير، وكان حوالى 1232 طالبا تقدموا للحصول على هذا الماجيستير وتراوحت قيمة ما دفعه كل طالب حوالى 22 ألف جنيه.
وثبت أن جامعة ويست بروك المعلن عن توقيع شراكه معها بعد البحث عنها عبر الانترنت ليس لها عنونا فى أمريكا واكتشفوا أنها مجرد معهد، وليست جامعة.
أكاديمية وهمية
"رانيا هاشم" أحد ضحايا درجة الماجستير في إدارة الأعمال التي أعلنت ومازالت أكاديمية النصر تعلن عن منحها معتمدة من الجامعات المصرية والأجنبية ووزارة التعليم العالي، قالت ل"مصراوي" إنها قرأت عن إعلان أكاديمية النصر للتدريب التي تتطلب الدراسة لمدة 3 فصول دراسية بعدها تحصل على الدرجة، وبالفعل أتمت الدراسة وحتى الآن لم تحصل على أي شهادة أو مؤهل دراسي.
رانيا واحدة من 1250 دارس التحقوا بالبرنامج الدراسي بهدف الحصول على درجة علمية بتكلفة أقل من الجامعات الحكومية والجامعة الأمريكية، وهي تعمل في مجال الموارد البشرية وحاصلة على ليسانس أداب قسم اللغة العبرية، وقالت: "من ضمن الأسباب التي دفعتني إلى اللجوء إلى أكاديمية النصر قبول دراستي لإدارة الأعمال بدون اشتراط التخرج من كلية التجارة؛ بخلاف الجامعات الحكومية، هذا بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الدراسة".
وقالت ل"مصراوي":" في بداية الدراسة أخبرونا أنها مؤسسة غير هادفة للربح معتمدة من وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة التعليم العالي، وهي منحه تكلفة الدراسة بسيطة بدأت بمبلغ 750 جنيها، وهو ما جذب الكثير من المهن، ومكان التدريب في كلا من العاشر من رمضان وميدان الساعة في مدينة نصر، مع تكرار التأكيد على الشراكة مع الجامعات الأجنبية".
في الفصل الدراسي الثاني لاحظ الدارسين أن المواد الدراسية ضعيفة وغير متعمقة، كما أنه لا يوجد معايير واضحة للتقييم، كما لوحظ أيضا تدني مستوى المدربين، وكلها عوامل خاصة بأساسيات العملية التعليمية بعيدا عن الشهادة.
بعد نهاية الفصول الدراسية الثلاثة تبين عدم وجود أي اعتمادات للمركز تقول رانيا هاشم:" بحثت عن جامعة اسمها "جاردن يورك" قال المسؤول عن الأكاديمية أنه حصل على اعتماد منها وتواصلت معهم لم يصلني أي رد، ثم طلبت من أصدقاء لي مقيمين في أمريكا التواصل مع الجامعة فتفاجأت أنه اسم وهمي ولا يوجد جامعة بنفس الاسم".
كانت الصدمة أكبر عندما توصل أحد الدارسين من العاملين في إحدى شركات تقديم خدمات الإنترنت إلى أن كلا من الموقع الخاص بالجامعة الوهمية وأكاديمية النصر للتدريب تم تأسيسهم من نفس جهاز الكومبيوتر وبنفس الرقم Id address.
بدأت رانيا هاشم في كتابة ما حدث لها على مواقع التواصل الاجتماعي لتحذير الدارسين، في الوقت الذي حاول فيه المسؤول عن الأكاديمية ترضية الدارسين بالحصول على شهادة من مركز صالح كامل وهو مركز تدريبي داخل جامعة الأزهر، ليس لديه قدرة على منح درجة الماجستير، لذلك سماه برنامج ماجستير في حين أنها شهادة ماجستير.
كما أعلن صاحب الأكاديمية عن توقيع برتوكول شراكه مع مركز التعليم المفتوح في جامعة عين شمس، والذي أعلن في يونيو 2014 عن فسخ برتوكول التعاون مع الأكاديمية، ثم وصلت المفاوضات إلى منح شهادتي ICDL و تويفل وكليهما لم يحصل عليه الدارسين، ثم وعد بالحصول على شهادة موثقه بختم من الأمانة العامة لجامعة الأزهر ولم يحدث ذلك، ثم طلب تسديد مبلغ 500 جنيها من أجل الحصول على شهادة غير معتمدة.
نفقات الدراسة غير قابلة للاسترجاع، وكانت في البداية 750 جنيها وأصبحت 2500 جنيها في 2016، هذا بخلاف وعود السفر المستمرة إلى أمريكا وماليزيا وتركيا لدراسة إدارة الأعمال، وهو ما كان يزيد من حماس الدارسين، وإجمالي النفقات الدراسية التي دفعتها رانيا هاشم 3500 بخلاف تضييع 3 سنوات من عمرها
تم تحرير 15 محضر ضد القائمين على أكاديمية النصر للتدريب، وسط تخاذل من الدارسين لعدم قناعتهم بحصولهم على حقهم.
تحذير الطلبة الجدد هو أكثر ما يشغل رانيا وزملائها.
MBA منحة ماجستير ادارة الاعمال مجانا معتمدة كبرى الجامعات المصرية و الاجنبية" هذا هو نص الإعلان الذي مازال الترويج له مستمرا على مواقع التواصل الاجتماعي".
بريق العمل في المدارس الدولية
منحة أخرى عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أعلن عن تقديمها من خلال التعاون مع جامعة عين شمس، وبها أرقام تليفون وبريد إلكتروني للاستفسار، وبالتواصل معهم وتلقي الوعود الذهبية بالسفر إلى لندن، ومقر الأكاديمية في المعادي وتقدم ماجستير التربية والذي يؤهل للعمل في المدارس الدولية وفقا لما ذكر الإعلان، وبسؤال المسؤول عن الأكاديمية لم يتم الوصول إلى أي تفاصيل واضحة عن الاعتمادات المتوفرة للدرجة العلمية المفترض منها، ولا الإجابة عن السؤال "ماذا عن درجة الدكتوراه بعد الحصول على الماجستير؟".
قائمة الجامعات الوهمية
في منتصف شهر يوليو الماضي نشرت وزارة التعليم العالي بيان رسمي يضم أسماء الكيانات العلمية الوهمية لتحذير طلاب الثانوية العامة من الالتحاق بها، والتى تم الكشف عنها بعد قيام وزارة التعليم العالى ب 27 ضبطية قضائية.
وجاءت الكيانات الوهمية كالتالي:
"الأكاديمية الدولية للنظم التعليمية بمنطقة الشيراتون بمصر الجديدة- الجامعة السويسرية بمدينة نصر- الأكاديمية الحديثة للعلوم المتطورة بالمهندسين- الأكاديمية الكندية الأوروبية- الشركة الأوروبية لتكنولوجيا المعلومات والدراسات المتطورة- المعهد الحديث لتكنولوجيا الحاسبات واللغات بالبدرشين- جامعة بورتو سموث "بمركز الشرق الأوسط"- جامعة كاليفورنيا ميرمار- المعهد العالي للدراسات التعاونية بالمنيرة- الأكاديمية البحرية التجارية المصرية بالإسكندرية- أكاديمية النصر بالعاشر من رمضان- أكاديمية المعرفة للتدريب والاستشارات- أكاديمية الشرق بالزقازيق- الأكاديمية الحديثة للعلوم المتطورة".
السويد تحذر من النصب باسمها
"استخدام أسماء الجامعات السويدية للاحتيال على الطلبة الأجانب" تحذير نشره الموقع الرسمي للسويد بالعربي، بعد تكرار وقائع قيام عددا من الجامعات والمدارس والمعاهد العليا الوهمية التي تستخدم أسماء الجامعات السويدية للنصب على الطلبة الأجانب. وهذه البرامج الدراسية الوهمية تعرض الدراسة برسوم أقل من الجامعات والمدارس الحقيقية، وذلك بهدف النصب والاحتيال على الطلبة الأجانب.
عصابة لتزوير الشهادات
وقائع بيع الشهادات المزيفة متعددة، ومنها واقعة حدثت في شهر يناير عام 2015 حين ألقت أجهزة البحث الجنائي القبض على معيدًا في جامعة القاهرة وبحوزته 16 ألف شهادة جامعية مزورة منها 1800 شهادة مزورة منسوبة إلى جامعة القاهرة، وتفيد بحصول مواطنين مصريين وعرب على درجات الماجستير في إدارة الأعمال والموارد البشرية وإعداد القادة، و5 آلاف شهادة مزورة منسوبة لجامعات "كامبريدج، نوتنجهام البريطانية الدولية، نيفادا الأمريكية" تفيد بحصول الدارسين على الدكتوراه في إدارة الأعمال، و10 آلاف شهادة خالية البيانات منسوبة إلى جامعة القاهرة ومعدة للتزوير.
وكشفت لتحقيقات الرسمية أن التزوير يتم مقابل مبلغ 30 دولارا عن كل شهادة مزورة، وبعد الانتهاء من عملية التزوير يقوم بتصديقها وإعداد صورة طبق الأصل عنها بالطريقة ذاتها ثم يرسلها إلى طالبها في أي دولة حول العالم.
شهادة "دليفري"
دون أن تغادر منزلك أو تضطر للدراسة سنوات، وتلقي عدد معين من ساعات الدراسة إلى جانب تحمل مشقة البحث والمذاكرة، يمكنك الحصول في صفقة واحدة على أكثر من شهادة دولية في مدة زمنية لا تتعد ساعتين، أما إذا أردت الحصول على شهادتين للماجستير والدكتوراه فيمكنك تحويل الأموال والتى تتراوح ما بين ألف دولار وربما تصل لقرابة 5 آلاف دولار لتحصل على أوراق علمية تقول إنك تخرجت من أعرق الجامعات والأكاديميات حول العالم، والأمر لن يكلفك سوى رسالة نصية قصيرة، وتحويل بنكي.
هذه السطور تلخص مأساة أخرى مرتبطة بالحصول على درجات علمية سواء الماجستير أو الدكتوراه ولكنها هذه المرة مرتبطة بعملية نصب مجرمة قانونا تتم برضاء الطرفين، وذلك للباحثين عن الوجاهة الاجتماعية الزائفة.
وذلك من خلال مؤسسات تدعي أنها دولية ومرخصه وحاصله على موافقة الجهات المعنية بدولتها، ولكنها في الحقيقة وهميه لا وجود لها في الواقع؛ وبعضها شركات أو مؤسسات تجارية غير مسموح لها في بلدانها بتقديم أية برامج أكاديمية.
فضيحة دولية
من أشهر الوقائع المنشورة حول شراء الدرجات العلمية تحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن قيام شركة تدعى (AXACT) عاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات، وهي تتخفى وراء ممارسة هذا النشاط، بينما هي في الواقع تقوم ببيع شهادات ثانوية وجامعية مزورة للطلاب حول العالم، ونشرت الجريدة أن موظفين الشركة قالوا أثناء التحقيق إنهم كانوا يبيعون جميع الشهادات فالثانوية مقابل 350 دولار، والدكتوراه مقابل 4 آلاف دولار، وأثبتت التحقيقات أنه في الفترة بين عامي 2011 و 2015 أصدرت الشركة شهادات جامعية ودبلومات تحمل اسم 350 جامعة وهميه غير موجودة في الواقع لأكثر من 200 ألف من سكان الشرق الأوسط.
إجراءات شراء شهادة
"مصراوي" خاض تجربة التواصل مع إحدى الجهات التي تعلن عن منح الدرجات العلمية، وتبدأ تفاصيل الإعلان عن إحدى الجامعات، وتشمل أنه في غضون 24 ساعة تستطيع الحصول على شهادة ماجستير أو دكتوراه من جامعة عالمية.
يتطلب الأمر مراسلة الجامعة عبر البريد الإلكتروني وتتبع خطوات الحصول على الشهادة ثم دفع الرسوم المطلوبة عبر بطاقة الائتمان.
قمنا بمراسلة العديد من مواقع تلك الجامعات وإحداها تدعى "universal degrees" وذلك عبر موقعها الإلكتروني
www.universaldegrees.com"، ويعرض الإجابة عن جميع الاستفسارات حول الشهادات التي تمنحها الجامعة، كذلك يتم معرفة خطوات الحصول عليها، وتدعي تلك الجامعة أنها تمنح شهادات بالتعاون مع جامعة تدعي "كوريلنز" "Collins" وأنها معترف بها من قبل فريق الاعتماد على الإنترنت للجامعات والكليات.
تمنح درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه والزمالة وأيضا دبلومة الثانوية.
شروط التقديم
وجاء رد مسؤول الموقع الإلكتروني أنه من أجل الحصول على درجة الماجستير خلال 24 ساعة من تاريخ تقديم الطلب، يشترط إرسال سيرة ذاتيه تتضمن الدرجة التى ترغب في الحصول عليها، ثم تأتي خطوة تحصيل الرسوم عبر كروت الائتمان.
"مصراوي" تواصل أيضا مع جامعة أخرى تدعى " MITx" وتعلن أن الالتحاق بها حلما يراود الألاف من الطلاب والطالبات، وتقدم شهادات دولية عبر الإنترنت.
تعلن الجامعة أيضا أنها تقدم مواد دولية تمكن الطالب من التعلم، وأنها تقدم خدماتها التعليمية منذ10 سنوات ضمن حزمة برمجية عبر الإنترنت وهيOpen Courseware، لأكثر من 100 مليون طالب حول العالم.
تقدم الدرجات العلمية في تخصصات عده منها علوم الذرة والهندسة وعلوم الطيران والفضاء وعلوم الهندسة المعمارية والأنظمة الهندسية وعلوم وفنون الإعلام وفنون المسرح والفن ولعلوم السياسية وغيرها من التخصصات، والحصول على درجة البكالوريوس يتم خلال فترة من 15إلى 20 يوم، وبرسوم لا تتعد 3 الاف دولار.
مكاتب وسيطة
المكاتب الدولية الوسيطة هي مكاتب تعلن عن قدرتها التواصل مع الجامعات الدولية لتكون وسيط بين الراغبين في الحصول على الدرجات العلمية والجامعات.
"مصراوي" تواصل مع مكتب يدعى "Studyhane" ويبدأ تواصله مع الطلاب من خلال موقعه الالكتروني تحت شعار "هل تريد أن تنضم لمجتمع الطلاب الدوليين ما عليك إلا أن تقدم معنا للدراسة في الخارج، ونقوم بالتسجيل لك في أكثر من 30 جامعة حول العالم".
وعبر موقعه الإلكتروني يعلن المكتب عن إنه وكيل لحوالي 6 جامعات تركيه و31 جامعة في أمريكا وكندا واستراليا وبريطانيا ونيوزيلندا.
وإذا كان المتقدم حاصل علي شهاده تعليم ثانوي يتيح المكتب التسجيل في جامعة تركية حكومية أو خاصه، وإذا كان المجموع مرتفع يمكن التسجيل في جامعة حكومية، وإذا كان منخفضا حتى لو 50% يمكن التسجيل في جامعة خاصة، إضافة إلى الحصول على خصم يصل إلى 25% على المصاريف السنوية.
خدمة شاملة للدارسين
ويعلن المكتب إنه وكيل لحوالي 6 جامعات تركية و31 جامعة في امريكا وكندا واستراليا وبريطانيا ونيوزيلندا، مؤكدا إنه لا يتقاضى اي مقابل من الطلاب ومجانا 100%، وأنه يقدم العديد من الخدمات الأخرى مثل الاستقبال من المطار وتأمين سكن، وتوفير مرافق لترجمة الأوراق وتوثيقها.
ومن ضمن الجامعات المعلن عنها، عبر المكتب الوسيط، جامعة كادرهاس التركية، ومكتوب أنها تمنح شهادة معترف بها من الإتحاد الأوروبي وتوفر الجامعة تدريب للطلاب لتأهيلهم إلى سوق العمل، وتوفر معامل مجهزه بأحدث التقنيات.
وكذلك جامعة "كمربورجاز" التركية بإجمالي مصروفات 6400 دولار فقط.
وعند السؤال عن الأوراق المطلوبة جاء الرد: "عليك توفير صورة لجواز السفر وصورة شهادة الثانوية، بالإضافة شهادة ميلاد وشهادة الثانوية وتحليل طبي، وجميعها لابد من التصديق عليها من الخارجية، بالإضافة إلى كشف حساب بنكي، ومدة الدراسة للبكالوريوس 4 سنوات والدكتوراه سنتين، وتكاليف الدراسة 4500 دولار للعام الواحد".
مسؤولية الأعلى للجامعات
الدكتور أشرف حاتم، أمين المجلس الأعلى للجامعات، أوضح ل"مصراوي" أنه طبقا لقانون تنظيم الجامعات رقم 47 لسنة 1972 فإن المجلس الأعلى للجامعات هو الجهة الوحيدة في جمهورية مصر العربية المنوط بها معادلة الدرجات العلمية (الليسانس- البكالوريوس – الدبلوم - الماجستير- الدكتوراه)، و التي تمنحها الجامعات والمؤسسات التعليمية غير الخاضعة لقانون تنظيم الجامعات المذكور.
أضاف أنه طبقا لقرارات المجلس الأعلى للجامعات لمعادلة الدرجات العلمية وفى حالة عدم انطباق الشروط على الدرجة الحاصل عليها الطالب تتم المعادلة من خلال معادلة شخصية بأن يتقدم الطالب بالأوراق والمستندات المطلوبة، ويتولى نخبة من الأساتذة المتخصصون النظر في المعادلة وتعرض على لجنة المعادلات ويصدر المجلس الأعلى للجامعات قرارا بذلك.
وأضاف دكتور أشرف حاتم: "على الطالب الرجوع إلى المجلس الأعلى للجامعات سواء من خلال مقره في جامعة القاهرة أو من خلال التواصل التليفوني عبر رقم 35697689 للتأكد من شرعية الجامعة التي سوف يلتحق بها، وعلى الطلاب عدم الانسياق خلف الكيانات الجامعية الوهمية".
وطالب حاتم أولياء الأمور والطلاب التأكد من وجود اسم الجامعة ضمن الجامعات المعتمدة، قبل تسديد المصروفات بدلا من الوقوع فريسة لمنشآت وهمية أو دولة تستقطب المصريين لأغراض سياسية، ومضيفا أن الجامعات المعتمدة متواجدة على الموقع الإلكترونى الخاص بالمجلس الأعلى للجامعات.
مسؤولية إدارة البعثات
الدكتور حسام الملاحي، رئيس إدارة البعثات بوازرة التعليم العالي، أشار إلي أن هناك منح تعليمية تقدمها الدولة بالمكاتب الثقافية والسفارات، وتلك المنح ترعاها الدولة وتقدم للطالب تسهيلات من خلال مكاتبنا بالخارج وترعاه ماديا واجتماعيا وتعليما، وتسعى لتأجيل التجنيد للطالب إذا تطلب الأمر ذلك.
وأضاف الملاحي قائلا ل"مصراوي": بالنسبة للراغبين فى التعاقد مع جامعات دون الرجوع لإدارة البعثات، فليس لنا صلة بهم ولا رعاية، لأنهم كان عليهم الرجوع للإدارة للتأكد من مدى مصداقية الدرجة العلمية التى يرغبوا فى الحصول عليها، وكذلك لمعرفة مدى مصداقية الجامعة التى يتوجهوا لها، حتى يتأكدوا من أن تلك الشهادات معادلة من المجلس الأعلى للجامعات، ولا يقعوا فريسة للنصب".
وأضاف رئيس إدارة البعثات في وزارة التعليم العالي،:" لدينا 57 ألف طالب في مرحلة الدكتوراه والماجستير يدرسون في الخارج و10 آلاف في مرحلة البكالوريوس، وهم يدرسون تحت رعاية الدولة وسفاراتنا بالخارج".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.