بعد ''الثلاثاء الأسود''.. كيف تستعد أوروبا لمواجهة الإرهاب

دوي انفجارات، أشلاء متناثرة، صراخ وعويل، دماء تُلطخ المقاعد وساحات الانتظار، عربات الإسعاف تنقل القتلى والمصابين، ومن نجوا بحيواتهم يحتضنون بعضهم البعض في حالة ذعر وكأنهم لا يصدقون نجاتهم تلك؛ مشهد مُرعب استفاقت عليه العاصمة البلجيكية بل والعالم أجمع أمس، عقب التفجيرات التي طالت مطار بروكسيل ومحطة مترو مايلبيك.
ثلاثة تفجيرات مُنظمة أعلنت "داعش" مسؤوليتها الكاملة عنها، بعد أن أودت بحياة 34 شخصًا، وتسببت في إصابة 198 آخرين ما بين مصابين وجرحى، الأمر الذي جعل العديد من حكومات الدول الأوربية تتخذ الإجراءات والتدابير اللازمة في محاولة لمواجهة هجمات الكيان الداعشي الذي أعلن أن بروكسيل ليست محطة تفجيراته الأخيرة، ليستشري الذعر في أوربا عقب "ثلاثاء أسود" يعمل الجميع على تفادي تكراره.
بلجيكا
في بلجيكا، وفور وقوع التفجيرات وسقوط الضحايا رفعت الحكومة حالة الطوارئ، والتأهب القصوى في البلاد من الدرجة الثالثة للرابعة، وناشد مركز الأزمات البلجيكي المواطنين السلطات والحكومة بأن يلزموا أماكنهم، ولا يقتربوا من أماكن الحادث مُطلقًا، حيث تم وقف وسائل المواصلات العامة ليتم افساح المجال لعربات الإسعاف وقوات الشرطة لنقل المصابين وتأمين المنطقة بعد أن سادت حالة من الفوضى والذعر.
وشكلت الحكومة البلجيكية مركز خدمة للعملاء للرد على أسئلة أسر الضحايا والمسافرين خصوصًا بعد وقف خطوط الطيران وإلغاء العديد من الرحلات لحين استقرار الأوضاع الأمنية.
تم إعلان حالة الحداد في البلاد لمدة ثلاثة أيام، وقام الملك فيليب وزوجته ماتيلدا بإخلاء القصر الملكي البلجيكي، وانضما اليوم لرئيس المفوضية الأوروبية، ورئيس وزراء فرنسا، ورئيس وزراء بلجيكا، ومفوضي الاتحاد الأوروبي في مبنى المفوضية لتأبين ضحايا تفجيرات بروكسل.
ألمانيا
قامت السلطات الألمانية بتعزيز الإجراءات الأمنية في مطاراتها وعلى رأسها مطار فرانكفورت، أحد أكبر مطارات أوروبا، كما انها كثفت التواجد الأمني في محطات القطار والحدود مع هولندا، فرنسا، وبلجيكا.
فرنسا
لم يختلف الوضع كثيرًا في فرنسا والتي قامت بتعزيز الإجراءات الأمنية وتكثيف التواجد الأمني في المطارات ومحطات القطار المختلفة في مختلف أنحاء البلاد، ودعت الخارجية الفرنسية رعاياها الموجودين ببلجيكا بالتزام أماكنهم والحد من تنقلاتهم في أماكن وقوع الانفجار.
أصدر الرئيس الفرنسي بيان رئاسي فور حدوث التفجيرات في بروكسيل يشير فيه إلى أن تلك الهجمات الإرهابية منظمة وممنهجة كالتي استهدفت باريس من قبل، كما شدد على دعم بلاده الكامل لبلجيكا التي تمر بأسواء أوضاعها منذ الأمس، وأكد أولاند أن أروبا بأكملها تخضع لحرب من الإرهاب ليس من المتوقع لها أن تنتهي قريبًا لذا يجب على جميع الدول الأوربية أن ترفع حالة التأهب القصوى وتتكاتف لمواجهة الإرهاب.
أما بالنسبة لحركة الطائرات والقطارات فقد أوضح مصدر ملاحي بمطار شارل ديجول الفرنسي، وهو واحدًا من أهم المطارات الفرنسية وأكبرها أن الأمن مُنتشرًا فى حالة تأهب في كل مباني المطار الثمانية وفي محطات القطار مع فرض رقابة على القطارات القادمة من بروكسل.
بريطانيا
دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لاجتماع عاجل للجنة الطوارئ الأمنية "كوبرا" عقب الهجمات الإرهابية على بروكسيل، واصفًا ما حدث بأنه "مروع ووحشي"، ومُشددًا على دعم بلاده الكامل لبلجيكا حتى تستطيع تجاوز الأزمة الحالية، مُضيفًا "نحتاج إلى أن نقف معا ضد هؤلاء الإرهابيين للتأكد من أنهم لن ينتصروا أبدا".
وناشدت الشرطة البريطانية البريطانيين الذين شهدوا الانفجارات أو لديهم صورا أو تسجيلات مصورة للحوادث بالتقدم للمساعدة في سير التحقيقات، و نصحت الخارجية البريطانية رعاياها فى بلجيكا بتجنب الوجود فى المناطق المزدحمة.
فيما ذكر تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) أنه تم تشديد الإجراءات الأمنية، وتكثيف التواجد الأمني في العديد من المطارات الحيوية ببريطانيا تَحسُبًا لوقوع هجمات مماثلة.
يُذكر أن قادة دول الإتحاد الأوروبي قد أصدروا بيانًا مشتركًا اليوم بشأن تفجيرات بروكسيل يشيرون فيه إلى أن ما حدث هو "هجوم على المجتمع الأوربي الديموقراطي المنفتح" وأن هذا الهجوم لن يصب إلا في مصلحة الدول الأوربية التى ستعمل على الدفاع عن قيمها بالحزم في الحرب ضد الكراهية، العنف، والإرهاب.