ارتفع عدد ضحايا التفجيرات الإرهابية التي شهدتها العاصمة البلجيكية بروكسل، صباح اليوم، إلى 35 قتيلا و135 مصابا. وشهدت بروكسل، صباح اليوم الثلاثاء، عدة تفجيرات متزامنة، أدت إلى وقوع عدد من الضحايا، ففي المطار وقع تفجيران سبقهما إطلاق نار في صالة المغادرة، وبعدها وقع انفجار وسط العاصمة بمحطة مترو مالبيك بالقرب من مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وذكرت قناة "سكاي نيوز" في لندن أن الانفجارين وقعا في صالة المغادرة بالمطار، وأشارت إلى تقارير أفادت بأنهما وقعا قرب مكتب خطوط طيران "أمريكان أيرلاينز". وقال التلفزيون البلجيكي إنه تم العثور على ثلاثة أحزمة ناسفة في المطار. وأعلنت بلجيكا- على ضوء التفجير- رفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى في جميع أنحاء البلاد وإعلان حالة الطورائ، وأغلقت جميع محطات المترو، وعلقت حركة السكك الحديد إلى المطار. وقالت وسائل إعلام بلجيكية، إن الانفجارات أدت إلى سقوط 35 قتيلا و135 مصابا. وغيرت جميع الطائرات التي كانت في طريقها لمطار بروكسل مسارها وهبطت في دول أخرى. وأعلنت وسائل إعلام بلجيكية مقتل 15 شخصا وإصابة 55 آخرين في تفجير محطة "مترو مايلبيك" في بروكسل. وأغلقت الحكومة البلجيكية المدارس والجامعات والمؤسسات العامة في العاصمة بروكسل، وطالبت سكان العاصمة بالبقاء في منازلهم، عقب تعرض العاصمة لسلسلة من الهجمات الإرهابية. وطالبت الحكومة سكان العاصمة بعدم التحرك من أماكنهم، قائلة- في بيان نشرته وسائل الإعلام- "ابقوا حيث أنتم، ولا داعي لاستخدام خطوط الهواتف المحمولة، للسماح للمصابين بالاتصال بمراكز الإسعاف والمستشفيات". وتوقعت القناة "الفلمنكية" الأولى- في نشرتها الاستثنائية- احتمال توقيف شبكة الهواتف المحمولة في بروكسل لأسباب أمنية. وأخلت السلطات القصر الملكي في قلب العاصمة بروكسل، وأفادت وسائل الإعلام أن الملك فيليب والملكة ماتيلد في حالة صدمة، لكن التقارير لم تذكر ما إذا كانا متواجدين في القصر أم لا. "داعش" يتبنى التفجيرات وقد أعلن تنظيم داعش الإرهابي، اليوم الثلاثاء، مسؤوليته عن التفجيرات التي هزت العاصمة البلجيكية بروكسل. وذكرت وكالة "رويترز" أن التنظيم نشر على مواقع التواصل الاجتماعي أن التفجيرات المتفرقة التي هزت أرجاء العاصمة البلجيكية نفذها التنظيم، مؤكدا أنها حققت أهدافها بنجاح. تحذيرات مسبقة من جانبها، كشفت المنظمة البلجيكية الدولية لحقوق الإنسان والتنمية، ومقرها بروكسل، الثلاثاء، أنها حذرت الحكومة البلجيكية من نشاطات إرهابية تنفذها ميليشيات تهدد مملكة بلجيكا، لافتة إلى أنها توصلت إلى "حقائق" تفيد بوجود "إرهابيين" بين صفوف اللاجئين، يتبعون ميليشيات معروفة في العراق وسوريا. واعتبرت مديرة برنامج الشرق الأوسط بالمنظمة البلجيكية "بافو منار" أن ما حدث في بروكسل أليم جدا، فيما طالبت الأحزاب المتطرفة بقصف بعض الأحياء العربية وإبادتها بالصواريخ، وتحديدا حي مولينبيك". يشار إلى أن حي "مولينبيك" اعتقل فيه صلاح عبد السلام وأربعة آخرون من مدبري اعتداءات باريس، والحي نفسه خرج منه قبل عشر سنوات عبد الستار دحمان، قاتل شاه مسعود بأفغانستان، وهو حي يمثله خليط من المهاجرين والبلجيكيين. وأضافت مديرة برنامج الشرق الأوسط بالمنظمة "نحن كمؤسسة بلجيكية ومواطنين بلجيكيين، منذ العام الماضي خاطبنا الحكومة، وبينا أن لدينا قوائم بأسماء مجرمين وميليشيات دخلوا بلجيكا بصفة لاجئين"، لافتة إلى أن "هذا جرى تحديدا بعد اعتداءات باريس، التي كان من ضمن منفذيها مواطنون بلجيكيون". وأشارت "منار" إلى أن منظمتها خاطبت الحكومة البلجيكية بناء على معلومات ومعطيات موجودة لديهم، موضحة "لأننا كمؤسسة نعمل مع اللاجئين، وكذلك نعمل في مناطق الصراع بالشرق الأوسط". وأضافت "من خلال تعاملنا، اكتشفنا أن هناك ميليشيات إرهابية وأشخاصا متدربين على السلاح والإجرام في بلدانهم الأم، دخلوا بلجيكا كلاجئين، وتم تحديد أسمائهم، وحصلنا على الوثائق التي تؤكد ذلك". "منار" أبدت استياءها من "الروتين" الذي يؤخر اتخاذ الإجراءات بصورة سريعة، "حتى وإن تعلق الأمر بالأمن، هذا ما جرى.. لقد خاطبنا الشرطة الفيدرالية حينها، وكان تجاوبها ضعيف جدا". طوارئ بمطارات أوروبا ورفعت عدة دول أوروبية حالة التأهب القصوى في مطاراتها، بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت، صباح اليوم الثلاثاء، بالعاصمة البلجيكية، حيث شهدت مطارات فرنسا وألمانيا وهولندا وإنجلترا إجراءات أمنية مشددة؛ تحسبا لانتقال أعمال العنف إلى أراضيها. ففي لندن فرضت إجراءات احترازية في مطار غاتويك، وأكد متحدث باسم المطار أن "أمن المسافرين والعاملين في مطار غاتويك هو الأولوية الأهم للمطار، ونتيجة للحوادث الرهيبة في بروكسل، قمنا بتعزيز الإجراءات الأمنية والدوريات في المطار". وذكرت مصادر بريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يستعد لعقد اجتماع أزمة حول الانفجارات، في وقت لاحق قبل الظهر، كما كتب على تويتر. وفرضت سلطات الأمن الألمانية إجراءات مشددة في مطار فرانكفورت، أحد أكبر مطارات أوروبا، حسب ما أعلنت الشرطة الفيدرالية الألمانية، وقالت متحدثة باسم الشرطة: "بالنسبة للمطارات الألمانية الأخرى، لا يمكنني الإدلاء بأي تصريح، حيث إننا في مرحلة التقييم”. كما اتخذت هولندا تدابير أمنية مشددة في مطاراتها، كما عززت إجراءات المراقبة على حدودها مع بلجيكا، بحسب ما أفادت به الأجهزة الهولندية لمكافحة الإرهاب الثلاثاء. وقالت الأجهزة- على موقعها الإلكتروني- "نتخذ هذه التدابير الإضافية من باب الحيطة، وهذا يعني دوريات إضافية للدرك في مطار شيبول وفي روتردام وأندهوفر، ومراقبة معززة على الحدود الجنوبية". وأعلن مسئول فرنسي أنه تم "تعزيز الإجراءات الأمنية في مطار رواسي شارل ديغول في باريس بعد الانفجارات التي هزت مطار بروكسل ومحطة مترو صباح الثلاثاء". وقال المصدر، "يتم تطبيق إجراءات الوقاية والأمن في كل مباني المطار الثمانية وفي المحطتين، مع فرض رقابة على القطارات القادمة من بروكسل، وتعبئة فرق رصد العبوات بواسطة الكلاب المدربة"، وفقا لوكالة فرانس برس.