الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
سقوط إمبراطورية المال السياسي تحت فرمان الرئيس السيسي
8 مليارات جنيه إيرادات.. ماذا حققت السكة الحديد في 2025؟
ماكرون: روسيا لا تسعى للسلام ويتعين إجبارها على إنهاء الحرب
نائبة أوكرانية: مقترحات السلام الحالية غير واقعية وروسيا تسعى للسيطرة وإذلال الشعب الأوكراني
الرئيس الإسرائيلي يحسم موقفه من طلب ترامب العفو عن نتنياهو
كأس العرب| شوط أول سلبي بين السودان والعراق
كين يقود بايرن لاكتساح شتوتجارت في الدوري الألماني
عاكس صديقة شقيقته.. طالب يتنقم من زميله فى دار السلام بتمزيق جسده
ب 10 جنيهات، هشام الجخ يكشف بداياته من حفلات "الأندر جراوند" إلى القمة
خالد محمود يكتب: أفضل أفلام 2025
محافظ الأقصر والسفيرة الأمريكية يفتتحان «الركن الأمريكي» بمكتبة مصر العامة
أصالة تكشف حقيقة انفصالها
صحة المنوفية تتفقد 3 مستشفيات بمنوف لضمان انضباط الخدمة الطبية
الفريق أحمد خليفة يلتقى رئيس أركان القوات المسلحة القطرية
بدء فرز الأصوات على جدول أعمال عمومية المحامين لزيادة المعاشات
اسكواش – تأهل عسل ويوسف ونور لنهائي بطولة هونج كونج المفتوحة
عمر مرموش يشارك فى مباراة مان سيتي ضد سندرلاند قبل 20 دقيقة من النهاية
بيطري الشرقية: استدعاء لجنة من إدارة المحميات الطبيعية بأسوان لاستخراج تماسيح قرية الزوامل
الإعدام لمتهم والمؤبد ل2 آخرين بقضية جبهة النصرة الثانية
مان سيتي ضد سندرلاند.. السيتزنز يحسم الشوط الأول بثنائية دفاعية.. فيديو
هيئة الكتاب تهدي 1000 نسخة من إصداراتها لقصر ثقافة العريش دعمًا للثقافة في شمال سيناء
لليوم السادس التموين تواصل صرف مقررات ديسمبر حتى 8 مساء
العثور على فتاة متغيبة بالشرقية بعد تداول منشورات عن اختفائها
ضبط عاطل اعتدى على شقيقته بالمرج
الحبس شهر وغرامة 20 ألف جنيه لمساعدة الفنانة هالة صدقي بتهمة السب والقذف
الاتصالات: 22 وحدة تقدم خدمات التشخيص عن بُعد بمستشفى الصدر في المنصورة
نظام «ACI».. آلية متطورة تُسهل التجارة ولا تُطبق على الطرود البريدية أقل من 50 كجم
إطلاق الشهادة المرورية الإلكترونية رسميًا.. خطوة جديدة نحو «مرور بلا أوراق»
عمرو عابد يكشف سر عدم تعاونه مع أبطال «أوقات فراغ»
عاجل- رئيس الوزراء القطري: مفاوضات السلام في غزة تمر بمرحلة حرجة
هذا هو موعد عرض فيلم الملحد في دور العرض السينمائي
"الشرع": سوريا تعيش حاليًا في أفضل ظروفها منذ سنوات.. وإسرائيل تصدّر الأزمات إلى الدول الأخرى
حل أزمة عجز المدرسين.. كيف تمت معالجة أحد أكبر تحديات التعليم؟
لماذا يزداد جفاف العين في الشتاء؟ ونصائح للتعامل معه
مفتي الجمهورية: التفاف الأُسر حول «دولة التلاوة» يؤكد عدم انعزال القرآن عن حياة المصريين
موعد مباراة أتلتيكو مدريد ضد أتلتيك بلباو والقناة الناقلة
مواعيد مباريات دوري كرة السلة على الكراسي المتحركة
احذر.. الإفراط في فيتامين C قد يصيبك بحصى الكلى
المرحلة النهائية للمبادرة الرئاسية «تحالف وتنمية»: قبول مبدئي ل9 تحالفات استعدادًا لتوقيع البروتوكولات التنفيذية
15 ديسمبر.. آخر موعد للتقدم لمسابقة "فنون ضد العنف" بجامعة بنها
الشرع: إسرائيل قابلت سوريا بعنف شديد وشنت عليها أكثر من ألف غارة ونفذت 400 توغل في أراضيها
وزير الصحة يشهد انطلاق المسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها ال32
الإعلان التشويقى لفيلم "القصص" قبل عرضه فى مهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى
فيلم السلم والثعبان.. لعب عيال يحصد 65 مليون جنيه خلال 24 يوم عرض
الزراعة توزع أكثر من 400 "فراطة ذرة" مُعاد تأهيلها كمنح لصغار المزارعين
مواقيت الصلاه اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى المنيا..... اعرف صلاتك بدقه
حارس بتروجت: تتويج بيراميدز بإفريقيا "مفاجأة كبيرة".. ودوري الموسم الحالي "الأقوى" تاريخيا
وزير الأوقاف يعلن عن أسماء 72 دولة مشاركة في مسابقة القرآن الكريم
تحليل فيروسات B وC وHIV لمتعاطي المخدرات بالحقن ضمن خدمات علاج الإدمان المجانية في السويس
السيسي: سنعمل على تذليل أي عقبات لضمان نجاح مشروع المدارس اليابانية بمصر
السيسي يوجه بمحاسبة عاجلة تجاه أي انفلات أخلاقي بالمدارس
اندلاع حريق ضخم يلتهم محتويات مصنع مراتب بقرية العزيزية في البدرشين
محافظ الشرقية يتابع الموقف التنفيذي لسير أعمال إنشاء مجمع مواقف مدينه منيا القمح
وزير الأوقاف: مصر قبلة التلاوة والمسابقة العالمية للقرآن تعكس ريادتها الدولية
الصحة: فحص أكثر من 7 ملابين طالب بمبادرة الكشف الأنيميا والسمنة والتقزم
الصحة: توقعات بوصول نسبة كبار السن من السكان ل 10.6% بحلول 2050
منتخب مصر المشارك في كأس العرب يواجه الإمارات اليوم بحثا عن الانتصار الأول
منافس مصر - مدافع نيوزيلندا: مراقبة صلاح تحد رائع لي ومتحمس لمواجهته
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
ننشر كلمة شيخ الأزهر في حفل المولد النبوي الشريف
عبد الرحمن أحمد
نشر في
مصراوي
يوم 22 - 12 - 2015
ينشر مصراوي، كلمة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، في الحفل الذي أقامته وزارة الأوقاف اليوم، بمناسبة المولد النبوي الشريف.
وقال الطيب:"بدايةِ كَلمتي يُسعدني أن أتقدَّمَ إليكم -سيادةَ الرَّئيسِ! - ولشعبِ مصرَ، والأُمَّتينِ: العربيَّةِ والإسلاميَّةِ: شُعوبًا وحُكَّامًا، بأَطيبِ التَّهاني بحُلولِ ذِكرَى مَولِدِ خَيرِ النَّاسِ وأَعظَمِهم، وأَرحَمِهم وأَنبَلِهم، سَيِّدِنا محمَّدٍ صَلواتُ اللهِ وسَلامُه عليه، وعلى إِخوانِه منَ الأنبياءِ والمرسلينَ.
وأضاف "يَسُرُّني أن أَتقدَّمَ لإخوتِنا المسيحيِّينَ في مصرَ والعالَمِ كُلِّهِ: شَرقِهِ وغَربِهِ،بِأطيَبِ التَّهَانِي بذِكرى ميلادِ نَبيِّ المحبَّةِ والمودَّةِ والسَّلامِ، سيِّدِنا عيسى بنِ مَريمَ،سلامُ اللهِ وتَحيَّاتُه عليه، يَومَ وُلِدَ، ويَومَ يَموتُ، ويَومَ يُبعَثُ حَيًّا".
و تابع "إنَّ لَمِن بَشائرِ الخَيرِ، وعَلائمِ اليُمنِ وأَماراتِ الفَأْلِ الحَسَنِ: أَن نُوَدِّعَ عامَنا هذا، ونَستقبِلَ بعدَ أيَّامٍ مَعدوداتٍ، عامَنا الجديدَ في ظِلالِ هاتينِ المناسَبتينِ الكَريمتينِ، وما تَبعَثانِهِ في نُفوسِ المسلمينَ والمسيحيينَ مِن نَفَحاتِ الأَملِ في عامٍ جديدٍ، وغَدٍ مُشرِقٍ، حافِلٍ -بإذنِ اللهِ-بالإخاءِ، والوَلاءِ للوطنِ، وبَذلِ المزيدِ منَ الجُهدِ والعملِ والعَرَقِ، لترسيخ الاستقرارِ، وتَحقيقِ الخيرِ والنَّماءِ والتَّقَدُّمِ، والوُقوفِ في مواجَهَةِ الإرهابِ وجماعاتِ العُدوانِ المسَلَّحِ على البِلادِ والعِبادِ.
وتابع "أَيُّها الحَفلُ الكريمُ!...يَصعُبُ كَثيرًا،بل يَستَحيلُ،على المتَأمِّلِ في تاريخِ نَبيِّ الإسلامِ أن يُلِمَّ بسيرتِهِ العَطِرَةِ في جِلسَةٍ، أو مُحاضَرَةٍ واحدةٍ، أو يَعرِضَ لجانِبٍ واحدٍ من جَوانبِ عَظَمَتِه الإنسانيَّةِ والنَّبويَّةِ؛ وذلكَ لأنَّ حياةَ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم هي صورةٌ مُجَسَّدَةٌ للإنسانِ الكاملِ، والشَّخصيَّةِ العظيمةِ، في شَتَّى وُجوهِها وجَميعِ أَنحائِها، إذ تَفَرَّدَ تاريخُهصلى الله عليه وسلم بأنْ سُجِّلَ في كُتبِ التَّاريخِ والسِّيَرِ تَسجيلًا دَقيقًا، حتَّى لم تعُدْ تخفَى علينا خافيةٌ في طفولتِه أو شبابِه أو شمائلِه الخِلْقيةِ وصفاته الخُلُقيةِ، وأكادُ أقولُ: بل وكلّ حركَاتِه وسكناتِه، كلُّ ذلك سطره المؤرِّخون في أكثرَ مِن مائةِ بابٍ مِن أبوابِ السِّيرةِ والتاريخِ، سرَدُوا فيها أحوالَه، وأحصَوْا فيها أنماطَ سلوكِه وتصرُّفاتِه في العاداتِ والمعاملاتِ والعباداتِ، وهذا أمرٌ لم نعهَدْه في تاريخِ عظيمٍ مِن العظماءِ غيرِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
وأردف "قد كانَتْ هذه العظمةُ الواسعةُ، في هذه الشَّخصيةِ الواسعةِ، مصدرَ نورٍ وهدايةٍ للحَيارَى والتَّائهينَ، ومنبعَ قدوةٍ وأُسوةٍ لكلِّ مُستشرِفٍ لمعنًى من معاني الحقِّ والخيرِ والجمالِ".
و تابع "لقد جسَّدَتِ الذاتُ المحمَّديةُ «الأُسوةَ الصالحةَ والمنهجَ الأعلى للحياةِ الإنسانيةِ في جميعِ أطوارِها؛ لأنَّها جمَعَت بينَ الأخلاقِ العاليةِ، والعاداتِ الحسنةِ، والعواطفِ النَّبيلةِ المعتدلةِ، والنَّوازعِ العظيمةِ القويمةِ».
وأوضح الإمام أن الغنيُّ الثَّريُّ لا يَعدَمُ الأُسوةَ بمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وهو يروحُ ويغدُو بقوافلِ التِّجارةِ بينَ الحجازِ والشامِ، والفقيرُ المُعدِمُ لا تفوتُه الأُسوةُ بهصلى الله عليه وسلم بعد أن صدَعَ بأمرِ اللهِ وحَمَلَ رسالةَ الدِّينِ، وتخفَّفَ مِنَ الدُّنيا، حتَّى صحَّ مِن سيرتِهصلى الله عليه وسلمأنَّه خَرَجَ مِن الدنيا ولم يشبَعْ مِن خُبزِ الشَّعيرِ، وكذلكَ يتأسى به القائد منصرًا كان أو منهزمًا، وكذلكَ التاجرُ والعاملُ، وقُلْ مثلَ ذلك في المعلِّمِ والمتعلِّمِ والصَّغيرِ والشَّابِّ والكبيرِ والأبِ والزَّوجِ والصَّديقِ، واليتيمِ والمتألِّمِ والمهمومِ والمحزونِ والصَّحيحِ والمريضِ وغيرِهم.
وأوضح أن كلُّ هؤلاءِ وأمثالُهم يجِدونَ في سيرتِه صلى الله عليه وسلمالقُدوةَ والأُسوةَ، أو التَّسليةَ والعَزاءَ، ويرونَ في شخصِه العظيمِ الأُنموذجَ والمثالَ.
وأوضح أنه لا عجبَ في ذلكَ بعدَ أن اختارَه اللهُ مجمعَ الكمالاتِ الإنسانيةِ،والحقائقِ الإيمانيةِ، وقالَ فيه:﴿مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾{النساء: 80}، وقال: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾{آل عمران: 31}، بل قال ما هو أبعدُ مِن ذلك: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾{الفتح: 10}.
و تابع "اليومَ، ونحنُ نَحتَفِلُ بمولِدِ هذا الرسولِ الكريمِ؛ نشعُرُ بأننا في أمَسِّ الحاجَةِ إلى تجديدِ حياتِنا في شَتَّى مَناحِيها: الشخصيَّةِ والاجتماعيَّةِ والإنسانيَّةِ، على هَدْيٍ مِن الأخلاقِ المحمديَّةِ، وأَن نلتَمِسَ في رياضِها عِلاجًا للأَزَماتِ التي تمرُّ بها أمتُنا العربيَّةُ والإسلاميَّةُ، وبَدَتْ سُحُبُها السَّوْداءُ تتجمَّعُ في الآفاقِ، وتُنذِرُ بأَوْخَم ِالعواقِبِ".
وأوضح أنه لا يَصلُحُ آخِرُ هذه الأمَّةِ إلا بما صَلَحَ به أولُها، وأولُ ما صَلَحَ به أمرُ الأمَّةِ هو تأسيسُ وَحدتِها على أساسٍ مِن الأُخوَّةِ الدينيةِ والوطنيةِ، كما هو مَسطورٌ في وثيقةِ
المدينةِ
المنوَّرةِ ودُستورِها.
و أردف "نحن نَعلَمُ أنَّ صاحِبَ هذه الذِّكرَى قد بُعِثَ في أمَّةٍ وثنيةٍ ممزقة ومُتفرِّقةٍ؛ أمةٌ مُمزقة في عقائدها، حيث اتخذَتْ كلُّ قبيلةٍ منها وَثَنًا خاصًّا تعبُدُه وتتميَّزُ به عن القبائلِ الأخرى، وأمةٌ مُتفرِّقةٌ في نِظامِها الاجتماعيِّ إلى طبقاتٍ تنظُرُ كلٌّ منها إلى الأخرى نظرةَ استعلاءٍ ممزوجٍ بالعَداءِ، وكذلك كانت مُتفرِّقةً في أمرِ حكمها ونظامِها، حيثُ لا حُكومةَ ولا قانونَ، بل عَصَبيَّةٌ قَبَليَّةٌ لا مَكانَ فيها لأُخُوَّةٍ في وطنٍ أو عَقيدةٍ أو عَيْشٍ مُشترَكٍ، اللهُمَّ إلا أُخوَّةَ القبيلةِ، وعقيدةَ الدَّمِ، ومَنطِقَ السَّطْوِ والغَلَبةِ.
وأشار إلي أن هذه الأمَّةُ التائهةُ تحوَّلَتْ على يدِ رسولِ اللهِصلى الله عليه وسلم وأصحابِه بعدَ هِجرتِه للمدينةِ إلى مجتمعٍ مثاليٍّ يقتربُ مِن الجمهورياتِ المثاليَّةِ والمدنِ الفاضِلةِ التي داعَبَتْ أحلامَ الفلاسفةِ وأَخْيِلَتَهم، ومِن العجيبِ أن يَتِمَّ هذا التحوُّلُ مِنَ النَّقيضِ إلى النَّقيضِ في فترةٍ زمنيَّةٍ لم تَزِدْ على عَشْرِ سنينَ! ولم يمرَّ على هذه الأمَّةِ الوليدةِ تسعون عامًا حتى رفرفَتْ أعلامُها بالعدلِ والخيرِ والسلامِ على أقطارِ العالَمِ آنذاكَ مِن الأندلس غربًا إلى
الصين
شرقًا.
واليومَ، وبعدَ أن ضَعُفَتْ فيما بيننا أواصِرُ الوَحدةِ، وتقطَّعَتْ وشائِجُ الأُخوَّةِ في الدِّينِ وفي العُروبةِ، واستحكَمَتْ نَزَعاتُ العَصَبيَّةِ بين مَذاهِبَ وطوائفَ، طالما تآخَتْ على مَدَى أكثرَ مِن أربعةَ عَشَرَ قرنًا مِن الزمانِ، واستقرَّتْ على التفاهُمِ والتسامُحِ والاحترامِ المتبادَلِ، وبعد أن تنازَعْنا وصار بأسُنا بيننا، واستحَرَّ القتلُ على المذهبِ والطائفةِ والعِرْقِ؛ ليس أمامَنا -بعدَ كلِّ ذلكَ- إلَّا أن نَستَلْهِمَ سِيرةَ صاحِبِ الذِّكرى وهَدْيَه في القضاءِ على العَصَبيَّاتِ والتحزُّباتِ، والخروجِ مِن هذا المأزِقِ الذي لا ندري هل دَخَلْناهُ مُختارِينَ أو مجبورينَ، وبوَعْيٍ أو بدونِ وَعْيٍ؛ وذلكَ حتى لا يتحقَّقَ فينا الوعيد الإلهيُّ، في قولِه تعالى: ﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾{الأنفال: 46}.
وقولهِصلى الله عليه وسلمفي الحديثِ الشَّريفِ: «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا» قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ، تُنْتَزَعُ الْمَهَابَةُ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ، وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ». قَالَ: قُلْنَا: وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ».
وانظُرُوا حَضَراتُكُم إلى هَذا التَّصويرِ النَّبويِّ الَّذي يَنطَبِقُ تَمامَ الانطِباقِ على أوضَاعِنا الرَّاهنةِ اليَومَ، فهُناكَ قَصعَةٌ فِيهَا طَعامٌ شَهيٌّ، وهُناكَ جائِعونَ مُتربِّصونَ بهذهِ القَصعَةِ، يَدعُو بَعضُهُم بَعضًا للانقِضَاضِ عليها واقتِسَامِهَا فِيمَا بَينَهُم. ولَو أنَّكَ تَرجَمتَ قَصعَةَ الطَّعامِ في الحديث الشريف بثَرَواتِ العربِ والمسلمينَ المادِّيةِ والفِكريَّةِ والبشريَّةِ لانطَبَقَت الصُّورةُ على واقِعِنا الآنَ تَمامَ الانطِبَاقِ.
نَعَم! لَيسَ أمَامَنَا الآنَ إلَّا أَنْ نَقِفَ إلى جِوارِ دَعَواتِ الوَحْدَةِ والاتحادِ والتَّحالُفِ، وإلا أَنْ نَدعَمَها ونُؤازِرَها، فَهِيَ وَحْدَها -بعدَ اللهِ تَعَالى-الكَفِيلَةُ بإنقَاذِ أُمَّتِنا مِنْ أَزَمَاتِها الخانِقَةِ، هذهِ الأُمَّةُ التي يتوفَّرُ لهَا مِنْ مُقَوِّمَاتِ التَّحَالُفِ والاتحادِ ومصادرِ القوَّةِ ما لَمْ يتوفَّرْ لغيرها مِنْ دُوَلٍ اتَّحدتْ رَغْمَ تبايناتِ اللُّغَةِ والعِرقِ والمذهَبِ والطَّائفةِ، ولعلَّ مِنْ نَفَحاتِ صاحِبِ هذهِ الذِّكرى مَا أَلهمَ اللهُ بِهِ قَادَةَ العَرَبِ والمسلمينَ، وجمَعَ عَلَيهِ قُلُوبَهم مِنْ إعلانِ التَّحالُفِ الإسلاميِّ العَسكريِّ للتَّصَدي للإرهَابِ ولجَمَاعَاتِ العدوان المسلَّح، ونحنُ وإِنْ كُنَّا في الأزهرِ-سِيَادَةَ الرَّئيسِ!- نُؤمنُ بضَرُورةِ التَّصَدِّي العَسكَريِّ والأمني لهذا الوَباءِ الَّذي ابتُلِيَت بِهِ الأُمَّةُ، ونُرَحِّبُ أَوْسَعَ التَّرْحِيبِ بِهذا التَّحَالُفِ الَّذِي نَسْألُ اللهَ تَعَالى أَنْ يَجْعَلَ عَلَى يَدَيْهِ نِهَايَةَ هَذا الْكَابوسِ الجَاثِمِ عَلَى صُدُورِ النَّاسِ فِي الشَّرْقِ والْغَرْبِ؛ فَإنَّ الأَزْهَرَ –إلى جانبِ ما بَذَلَه ويبذُلُه مِن جُهودٍ في هذا المجالِ- لا يمَلُّ مِن تَكرارِ نِدَائِه وَدَعْوَتِه لِتَحَالُفٍ عَرَبيٍّ إِسْلاميٍّ مِن أحرارِ العلماء والصادِقينَ مِن رِجالِ الفِكرِ، لِمُوَاجَهَةِ الإرهاب بنقض أفكاره، وتفكيك مقولاته فِي أَذْهَانِ ضَحَايَاهُ؛ لِإِيمَانِنَا بِأَنَّ العُدْوَانَ إِذا كَانَ يُواجَهُ بِالسِّلاحِ، فَإِنَّ الْفِكْرَ إِنَّما يُواجَهُ بِالحِوَارِ وَالحُجَّةِ وَالْبُرْهَانِ..
هذا وإنَّ الأزهر في دعوته لوحدة الأُمَّة واتِّحادها يعي جيدًا خصوصيات الأقطار العربية والإسلامية، وإنَّما يدعو إلى وحدة الأهداف العليا والمصالح المشتركة المبنية على التكامل والتشاور وتوحيد الجهود.
ولا يسعني في ختام كلمتي إلَّا أن أتذكر شهداء مصر الذين ضحَّوا بأرواحهم وأنفسهم، وقدّموا أغلى ما يمتلكون دفاعًا عن وطنهم وعن أهليهم، سائلًا المولى سبحانه أن يتقبلهم في عليا الجِنان، وأن يرزق أهلهم وذويهم الصبر والرضا بقضاء الله الذي لا رادّ لقضائه.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
نص كلمة شيخ الأزهر في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
نص كلمة «شيخ الأزهر» في احتفال «الأوقاف» بالمولد النبوي
شيخ الأزهر يدعو لتحالف عربي إسلامي لمواجهة الإرهاب
خلال كلمته في الاحتفالية بالمولد النبوي..
«الطيب»: لا بد من الخروج من هذا المأزق
داعيًا لنبذ الخلاف
هدية السماء في مولد سيّد الأنبياء
أبلغ عن إشهار غير لائق