في أشد توابعها واصلت أزمة الأمطار في الإسكندرية ضرباتها إلا أنها هذه المرة اختارت أهالي الأحياء الفقيرة (ملح الأرض) ضحية عدم وجود حلول رسمية سريعة تنقذ سكان "مأوى الصيادين" التابعة لدائرة مينا البصل غرب المحافظة من فصل شتاء أغرق عروس المتوسط وفشل المسؤولين في مواجهته. "مأوى الصيادين" أو كما يسميها أبناؤها بالمنطقة المنسية، التي تقع في الظهير الغربي للإسكندرية على سواحل الملاحات، شهدت أحداثًا مأسوية بعد غرق منازل الأهالي بمياه الصرف وارتفاع منسوب المياه بمنطقة الملاحات المحيطة بها، ما أدى إلى فقدان الأهالي كل رأس مالهم في الحياة. "غرقانين من زمان" يقول إبراهيم المنصوري وهو من أهالي المنطقة: "منذ اليوم الأول لكارثة الأمطار لم نجد من يغيثنا ووجدنا أنفسنا غارقين حتى بطوننا في مياه الصرف والحكومة لا تشعر بوجودنا وكأننا مش بني آدم"، ويؤكد المنضوري أن الأهالي يعانون نقصًا في الخدمات منذ عقود إلا أن الكارثة الأخيرة بمثابة الضربة القاصمة. وأوضح عبد السلام العقاري، وهو أحد صيادي المنطقة، أن سبب الأزمة بدأ بزيادة منسوب المياه في الملاحات المحيطة بمنازلهم بالإضافة إلى ارتفاع منسوب مياه الصرف وعدم وجود شبكات لتصريف الأمطار، حتى حاصرت الكميات المضاعفة من المياه المنازل بشكل لا يمكن تحمله أو استيعابه، على حد قوله. الصرف يصب في مصدر رزق الصيادين محمود إبراهيم يعمل صيادًا، اشتكى تعرض الملاحات "مصدر رزقهم الوحيد في الصيد" لأضرار الصرف المدمر للثروة السمكية بالمنطقة، لافتًا إلى عزوف التجار عن شراء "رزق البحر" بسبب الملوثات. حملة شعبية لدعم أهالي المنطقة ومع توابع الأزمة والاتهامات الموجهة لمسؤولي المحافظة بالإهمال في حق المناطق الفقيرة، بادر عدد من أبناء دائرة مينا البصل بتشكيل حملة شعبية لدعم أهالي مأوى الصيادين وتقديم كافة أوجه الدعم للأهالي المنكوبين. وقال معتز الشناوي، منسق عام الحملة الشعبية لتنمية مينا البصل واللبان غرب الإسكندرية، إن سوء الحياة التي يعيشها أهالي المأوى يفرض على الدولة وضع سكان المناطق العشوائية في مقدمة اهتمامات المسؤولين قبل أن ينفجر المواطنين ويأتون على الأخضر واليابس، على حد قوله. وأضاف أنه على الدولة النظر إلى هذه المناطق والبدء في إصلاح وتنمية العشوائيات، لافتًا إلى أن الحملة تناشد جميع المسؤولين بسرعة إغاثة سكان منازل منطقة المأوى قبل انهيار المنازل فوق رؤوس سكانها. وقال محمد توفيق، أمين حزب الثورة المصرية بالإسكندرية وهو من أهالي دائرة مينا البصل، إن الوضع في مأوى الصيادين أصبح خطيرًا للغاية، خاصة أن المنطقة من الأصل كانت أراضيها جزءًا من الملاحات وتم ردمها، بما يستوجب الإسراع في نجدة الأهالي. حي غرب: الأزمة في طريقها للانتهاء من جانبه، أكد العميد محمد أبو شبانة، رئيس حي غرب أن أزمة التي تتعرض لها منطقتي مأوى الصيادين ونجع العرب في طريقها للانتهاء، لافتًا إلى أنه جاري وضع سواتر ترابية في ترعة النوبارية، وأخرى بمنطقة المأوى لتفادي ارتفاع منسوب المياه. وأضاف رئيس الحي أن الأزمة تحتاج لتضافر جهود الجميع، مؤكدًا أن أجهزة الحي تعمل على مدار 24 ساعة لإنهاء مشكلات المواطنين، كما تم الدفع بعدد من سيارات شفط المياه للمناطق المنكوبة بالدائرة.