للمرة الثالثة علي التوالي يقطع أهالي نجع العرب طريق قطار "الإسكندرية - مطروح" والطريق العام بعد ان غرقت منطقة نجع العرب الشعبية بمينا البصل والمعروفة بفينسيا الإسكندرية بمياه الملاحات التي فاضت علي منسوب مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار لتغرق المنطقة بأكملها من منازل ومحلات بمنسوب مياه وصل إلي مترين تقريبا خاصة بشوارع "صفر" و"واحد" و"اثنين" و"ثلاثة". أصبحت المراكب الخشبية هي وسيلة الانتقال الوحيدة للأهالي وتوقفت الحياة بالمنطقة خاصة بعد انقطاع التيار الكهربائي عنها وبالرغم من محاولات رجال الشرطة والجيش وحي غرب لاحتواء الأزمة إلا أن جميع الجهود باءت بالفشل. رصدت "المساء" الحالة المأساوية التي يمر بها ما يقرب من 50 ألف نسمة يقطنون بالمنازل العائمة. في البداية كانت مأساة العريس جابر رمضان "نقاش" الذي تحدث ل"المساء" وهو منهار بعد غرق أثاث عرسه وتركته عروسه قبل ليلة الدخلة بأسبوع. فقال ضاع حلم عمري وحب حياتي الذي ظللت أحلم به سنوات عدة فبعد ان تمكنت من فرش شقتي بأحدث الأجهزة الكهربائية لتخرج في أبهي صورة استعدادا لزفافي علي فتاة أحلامي وعشت أحلاما سعيدة في انتظار ليلة العرس حتي جاءت النوة القاسية فاغرقت شقتي بالكامل وضاع ما ضاع وغرق ما غرق لتتحول الشقة إلي بركة من المياه وفسد كل ما تحتويه. وما ان شاهدت عروسي الوضع الذي أصبح عليه حالي إلا وقررت الانفصال عني علي الفور رافضة دخول منطقة نجع العرب من الأساس خاصة أني ليس لدي المال لأتمكن من شراء الأجهزة من جديد أو الأثاث المنزلي فمن يعوضني عن عروستي وشقاء عمري الذي ضاع. يقول مسعد حسن العديد من سكان المنطقة تركوا منازلهم بعد غرقها في المياه وعجزت الدولة عن احتواء الأمر علي مدار 5 أيام واقاموا عند اقاربهم. اما نحن فليس لدينا مأوي لنعيش فيه سوي هذا المكان. قال جمال خطاب: نحن نعيش في حياة مأساوية بنجع العرب بعدما غرقت منازل الأدوار الأرضي والأول بمياه الصرف الصحي والملاحات واصبحنا محاصرين بين السكة الحديد والطريق الدولي وكأننا معزولين عن المحافظة. وطالب بحملة إنقاذ للمنطقة تتضافر فيها كل جهود المسئولية من المحافظة والحي ورجال الأعمال. أوضحت أم محمود: منزلي غرق ولا أجد مأوي أعيش فيه مع أولادي ولا نستطيع السير إلا بالمراكب الخشبية ولا نجد أي عون من أي جهة لأن كل الأجهزة التنفيذية عجزت عن حل مشكلة الصرف الصحي بالمنطقة. أشار أحمد حنفي من سكان شارع واحد. إلي موقف الدولة بكامل أجهزتها والتي عجزت أن تواجه الأزمة وتقضي عليها فور حدوثها. فالأطفال بالمنطقة أصبحوا لا يعرفون الذهاب لمدارسهم بعد غرق المنازل بمياه الصرف الصحي واصبحنا نعيش كالمعزولين ولا نعرف كيف نأكل ولا نشرب ولا ننام وبخاصة بعد انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة خوفا من حدوث ماس كهربائي . قالت حنان عبدالحميد "صاحبة محل" بيتي اتخرب وجميع الأجهزة تلفت بسبب مياه الصرف وخسائري تتجاوز ال20 ألف جنيه. وتتساءل من يعوضني عن كل هذه الخسائر؟ أما أحد السكان ¢رفض ذكر اسمه¢ فقال مشكلة مشروع الصرف الذي لم يكتمل يتطلب اخلاء من 60 إلي 70 منزلا بالمنطقة حتي يتم اكتماله وكل ساكن متمسك بشقته الذي يقطن بها في ظل عدم وجود امكانيات للدولة لتوفير مساكن بديلة في ظل رفض الأهالي الانتقال إلي منطقة الكيلو 26 وبالتالي فإن مأساة المنطقة ستظل مستمرة بهذه الصورة بدون حل ناجز.