توقفت الأمطار عن السقوط، لكن معاناة أهالي نجع العرب بمنطقة الورديان، غرب الإسكندرية لم تتوقف، إذ اضطر أغلبهم إلى اتخاذ الشارع مأوى لهم، بعد أن غمرت المياه المنازل. ولا تتشابه معاناة أهالي النجع مع غيرهم من قاطني الإسكندرية، بعد أن تراكمت مياه الأمطار في الملاحات وفاضت على الشوارع، مما أغرق الدور الأول من أغلب المنازل. يسير سكان النجع في الشوارع عبر القوارب المتواجدة بكثافة؛ بسبب وجود الملاحات بالقرب منهم، ويضطر بعض الأهالي للغوص في المياه بأرجلهم، تختلط مياه الأمطار بمياه الملاحات بالصرف الصحي، ما يهدد حياة الجميع، والأطفال بشكل خاص. وبسبب الأمطار التي وصل ارتفاعها إلى نحو مترين في شوارع ومنازل النجع، تعطلت مظاهر الحياة، المحلات خربت بضاعتها، والمفروشات والأثاث في البيوت تعرضت للتلف. بكاء وحسرة لا يملك الأهالي في النجع إلا البكاء والحسرة؛ نساء يقفن في البلكونات يندبن حظهن، ورجال يتحسرن على بضاعة محلاتهم التي راحت في «شربة مياه»، وأطفال يحاولون اللهو بالسباحة في مياه قاتلة، وعلى مقربة من جميع هؤلاء يقف مسؤولون بالحي والمحافظة عاجزون عن التصرف مع المياه التي أغرقت النجع. أحمد محمود، أحد الأهالي ومقبل على الزواج، كان مقرر أن يقام حفل زفافه، اليوم السبت، لكنه لا يعرف ماذا يفعل في ظل غرق الشوارع والمنازل بالأمطار، ويقول: «هضطر أجيب مركب كبير ونعمل فرحنا عليه أنا وعروستي، لإن لو استنينا حل من المسؤولين مش هتجوز». مصطفى خليل، أحد سكان النجع، يشير إلى الأسر التي تنام في الشارع منذ 4 أيام، ويتابع: المنطقة أساسًا مفيهاش صرف صحي شغال، ولما مياه الأمطار اتجمعت مع مياه الملاحات كلنا غرقنا. «نواب بلا مسؤولية» لم يجد أهالي النجع من يسأل فيهم من النواب الفائزين بمجلس النواب، وهو ما يؤكده حسين عبد الله، أحد الأهالي: «محدش منهم عبرنا، روحنا للنائب أشرف عثمان قالنا أنا أديت الناس فلوس علشان يحلوا المشكلة، محدش يطلب مني حاجة تاني، كما أن النائب محمد الكوراني لم يفعل معنا أي شيء». ويذكر عبد الله أن الأهالي طالبوا قوات الجيش بالتدخل لإنقاذهم مثلما تفعل في مناطق أخرى بالإسكندرية، إلا أنهم لم يستجيبوا، لافتًا أن العربات التي أرسلتها قوات الحماية المدنية لم تفعل شيء تجاه المياه الغزيرة. ويتابع: «حاولوا يفصلوا بين الملاحة والشارع بس منفعش، عدادات الكهرباء فاضل 10 سم وتغرق. «نساء يواجهن الغرق» أم أحمد، ربة منزل تقيم بالنجع، تتحدث عن غرق منزلها بالمياه، "فجأة لقينا المجاري داخلة علينا البيت، وأخدت معاها العفش، والأجهزة، ومفيش حد من الحكومة أو المسؤولين سأل فينا. وذكرت أن الأهالي قطعوا طريق السكة الحديد المؤدي إلى مطروح، اليوم، حتى يلتفت إليهم المسئولين. أم حسين، ربة منزل، غرق أثاث منزلها هي الأخرى، ولا تعرف كيف ستجد بديله، "فيه مرشح لمجلس الشعب جالنا من كام يوم وقالي إنه هيجيب لي مكان أعيش فيه، ومشفناش حاجة منه، أنا عايشة أنا وجوزي ب 125 جنيه في الشهر، واعتمادنا كله على ربنا مش على حد" بدوره، يقول العميد محمد شبانة، رئيس حي غرب الإسكندرية، إن موضوع الأمطار وغرق النجوع والقرى أكبر من الحي، مضيفًا: "احنا بنعمل اللي علينا بس الوضع صعب جدًا".