لخصت منطقتا نجع العرب ومأوي الصيادين في غرب الإسكندرية حال30 منطقة عشوائية علي مستوي المحافظة, حيث إن السكان لايجدون قوت يومهم, كما تحولت الشوارع الضيقة والمتداخلة إلي بؤر لتجارة المخدرات والبلطجة وغسل السيارات بجانب سيطرة مافيا الأراضي علي بحيرة مريوط المتاخمة للمنطقة ليقيموا عليها عمارات سكنية أو يبيعونها كمبان مخالفة لراغبي السكن. وقال حامد الطويل مواطن إن الشوارع تحولت إلي جراجات وأماكن لغسل السيارات والبعض يقوم بسرقة الكهرباء والمياه من الشوارع العمومية, ومنطقة نجع العرب من المناطق المحرومة من الخدمات وتعاني الفراغ الأمني حتي أصبحت معملا لتفريخ البلطجية والخارجين عن القانون. وأكد عابدين خلف من أبناء المنطقة أن السكان يعانون أشد المعاناة ونحتاج إلي مشاريع تعالج البطالة وتقضي علي الفقر فعدد السكان كبير جدا ولا توجد مشاريع ونطالب الحكومة بالنظر لمنطقة مينا البصل كلها وخصوصا نجع العرب ومأوي الصيادين. ومن نجع العرب إلي مأوي الصيادين التي لا يوجد بها سوي شارع واحد والباقي عبارة عن حارات ضيقة حتي إنه يصعب أحيانا أن يسير اثنان بجوار بعضهما البعض فلا يتعدي عرض الشارع المترين ورغم ذلك فإن الإهمال والقاذورات هما المظهر الدائم لهذه الشوارع. وقال محمد الصعيدي من أبناء المنطقة إن المياه ملوثة فضلا عن انتشار الروائح الكريهة في كل مكان. وأكد سعيد محمد عضو بجمعية مأوي الصيادين أن الحياة في المأوي غير آدمية فلا تستطيع سيارات الإسعاف والشرطة الدخول إلي الحارات الضيقة وعندما يموت شخص نقوم بحمله علي الأعناق لمسافة طويلة حتي نصل إلي شارع واسع ثم نضعه في سيارة تكريم الموتي. أما خالد أبودرب أمين دائرة مينا البصل بحزب الأحرار فيقول:يجب تطوير مزلقان نجع العرب حيث لا توجد به أي اشارات ضوئية أو صوتية مما يتسبب في وقوع حوادث يومية مما يمثل كارثة, وأصبح مزلقانا للموت خصوصا مع قدوم العام الدراسي, كما أن الفئران والقوارض منتشرة في كل مكان بسبب وجود السوق الموازية للسكة الحديد, ناهيك عن الصرف الصحي المتهالك والمياه الضعيفة والاضاءة المعدومة. من جانبه, أكد الدكتور حمدي حسن القيادي بجماعة الاخوان المسلمين أن سكان منطقتي نجع العرب ومأوي الصيادين من أكثر الناس فقرا وأشدهم معاناة فهم يعيشون تحت خط الفقر, والدولة في حاجة لأن تنظر نظرة خاصة لتنظيم هذه المناطق لتحدث تنمية حقيقية بها سواء محو أمية أو إقامة مشاريع جديدة تعالج مثلث الرعب الذي يتكون من البطالة والفقر والمرض ولابد من استغلال الأعداد الكثيفة في إحداث تنمية وتغيير ملامح الحياة تماما لهذه المناطق, مشيرا إلي أنه تم تطوير عدة مناطق مثل المفروزة والمدبح والسلخانة بالتزامن مع تطوير ميناء الإسكندرية. وأضاف أنه بعد الثورة انهارت الخدمات ولابد من التخلص من صداع هذه المناطق, لافتا إلي أنه فيما يخص بحيرة مريوط فإن مؤسسات الدولة لا تقوم بدورها فالمسئولون عن البحيرة يقومون بردمها فضلا عن وجود عصابات منظمة تقوم بردم البحيرة وبيعها مما أدخلنا في دائرة مفرغة من الفعل ورد الفعل لا تعود بالنفع والخير علي الوطن والمواطن. وأوضح حسن أن أساليب المعيشة في هذه المناطق المكتظة بالسكان والمفتقرة للتخطيط تتيح لتجار المخدرات أن يزدهروا في هذه البيئة نظرا لصعوبة متابعتهم أمنيا والقبض عليهم, مطالبا بنظرة خاصة من حي غرب تجاه المنطقة, وموضحا أنها تتاخم ميناء الإسكندرية الذي تخرج منه الحركه التجارية إلي سائر أنحاء الجمهورية التي تمثل المنطقة بوضعها الحالي خطرا علي التنمية الاقتصادية, داعيا إلي إعادة تخطيطها لتصبح منطقة آدمية تتوافر فيها عوامل السكن المناسب والخدمات الصحية والتعليمية وكل ذلك يمكن أن يتحقق بالتعاون بين حي غرب وميناء الإسكندرية بما يربط مصالح سكان نجع العرب والمأوي بمصالح الميناء باعتبار أن الأقربين أولي بالمعروف.