غرب محافظة الاسكندرية، سقطت من حسابات الجهاز التنفيذي للمحافظة من مينا البصل الى مناطق الدخيلة والمكس والعامرية.. مازالت تعاني من ثالوث الفقر والمرض والجهل. الأمراض الخطيرة تطارد مواطنيها البسطاء بعد أن نهش اجسادهم التلوث البيئي الخطير الذي تبثه شركات البترول والبتروكيماويات والأسمنت وأسود الكربون وتصنيع الحديد منذ سنوات طويلة، ناهيك عن نقص الخدمات والمرافق العامة وتهالك الكثير من شبكات الصرف الصحي والمياه وحرمان مناطق أخرى منها، والعجز في المدارس والوحدات الصحية وضعف امكانيات المتواجد منها، ناهيك عن المأساة التي يعيشها الصيادون وأسرهم والكثير من الهموم التي يعاني منها غرب الاسكندرية ومواطنوها البسطاء الذين يحلمون بأبسط سبل العيش. نجع العرب ومأوى الصيادين يقول علي سالم، موظف من سكان نجع العرب: لقد طالب السكان مراراً وتكراراً بضرورة اعادة تخطيط المنطقة حيث إنها تعاني من الصرف الصحي المتهالك بشدة وحرمان نصف المنطقة منه أصلاً ولا توجد اضاءة في جميع الشوارع والشبكات الكهربائية متهالكة، وهكذا شبكات المياه، ولا يوجد رصف لأغلب الشوارع. وأوضح أنه لا يوجد سوى مدرسة وحيدة بالمنطقة «مدرسة الثروة السمكية» والتي يقع بداخلها «طرنش» للصرف الصحي، علاوة على القمامة المنتشرة حول المدرسة، ومثلها مأوى الصيادين تعاني من تهالك الشبكات وعدم وجود مستشفى عام وتردي الحالة الأمنية وشوارعها غير مرصوفة وغياب تام لأعمدة الانارة، وعلى كل المسئولين كل في مجاله أن يدركوا أن بالاسكندرية مواطنين لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات يعيشون في العشوائيات مفتقدين أبسط مقومات الحياة الانسانية. تدهور المستوى التعليمي كما تقول سيدة حسن، ربة منزل، بمنطقة العامرية بدائرة شرطة ثان: نعاني التدهور التعليمي والصحي كما نعاني الفقر أيضاً الذي تسبب في ضعف البنية الجسدية والي يؤثر على مستوى ذكاء الطفل، فالاطفال يذهبون الي المدارس لكي يتعلموا لكن لم يتحصلوا على أي معلومات خلال اليوم الدراسي بسبب عدم اتقان المدارس لتوصيل المعلومة للطفل الى جانب وجود برك الصرف الصحي والقمامة التي أضرت بصحتنا وبصحة أولادنا وقد قمنا بإبلاغ شركة الصرف الصحي ولكن دون جدوى. ويضيف محمس حسنين، عامل يعيش أولادنا في منطقة أقل ما يقال عنها إنها غير آدمية ولا يوجد بها أي خدمات ولا حتى تعليم وقد نقلنا المحافظ السابق من العشوائيات الى هذه المنطقة ولكن تركونا دون عناية فالبيوت متصدعة من الداخل بسبب مواسير الصرف الصحي المتهالكة وتكاد تسقط على رؤوسنا الى جانب امتلاء الشوارع وخاصة بجوار المدارس ببرك الصرف مما يعيق أولادنا عن الوصول الى المدارس، كما طالبت الطفلة آلاء محمد بمدرسة شفيق الخشن الابتدائية بتدخل وزير التربية والتعليم لرفع مستوى التعليم بمدارس غرب الاسكندرية وتدخل مسئولي المحافظة لإزالة القمامة وبرك مياه المجاري والحيوانات الضالة المتواجدة بجوار المدارس، وأكدت الطفلة: لا نستطيع تحصيل الدروس، حيث يبلغ ثمن المادة الواحدة 50 جنيها ولا يقومون بالشرح الجيد وإذا طلبنا الاعادة لا يستجيبون إلى مطالبنا، مؤكدة أن والدها مصاب بمرض الربو الناتج عن روائح مياه الصرف الصحي. كما يقول علي المسيري مرشح الوفد بالدخيلة غرب الاسكندرية ووالد شهيد الواجب الملازم محمد علي المسيري: إن الدولة ملتزمة بتوفير بيئة خالية من التلوث طبقاً للدستور وما يحدث في منطقة وادي القمر من تلوث يخالف الدستور ويجب إزالة أسبابه وايقاف محطة الطاقة البديلة التي تقوم شركات أسمنت تيتان ببنائها، والعمل على حل جذري لأزمة المصنع بما يتوافق مع مصلحة الأهالي، وأضاف: إن ما يحدث بمنطقة أم زغيو من تلوث للبيئة بسبب مخزن لتخزين الكلنيكر، كارثة أخري بسبب عدم قيام حي العامرية والأجهزة التنفيذية بوزارة البيئة وبشرطة البيئة بتنفيذ قرار اغلاق المخزن.