يعاني سكان منطقة الحضرة الجديدة من مشكلات عديدة حيث تنعدم بها أبسط صور وملامح الحياة الإنسانية. رصف الطرق منعدم فيها. ووسائل المواصلات السائدة هي "الكارتا". وتتراكم القمامة التي تغلق الطرق في كل مكان بالإضافة إلي مواسير الصرف المتهالكة. كما تتوسط مساكنها مصنع لإنتاج الطوب الحراري يقوم بإطلاق الأدخنة الخطيرة التي تؤذي صحة الأفراد طوال ساعات اليوم.. يزيد عدد سكان منطقة الحضرة الجديدة عن 50 ألف فرد ويعيش معظمهم علي الأعمال الحرفية. أتوا إليها بعد وصول الزحف العمراني لها منذ أكثر من 20 عاما وبرغم طول هذه الفترة التي شهدت أكثر من محافظ ومسئول إلا أنه لم يوجد من ينظر إلي أهلها بنظرة اهتمام برغم كثرة الشكاوي عن نقص الخدمات. يقول سامي محروس: مشكلتنا تكمن في عدم اعتراف المسئولين بآدميتنا وذلك يتضح في نقص الخدمات التي نعاني منها مرارا وتكرارا فلا توجد صناديق للقمامة بالمنطقة وبالتالي فلا تحرص شركة النظافة علي دخول المنطقة لرفعها مما أجبر سكان المنطقة علي إزالتها بالجهود الذاتية وتأجير لودر يقوم بحمل القمامة وإلقائها علي شارع ترعة المحمودية وتحولت الحديقة العامة التي كانت تتوسط الطريق إلي مقلب للقمامة مما أدي إلي انتشار الأمراض بسبب الحشرات والميكروبات والفيروسات التي تنقل العدوي من شخص لآخر بشكل سريع فضلا عن أن القمامة أصبحت مأوي للحشرات والكلاب الضالة التي تهدد السكان بمخاطر عديدة. يستكمل مرزوق العايدي الحديث قائلا: زوجتي تعاني من مرض السكر ومعرضة لتشويه جسدها بسبب كثرة لدغات الناموس والحشرات الناتجة من أكوام القمامة حيث إنني أسكن بالطابق الأرضي المطل علي تلك الأكوام. كما أننا نعاني من الروائح الكريهة التي تنبعث ولذلك فإننا محرومون من تنفس الهواء النقي أو فتح النوافذ بالإضافة إلي وجود مصنع الطوب الحراري بجوار منزلي وما يسببه من تلوث للهواء وإطلاق الأدخنة حيث أصبح قنبلة موقوتة تهدد حياتنا وحياة أسرنا بالكامل بمرض السرطان والتحجر الرئوي لما يلقيه المصنع ليلا ونهارا من عوادم في الهواء الطلق الذي نتنفسه ومحمل بالأتربة الأسمنتية من مداخن المصنع دون مبالاه التي ظللنا نعاني منها منذ فترة طويلة. أضاف مع زيادة هذه الأتربة بشكل مستمر أصبحنا نعاني أيضا من عدم وضوح الرؤية في بعض الأوقات. كما تصيب أهالينا وسكان المنطقة بالكامل بكحة وسعال مستمرين لا يستجيبان لأي علاج طبي. فضلا عن تحور المرض داخل صدور أولادنا إلي مرض مزمن وتحجر الأنسجة الرئوية من كثرة استنشاق الأتربة الأسمنتية التي تخرج من المصنع. ويضيف الحاج محمد أبوالخير أن أهالي منطقة الحضرة الجديدة يعيشون في برك من مياه الصرف الصحي داخل منازلهم. وسوء حالتهم المادية أجبرتهم علي التكيف مع الوضع وكأنه جزء من حياتهم اليومية لعدم استطاعتهم توفير مساكن بديلة فبالرغم من حداثة مساكن المنطقة إلا أنه سرعان ما تهالكت شبكات الصرف الصحي بها وأصبحت المنازل تعوم فوق بحيرات من مياه الصرف الصحي. وهذا ما يؤكد بأن مواسير الصرف كانت غير مناسبة لعدد وحدات المنطقة موضحا أن أهالي المنطقة عانوا من كثرة الشكاوي التي قدموها خلال الفترة السابقة. يشكو يوسف الطلخاوي من تهالك الطرق بالمنطقة قائلا يوجد طريق واحد بمنطقة الحضرة الجديدة يصلح لسير السيارات بسبب كثرة الحفر وعدم تمهيده أو رصفه مضيفا أنه في الوقت الذي نري به جميع شوارع الإسكندرية يتم رصفها لا يوجد لدينا رصف بالمنطقة منذ إنشائها مما دفع الأهالي إلي رصف الشوارع بالجهود الذاتية بشكل بدائي وهو إلقاء مخلفات المباني بالطرق وتسويتها ودكها بالأرض حتي يصبح أفضل حالا. موضحا أن أهالي المنطقة يعانون أيضا من رفض جميع وسائل المواصلات الدخول إليها. يضيف أشرف جاد أن رغم كثرة المشكلات التي تسببها "الكارتات" والمشاجرات بين سائقيها وكثرة "الاسطبلات" بالمنطقة وما تسببها من روائح كريهة وإزعاج للسكان إلا أننا نتحمل ذلك لأنها وسائل المواصلات الوحيدة بالمنطقة وبدونها سنقضي أمورنا مترجلين علي الأقدام.